قد يتوقع الجميع أن الكاتب “هوانج دونج-هيوك” الذي ألف مسلسل “لعبة الحبار” أصبح من الأثرياء بعد النجاح الساحق الذي حققه المسلسل خلال أجزائه الثلاثة، لكن الحقيقة غير ذلك، فرغم الأرباح الطائلة التي جنتها منصة “نتفليكس” من خلال عرضها للمسلسل، إلا أن المؤلف لم يأخذ منها أي أموال إضافية.
2009 أصعب عام بحياته
لم تظهر أي إشارة أو علامة في حياة “هوانج دونج-هيوك” تبرهن أنه سيكون من أشهر الكتاب في المستقبل نتيجة لتأليفه “لعبة الحبار” والذي أصبح أشهر مسلسل في تاريخ منصة نتفليكس.
ووصف “هوانج”، والذي كان يعيش في كوريا الجنوبية، عام 2009 بأنه أصعب عام مر به، نتيجة للضغوطات التي مر بها، حيث ضربت حينها الأزمة المالية العالمية بلده بشدة، فتوقفت على إثرها مشاريع الإنتاج، وتقاعدت والدته، فتعطلت أفكاره، وفشل في إيجاد تمويل لفيلمه، ولم يعد لديهم أي مصدر دخل منتظم يعينهم على الحياة، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “جارديان”.
اقتراض لسد العجز المالي
اضطر “هوانج” بعد ما أغلقت الحياة أبوابها أمامه، أن يقترض من البنوك لكي يستطيع أن يكمل حياته بتوفير الاحتياجات الأساسية، ويرجع ذلك إلى عدم قدرته على توفير فرصة عمل أو مشاريع خاصة توفر له دخل، ما جعله يفقد الأمل في تحسن وضعه بالمستقبل القريب.
باع حاسوبه ليسد ديونه
مع تزايد الديون وقلة الدخل، اضطر “هوانج دونج-هيوك” لبيع جهاز الحاسوب المحمول الخاص به، بــ 675 دولارا، والذي كان يعتبر أغلى ما يملك في ذلك الوقت.
سؤال عابر يغير حياته
بدأ في إكمال كتابة سيناريو لم يكن يعلم أنه ذو فائدة، جلس يقضي وقته في تناول القصص المصورة، ومشاهدها، وبينما كان يقلب ويقرأ في أحد الموضوعات خطر عليه سؤال بشكل مفاجئ: “لو كانت هناك لعبة للبقاء على قيد الحياة، تعرض على المفلسين والمرهقين ماديًا جوالئز مالية.. هل سأشارك فيها؟”.
السيناريو قابله الرفض
فكر بعض الوقت حتى شرع أخيرًا في كتابة السيناريو الخاص بمسلسل ” لعبة الحبار”، وكان قد أعده في البداية ليكون فيلما، لكن مع استمرار رفض العمل من التليفزيون الكوري لمدة عقد كامل، وذلك لانهم رأوا أن الفكرة متطرفة وغير واعية، تغير كل شيء مع ظهور جائحة كورونا، التي أدت لدخول العالم العزلة والتدهور النفسي، حيث وافقت منصة “نتفليكس” الشهيرة على السيناريو وقامت بالاتصال مع “هوانج دونج-هيوك” وذلك لأن فكرته قد أصبحت أكثر صلة بالواقع، ليصبح المرفوض بالأمس حديث العالم اليوم.
لعبة الحفار أيقونة العالم
وأصبح مسلسل “لعبة الحبار” منذ عرضه في سبتمبر عام 2021 ظاهرة ثقافية تلف العالم بأكمله، اذ وصلت مشاهدات المسلسل إلى 142 مليون أسرة، وبسببه ارتفع عدد مشتركي المنصة بـ4.4 ملايين مشترك جديد، وبفضله أصبحت البدلات الرياضية الخضراء، والحرس الأحمر، والدمية رموزًا شائعة.
“هوانج دونج” لازال فقيرًا
وبالرغم من كل ذلك، لم يصبح “هوانج دونج-هيوك”، والذي يعد العقل المنتج لهذه القصة والرموز، ثريًا بعد كل هذا النجاح، وسُئل بعد تصدر المسلسل العالم إن كان قد أصبح ثريا، أجاب مبتسمًا: “لست ثريًا.. لكن لدي ما يكفيني لأتناول الطعام”، وصرح بأن منصة “نتفليكس” لم تقم بدفع مكافأة له بعد كل هذا النجاح الساحق.
6 أسنان ضريبة الشهرة
والمفارقة أن “لعبة الحبار” لم يأت بلا ثمن، فقد خسر “هوانج” 6 من أسنانه بسبب التوتر أثناء إنتاج العمل، بالإضافة إلى أنه كان مرهقًا بشكل كبير، حتى أنه سُئل عما إذا كان هناك موسم ثان للمسلسل، أجاب: “لا خطط واضحة لدي.. أشعر بالتعب بمجرد التفكير في الأمر”.
“هوانج” ينتقد الرأسمالية
وقد كتب “هوانج” لاحقا: “نحو 90% من الناس يشعرون أن النظام الاقتصادي الحالي غير عادل.. نحن نعيش في لعبة الحبار”.
ولم تكمن هذه المرة الأولى الذي ينتقد فيها هذا النظام، حيث قدم انتقادا للرأسمالية من خلال مسلسل “لعبة الحبار”، والذي تدور أحداثه حول 456 فردا غارقين في الديون، ويحتاجون كل الحاجة إلى المال، لدرجة تجعلهم يشاركون في ألعاب قاتلة مقابل جوائز مالية، في إشارة واضحة إلى كم المعاناة المادية لدى الناس في ظل النظام الرأسمالي.
