حصاد ريال مدريد في 2025.. عام بلا ألقاب ومشاكل لا تتوقف

حصاد ريال مدريد في 2025.. عام بلا ألقاب ومشاكل لا تتوقف


أنهى ريال مدريد عام 2025 في مشهد غير مألوف داخل أسوار سانتياجو برنابيو، بعدما أسدل الستار على موسم كامل دون تحقيق أي لقب، وسط أزمات فنية ومؤسسية، وجبهات مفتوحة داخل الملعب وخارجه مع بداية الموسم الجديد.

تلك المشاكل أعادت إلى الواجهة تساؤلات كبرى حول مستقبل المشروع الرياضي للنادي الملكي، تحت قيادة تشابي ألونسو الذي يواجه مستقبل غامض.

ورغم الفوز الأخير على إشبيلية، لم ينجح الفريق في محو آثار عام مضطرب، بدا فيه بعيدًا تمامًا عن أمجاد موسم 2023-2024، الذي تُوّج خلاله بخمسة ألقاب.

التناقض كان صارخًا: من هيمنة محلية وقارية، إلى “صفر بطولات” في عام وُصف داخل أروقة النادي بأنه من أكثر الأعوام قسوة في العقد الأخير.

خيبات محلية متتالية أمام برشلونة

صحيفة “ماركا” الإسبانية، لخصت حصاد العام لريال مدريد، حيث بدأت نكسة 2025 مبكرًا، مع الهزيمة الثقيلة أمام برشلونة بنتيجة 2-5 في نهائي كأس السوبر الإسباني بالسعودية، لتكون بمثابة إنذار أولي لما سيأتي لاحقًا.

ولم تتوقف الضربات عند هذا الحد، إذ عاد الفريق الكتالوني لينتزع كأس الملك في نهائي لا كارتوخا، قبل أن يحسم لقب الدوري الإسباني في مواجهة مباشرة أخرى ضد الملكي، رغم تألق كيليان مبابي وتسجيله ثلاثية في مونتجويك، إلا أن النتيجة النهائية صبت في مصلحة برشلونة بقيادة هانز فليك.

خروج أوروبي مبكر رغم لحظات لامعة

أوروبيًا، لم يكن المشهد أفضل حالًا. دخل ريال مدريد دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد كحامل للقب، لكنه قدم بداية باهتة أجبرته على خوض مواجهة فاصلة أمام مانشستر سيتي.

 ورغم تقديمه واحدة من أفضل فتراته هذا الموسم، بتحقيق انتصارين في بيرنابيو والاتحاد، إلا أن الرحلة القارية انتهت سريعًا عند محطة ربع النهائي، بعدما تفوق آرسنال ذهابًا وإيابًا، لينهي أحلام “الملكي” في الدفاع عن لقبه.

كارلو أنشيلوتي - ريال مدريد
كارلو أنشيلوتي – ريال مدريد
(المصدر Gettyimages)

نهاية حقبة وبداية مشوبة بالحذر

شهر مايو حمل ملامح نهاية مرحلة كاملة في تاريخ النادي، مع الرحيل الرسمي لكل من كارلو أنشيلوتي ولوكا مودريتش، في وداع مؤثر أمام ريال سوسيداد.

 وبعدها بيوم واحد فقط، أُعلن عن تعيين تشابي ألونسو مدربًا جديدًا، في خطوة عكست رغبة الإدارة في ضخ دماء جديدة بسرعة.

كأس العالم للأندية… أمل لم يكتمل

تحوّل التركيز لاحقًا إلى كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، والتي عُلّقت عليها آمال إنقاذ موسم كان من المفترض أن يشهد المنافسة على سبعة ألقاب.

 ورغم الظهور الواعد والتأثير الإيجابي المبكر لألونسو، انتهت المغامرة بهزيمة قاسية في نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان، الذي استغل أخطاء فردية قاتلة في الدقائق الأولى.

راؤول أسينسيو - أوريلين تشواميني - فيديريكو فالفيردي - إبراهيم دياز - ريال مدريد - كأس العالم للأندية - المصدر (Getty images)
راؤول أسينسيو – أوريلين تشواميني – فيديريكو فالفيردي – إبراهيم دياز – ريال مدريد – كأس العالم للأندية – المصدر (Getty images)

بداية قوية ثم تراجع مقلق

دخل ريال مدريد موسم 2025-2026 بوجوه جديدة أبرزها هويسن وأرنولد، قبل انضمام كاريراس وماستانتونو لاحقًا، ونجح الفريق في تصدر الدوري حتى الجولة الثالثة، لكنه فقد الصدارة في الجولة الرابعة عشرة عقب التعادل مع جيرونا.

 ومنذ الهزيمة أمام ليفربول في أنفيلد، دخل الفريق في دوامة نتائج سلبية، بثلاث هزائم وثلاثة تعادلات في ثماني مباريات، ليتراجع إلى المركز الثاني.

ألونسو تحت الضغط

الهزيمة أمام سيلتا فيجو في ديسمبر شكّلت نقطة تحول في علاقة الإدارة بتشابي ألونسو، حيث بدأت الشكوك تحيط بمستقبله.

جاء ذلك، رغم تجاوز أزمات سابقة أبرزها ديربي الميرسيسايد والاستبدال المثير لفينيسيوس في الكلاسيكو. ورغم تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية مؤخرًا، إلا أن الأداء لم يقنع الإدارة ولا الجماهير.

أليكسيس ماك أليستر - ليفربول - ريال مدريد - فيديريكو فالفيردي - المصدر (Getty images)
أليكسيس ماك أليستر – ليفربول – ريال مدريد – فيديريكو فالفيردي – المصدر (Getty images)

اضطراب إداري وصدامات خارج الملعب

بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يعيش ريال مدريد حالة توتر مؤسسي، مع أحاديث متزايدة عن تغييرات مرتقبة في هيكل النادي. كما تصاعد الصدام مع برشلونة على خلفية “قضية نيجريرا”، التي وصفها فلورنتينو بيريز بأنها “أكبر فضيحة في تاريخ كرة القدم”، ليأتي رد خوان لابورتا حادًا، متهمًا ريال مدريد بـ”الهوس ببرشلونة”، ومهاجمًا قناة النادي والهيئات التحكيمية.

وفي الوقت ذاته، يواصل النادي صراعه القانوني مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن دوري السوبر، في نزاع يبدو مفتوحًا على فصول طويلة لن تنتهي في وقت قريب.

فينيسيوس جونيور - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
فينيسيوس جونيور – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

وبالتالي، يُسدل الستار على عام 2025 في سانتياجو بيرنابيو، عامٌ بلا ألقاب، مثقل بالأزمات، ومليء بعلامات الاستفهام، في انتظار ما إذا كان ريال مدريد قادرًا على تحويل هذا الإخفاق إلى نقطة انطلاق جديدة. أم أن العاصفة لم تبلغ ذروتها بعد.