أثار مجسم ضخم لطائر الحمام، نُصِب مؤخرًا في أحد ميادين مركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، موجة واسعة من الجدل بين الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أطلقوا عليه شعبيًا اسم “ميدان الحمامة”.
جاءت أغلب ردود الفعل المنتقدة بسبب الشكل غير المألوف للمجسم، سواء من حيث حجمه الضخم أو تصميمه اللافت للنظر؛ حيث شبّهه البعض عبر “فيس بوك” بـ”الحمامة الفضائية”، فيما رأى آخرون أنه لا يُعبّر عن الهوية البصرية للمنطقة ولا يعكس أي رمزية ثقافية محلية.
وانتشرت صور المجسم على نطاق واسع في صفحات ومجموعات الإسماعيلية، مصحوبة بتعليقات ساخرة، وأخرى تطالب بإعادة النظر في تصميمه أو حتى إزالته بالكامل، معتبرين أن المشروع تم تنفيذه دون مشاركة مجتمعية حقيقية.
ورغم الجدل، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من مجلس مدينة التل الكبير أو من محافظة الإسماعيلية، ما زاد من التساؤلات حول الجهة المنفذة، وتكلفة المشروع، والغرض الفعلي من إقامته، خاصة في ظل تأكيد البعض أنه يندرج ضمن خطة لتجميل المدينة.
وفي محاولة لتوضيح الموقف، نشرت إحدى الصفحات المحلية المرتبطة بمجلس المدينة منشورًا قالت فيه إن المجسم يأتي ضمن خطة لتطوير وتجميل الميادين، تنفيذًا لتوجيهات اللواء طيار أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، الذي شدد على أهمية تعزيز الهوية البصرية وتحسين الشكل الحضاري لمراكز المحافظة.
لكن تلك التوضيحات غير الرسمية لم تنهِ حالة الجدل، بل زادت من حدة النقاش، خاصة مع استمرار غياب الحوار المجتمعي، وهو ما عبّر عنه عدد من أهالي التل الكبير، مطالبين بضرورة أخذ رأي المواطنين في مثل هذه المشروعات التي تمس الشكل العام للمدينة.
ويرى كثيرون أن المظهر الحضاري لا يتحقق فقط عبر إقامة مجسمات ضخمة، بل ينبغي أن يتكامل مع البيئة المحلية والذوق العام، داعين إلى مراجعة التصميم والاستماع إلى آراء السكان لتفادي مزيد من الاستياء أو السخرية.
وهكذا تبقى “الحمامة البيضاء” في قلب ميدانها، وفي قلب جدل مستمر، بين من يراها لمسة فنية، ومن يراها رمزًا للغربة عن هوية المكان.