رئيس جامعة الأزهر محاضرًا لأئمة وعلماء ماليزيا المشاركين بمسجد مصر الكبير
القى الأستاذ الدكتور سلامة داود – رئيس جامعة الأزهر الشريف، محاضرة علمية قيّمة بعنوان: ‘اللغة العربية وأثرها في فهم الوحي الشريف’ ضمن فعاليات دورة تدريب المدربين الماليزيين، التي تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع سفارة ماليزيا بالقاهرة، وذلك بمسجد مصر الكبير بالعاصمة الجديدة.
وفي مستهل محاضرته، رحّب رئيس جامعة الأزهر بالحضور من الأئمة والعلماء الماليزيين، معربًا عن تقديره لجهود وزارة الأوقاف، وموجهًا الشكر إلى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري – وزير الأوقاف على رعايته لهذه الدورات العلمية والتدريبية الهادفة؛ كما أكد فضيلته أن منهج الأزهر الشريف يقوم على الوسطية والاعتدال، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من ظهور تيارات متطرفة تسيء إلى النصوص الدينية وتستبيح العنف والقتل لتحقيق أغراضها، مشددًا على أن الفهم الصحيح للغة العربية هو المدخل الرئيس لفهم نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية فهمًا عميقًا وسليمًا، بما يسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تهدد استقرار المجتمعات وتضعف بنيتها.


وبيّن أن السلف الصالح من أهل العلم أولوا اللغة العربية عناية بالغة، واعتبروا التمكن من علومها، وعلى رأسها النحو وقواعده، شرطًا أساسيًا للتبحر في فهم النصوص الشرعية، موضحًا أن علماء الأمة جمعوا بين العلوم العربية والشرعية؛ ليتمكنوا من تنزيل النصوص على الواقع بما يحقق مصالح الناس ويحفظ حياتهم وكرامتهم، وتطرّق رئيس الجامعة خلال المحاضرة إلى نماذج متعددة تبرز عظمة الإسلام في حفظ النفس البشرية وبناء الفكر السليم، محذرًا من بدايات الانحراف الفكري التي نشأت نتيجة إقصاء منهج العلماء، وتقديم الآراء والأهواء الخاصة، ما أدى إلى الصراع والاقتتال، مؤكدًا أن الواجب هو الفهم الصحيح للنصوص بما يضمن حفظ الإنسان وصون حقوقه ومنع أي اعتداء عليها.
شهدت المحاضرة حضور الشيخ محمود أبو العزايم – مساعد وزير الأوقاف لشئون التدريب والمراكز الثقافية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والدكتور خالد أبو العز – مدير عام أكاديمية الأوقاف الدولية، إلى جانب أعضاء الوفد الماليزي المشارك، الذين أعربوا عن تقديرهم للتجربة التدريبية الرصينة التي تقدمها وزارة الأوقاف بمشاركة لفيف من كبار علماء الأزهر الشريف.

تعليقات