حصاد 2025 .. عام الأزمات والتحولات الكبرى في السياسة والاقتصاد والمجتمع العالمي

شهد العالم في عام 2025 مجموعة من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية المهمة التي أثرت على مختلف القارات. على المستوى السياسي، عاد دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، وهو ما أحدث تأثيرات كبيرة على السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، ودفعت بعض الحلفاء والشركاء الدوليين إلى إعادة تقييم مواقفهم تجاه واشنطن. في الشرق الأوسط، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث تبادلت الطرفان ضربات جوية في يونيو، في حين استمرت الحرب في غزة، مما زاد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة رغم محاولات وقف إطلاق النار.

ويمثل 2025 عامًا مزدحمًا بالأزمات والتحولات، مع مشهد عالمي متشابك يجمع بين التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتحولات التكنولوجية والبيئية التي ستستمر تأثيراتها لسنوات قادمة.

منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس

على الساحة الدولية، احتضنت دافوس منتدى الاقتصاد العالمي بمشاركة أكثر من 3,000 مسؤول عالمي لمناقشة قضايا الذكاء الاصطناعي والمناخ والاقتصاد العالمي، فيما ركزت قمة الناتو في لاهاي على تعزيز التحالفات وزيادة الإنفاق الدفاعي في مواجهة التحديات الإقليمية. وفي آسيا، شهدت نيبال احتجاجات واسعة للجيل Z ضد الفساد وحظر وسائل التواصل، مما أدى إلى استقالة الحكومة وإعلان انتخابات جديدة، بينما تصاعدت الاحتجاجات في بلغاريا بسبب ميزانية 2026 وخطط رفع الضرائب، وأدت إلى انسحاب الحكومة.

مأساة تحطم طائرة Air India

شهد قطاع الطيران مأساة بتحطم طائرة Air India في 12 يونيو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 260 شخصًا وأثار نقاشات حول سلامة النقل الجوي. أما الاقتصاد العالمي، فقد واجه موجة تضخم وتقلبات في أسواق الطاقة والسلع الأساسية، مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بشكل ملموس، وهو ما دفع العديد من الدول إلى تبني سياسات اقتصادية حمائية.

في المجال الاجتماعي، برزت زيادة الجدل حول حقوق مجتمع الميم‑سيكسي في العديد من الدول الغربية، بينما شهدت الانتخابات البرلمانية والرئاسية تغييرات سياسية مهمة عبر أوروبا وأمريكا اللاتينية. وفي الصين، استمرت الأزمة السكانية مع انخفاض معدل الخصوبة، ما دفع السلطات إلى إعلان سياسات تحفيزية لرفع معدلات الولادات، مثل تقديم علاوات مالية وتوسيع إجازة الأمومة وإعادة جزء من المصروفات الطبية للأزواج.

أحداث المناخ القاسية مناطق مختلفة

شهدت الرياضة والثقافة فعاليات عالمية كبيرة، بينما اجتاحت أحداث المناخ القاسية مناطق مختلفة، بما في ذلك فيضانات وأعاصير وغابات محترقة أثرت على ملايين الأسر. كما شهدت إفريقيا تحولات سياسية وأمنية مهمة، بينما عقدت اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري متعددة الأطراف لتعزيز التجارة والاستثمار بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وفي مجال الفضاء، ازدادت المنافسة بين القوى الكبرى مع خطط نشر مفاعلات ومشاريع قمرية بحلول عام 2030، بينما بدأت الدول الكبرى بإطلاق مشاريع بنية تحتية ضخمة لدعم النمو الاقتصادي والتحول الاستراتيجي. وأثرت أزمات الديون السيادية في الأسواق الناشئة على الاستقرار المالي الدولي، فيما توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مع نقاشات حول التنظيم والأخلاقيات.

أما أوروبا، فقد شهدت تغيرات في خارطة السياسة الداخلية بعد حركات احتجاجية وانتخابات محلية وإقليمية مهمة، ما يعكس حالة عدم الاستقرار السياسي الجزئي في بعض الدول. بشكل عام، كان عام 2025 مليئًا بالأزمات والفرص في آن واحد، مع تفاعل متواصل بين القوى الكبرى، وتحولات اقتصادية واجتماعية عميقة تؤثر على المشهد العالمي.