“القاهرة الكبرى” تتصدر قائمة المدن الأكثر طلبًا للوظائف في الربع الأخير من 2024

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


استحوذت القاهرة الكبرى على 82% من طلبات الوظائف خلال الربع الرابع من 2024، بتراجع عن 85% خلال نفس الفترة من 2021 وقت التعافي من كوفيد-19، وذلك طبقًا لتقرير حديث صادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية.

وفي المقابل، شهدت مناطق أخرى مثل الصعيد والإسكندرية نموًا متواضعًا في نسب الطلب؛ حيث ارتفعت حصة الصعيد إلى 8% مقارنة بـ7% في الربع الثالث من نفس العام، كما سجلت الإسكندرية ارتفاعًا إلى 6% مقابل 5% في الفترة السابقة. فيما حافظت باقي المحافظات المصرية على نسبة 4% منذ عام 2021 دون تغيير يُذكر.

وقالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز، إن منطقة القناة نصيبها محدود من الوظائف وتشغيل الشباب، لذا تعانى من ارتفاع البطالة.

وأوضح التقرير أن درجة البكالوريوس كانت الشرط الأساسي في 92% إلى 99% من الوظائف المعروضة خلال الفترة من الربع الرابع من 2021 حتى نهاية 2024، بينما ظل الطلب على الماجستير والدكتوراه هامشيًا.

وتركز الطلب على المرشحين ذوي الخبرة المتوسطة، إذ تطلب 58% من الوظائف خبرة تبلغ نحو أربع سنوات في الربع الرابع من 2024.

فيما شهد الطلب على الخريجين الجدد تحسنًا، حيث ارتفعت نسبتهم إلى 31% في مقارنة بـ25% في الربع الثالث، وسُجّل أعلى طلب لهم في الربع الثاني من 2022.

وأوضح تحليل البيانات وجود توجه واضح نحو الحياد بين الجنسين، حيث لم تحدد 87% من إعلانات التوظيف متطلبات تتعلق بالجنس، بالإضافة إلى أن الإعلانات التي تطلب ذكورًا فقط انخفضت من 16% إلى 10% خلال الفترة.

ورغم التحوّلات العالمية بعد جائحة كوفيد-19، لم يشهد سوق العمل المكتبي في مصر تغيراً هيكليًا في أنماط التشغيل، حيث أظهر التقرير أن الوظائف التقليدية داخل المكاتب شكلت ما بين 94% و100% من إجمالي الإعلانات فى الثلاث سنوات الأخيرة، ولم يتجاوز العمل عن بُعد 6%، فيما ظهر العمل الهجين فقط في الفصول الأخيرة، غالبًا ضمن شركات عالمية.

ويُعزى هذا الاتجاه إلى ضعف البنية التحتية الرقمية، وتفضيلات الإدارة للإشراف المباشر، مما يجعل مصر واحدة من الأسواق التي لم تتبنّ نماذج العمل المرن كمعيار دائم.

وأشار التقرير أن وظائف الياقات الزرقاء أظهرت تركزًا جغرافيًا مشابهًا، حيث استحوذت العاصمة على 60% إلى 75% من الإعلانات، تلتها منطقة الدلتا بـ16% إلى 23%، بينما لم تتجاوز مساهمة المحافظات الحدودية 2%.

وأوضح أن المؤهلات المتوسطة كانت الأكثر طلبًا، لكن بعض وظائف المبيعات والمخازن تطلب مؤهلات جامعية لتعويض نقص المهارات.

كما أشار إلى أن أكثر من 50% من الطلب موجّه لأصحاب الخبرات المتوسطة، فيما تتطلب وظائف “مبتدئين” خبرة بين عام و3.5 أعوام، ما يبرز الفجوة بين التعليم واحتياجات السوق.

وبيّن أن 98% من وظائف الياقات الزرقاء تطلب دوامًا كاملًا في موقع العمل، دون اعتماد فعلي للعمل عن بُعد حتى خلال الجائحة.

وأظهر التقرير أن 80% من الطلب يتركز في خمسة مجالات مهنية فقط، وتصدّر قطاع التسويق والمبيعات القائمة رغم تذبذب الطلب عليه، في حين تراجعت خدمات الحرف والمهن اليدوية لصالح الوظائف الإدارية.

الشربيني: العمل عن بُعد فتح أسواقًا جديدة للمصريين

وقالت سمية الشربيني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “رايت فوت” المتخصصة في الموارد البشرية، إن استمرار تركز فرص العمل في القاهرة الكبرى يرجع بالأساس إلى تمركز الغالبية العظمى من أنشطة الأعمال داخلها، وهو ما يخلق بطبيعة الحال أكبر عدد من الفرص الوظيفية مقارنة بباقي المحافظات.

وأوضحت الشربيني أن هناك بعض الشركات، خاصة تلك العاملة في أنشطة مراكز الاتصال وخدمات التعهيد، بدأت في التوسع خارج نطاق القاهرة الكبرى، لتوفر فرصًا للعمل في مدن مثل الإسكندرية والمنصورة والمنيا.

وأشارت إلى أن مرحلة ما بعد جائحة كورونا شهدت ظهور نماذج جديدة من فرص العمل، على رأسها الوظائف عن بُعد، بالإضافة إلى تزايد الطلب من دول أجنبية على توظيف المهارات المصرية، لا سيما في مجالات تكنولوجيا المعلومات والهندسة.

ولفتت إلى أن دولاً مثل ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة بدأت في الاستعانة بكفاءات مصرية للعمل على أساس تعاقدي أو بالمشروعات، إلى جانب السعودية التي تتبنى النهج ذاته بشكل متزايد.

وفيما يتعلق باستمرار هيمنة شرط المؤهل الجامعي، رغم ضعف المهارات التطبيقية لدى كثير من الخريجين، رأت الشربيني أن هذا العامل لا يزال مرتبطًا بالطابع التعليمي التقليدي، إلا أن بعض الشركات الأوروبية – خصوصًا في نماذج العمل بالمشروعات – بدأت في التركيز بشكل أكبر على القدرات العملية والمهارات الشخصية أكثر من الشهادات الأكاديمية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً