استضاف بودكاست معاريف الساحر الإسرائيلي حيزي دين، الذي يُعد اليوم من أبرز فناني الخدع البصرية في إسرائيل والعالم.
دين، الذي قدم عروضًا سحرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر إقامته بـ”بلفور”، كان مقرّبًا من مستشاريه توباز لوك وشروليك آينهورن، حيث قدّم لهم استشارات في مجالات الصورة العامة والاستراتيجية، وكان يُعد من أشد مؤيدي نتنياهو حماسة.

انقلاب الموقف السياسي.. من التأييد إلى الانتقاد
ورغم انتمائه لعائلة “ليكودية”، يؤكد دين أن دعمه لنتنياهو لم يكن “أعمى”، كاشفًا عن دوره السابق في تقديم استشارات تسويقية وإنتاج فيديوهات ترويجية للحملات الانتخابية، بل وأداء “خدع سحرية” مع نتنياهو شخصيًا داخل مكتبه، قبل دقائق من إعلان نتائج استطلاعات الرأي، في محاولة لجذب مزيد من مصوّتي الليكود.
وعند سؤاله عن رأيه في نتنياهو، وصفه دين بأنه “من أذكى وأكثر الأشخاص اجتهادًا”، مشيدًا بقدرته على اختيار الطاقم المناسب. إلا أنه في الوقت ذاته لا يتردد في تحميله “جزءًا كبيرًا” من مسؤولية أحداث السابع من أكتوبر، وكذلك مسؤولية “الانقسام الحاد في صفوف الشعب”، معتبرًا أن خطأه الأكبر هو “عدم تحمّل المسؤولية”.
ويشرح دين سبب تخلّيه عن دعم نتنياهو قائلًا: “لطالما دافعنا عنه بحجة أن كارثة ستحل إذا وصل اليسار أو الإخوان المسلمون إلى الحكم، لكن في النهاية، وقعت أكبر كارثة وهو على رأس السلطة”. وعندما سُئل عما إذا كان سيصفح عنه في حال تحمّل المسؤولية، أجاب: “لا أعلم… أعتقد أنه ارتكب خطأً كبيرًا بعدم تحمّلها”.

فاجعة شخصية غيّرت كل شيء
كانت أحداث السابع من أكتوبر نقطة تحوّل مفصلية في حياة حيزي دين، إذ فقد ابن أخيه، أفياد هاليفي (28 عامًا)، خلال حفل “نوفا” في كيبوتس ريعيم، إلى جانب صديقَيه تسوري وعومري. يروي دين بحزن كيف تلقت العائلة النبأ، قائلًا: “أحضروا الجثث في السيارة”.
ويكشف أن أفياد كان على تواصل معهم حتى اللحظات الأخيرة، وأن العائلة أصبحت على علم بكافة تفاصيل ما جرى حتى الثواني الأخيرة، بفضل رواية عيدو، سائق الدبابة، الذي كان معهم، قبل أن يُقتل أفياد ورفيقاه بسلاح عيدو نفسه، بعد فراره.
وقال دين بتأثر: “احتفلنا هذا الأسبوع بعيد ميلاد أفياد الثلاثين… لقد قطعت علاقتي بهم، حتى لو طلب بيبي (نتنياهو) مني الحضور، فلن أذهب… في النهاية، وقعت الكارثة وهو في الحكم”.

عرض جديد.. وامتناع عن التنبؤ بمستقبل إسرائيل
على الصعيد المهني، أطلق حيزي دين عرضه الجديد بعنوان “360 درجة”، واصفًا إياه بأنه عرض “جنوني وغير مسبوق”، حيث يُقدَّم أمام الجمهور من جميع الزوايا، ما يتيح لهم رؤية كل شيء، حتى من الخلف، وهو ما يُعد تحديًا كبيرًا لفنان الخدع البصرية. وأضاف: “منذ قدّمت عرضًا بزاوية 360 درجة في ريدينغ، بات من السخيف بالنسبة لي العودة إلى قاعات تقليدية”.
وأشار إلى أن مجال السحر أصبح “مربحًا جدًا”، بل وتحول إلى “تيار رئيسي”، حيث باتت الشركات والبنوك تستضيف السحرة في فعالياتها إلى جانب المغنيين.
وفي ختام اللقاء، امتنع حيزي دين عن التنبؤ بمستقبل إسرائيل، مكتفيًا بالقول: “آمل في الأفضل… نحن متعبون جدًا، وهل تعرفون ممَّ نحن متعبون؟ من كثرة الكلام. من المحللين”.