إيلاف من القاهرة: كشفت هيئة البث الإسرائيلية “كان” اليوم عن تحرك ميداني غير مسبوق من قبل أفراد من الطائفة الدرزية في إسرائيل، حيث أفادت الوثائق بتسجيل نحو 2000 شخص خلال 24 ساعة فقط، أعلنوا نيتهم التوجّه للقتال في محافظة السويداء جنوب سوريا.
وبحسب ما ورد في الوثيقة، فإن القائمة تشمل أسماء وأرقام هويات، ويضمّ بعضها عناصر يخدمون حاليًا في الجيش الإسرائيلي، أو في قوات الأمن والاحتياط. وجاء في البيان المرفق: “نحن نستعد للتطوع للقتال إلى جانب إخوتنا في السويداء. لقد حان وقتنا لنكون جاهزين للدفاع عن إخوتنا، وأرضنا وديننا.”
وتُعدّ هذه الخطوة تصعيدًا استثنائيًا من داخل المجتمع الدرزي في إسرائيل، ما أثار قلقًا واسعًا لدى قيادة المؤسسة الأمنية، وفق ما أوردته “كان”.
ويأتي هذا التطوّر بعد أيام من اندلاع اشتباكات عنيفة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء، تدخلت خلالها القوات الحكومية السورية لـ”فض النزاع”، قبل أن تنسحب لاحقًا إثر اتفاق مبدئي بين الأطراف المحلية.
وفي سياق متصل، شنّت إسرائيل، يوم الأربعاء الماضي، غارات جوية على مواقع عسكرية سورية، بينها مبنى هيئة الأركان وقصر الشعب المحيط بدمشق، قائلة إن الغارات جاءت لـ”الدفاع عن الدروز” و”حماية أمنها”، بحسب التصريحات الإسرائيلية.
وفي تصريح يوم الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن بلاده ستواصل “التحرك عند الضرورة”، مؤكدًا أن “الهجمات كانت دعماً للطائفة الدرزية”، كما اتهم الحكومة السورية بـ”انتهاك سياستي نزع السلاح جنوب دمشق، وحماية الدروز” في تلك المنطقة.
وفي تطوّر لاحق، أعلنت الرئاسة السورية صباح السبت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، مشيرة إلى أنه يشمل جميع الأطراف، مع تحميل أي جهة تخرق الاتفاق مسؤولية قانونية.
وجاء هذا الإعلان عقب تصريحات المبعوث الأميركي إلى المنطقة، توم باراك، الذي أكد التوصل إلى تفاهم مباشر بين نتانياهو والرئيس السوري أحمد الشرع، بوساطة أميركية، على أن يُنفّذ الاتفاق خلال 48 ساعة، يتخلله فتح معابر إنسانية، أبرزها “بصرى الشام” و”بصر الحرير”، لتأمين خروج المدنيين والمصابين.
كما تضمّن الاتفاق التزامًا بالإفراج المتبادل عن المحتجزين لدى الطرفين، حسب ما نقلته شبكة RT الروسية.
إلا أن تقارير إعلامية تحدثت عن صعوبات تواجهها القوات الحكومية في فرض الاتفاق، وسط استمرار أصوات الاشتباكات بين الحين والآخر في أطراف المحافظة.