في عالم موازٍ.. ماذا لو عاد اللاعبون الأوروبيون إلى أصولهم الإفريقية؟

في عالم موازٍ.. ماذا لو عاد اللاعبون الأوروبيون إلى أصولهم الإفريقية؟


في عالم موازٍ، دعونا نتخيل نسرح بخيالنا لنرى ما كان يمكن أن يحدث لو تمسك كل لاعب في عالم كرة القدم بمنتخب بلاده، وتخلى ولو للحظة عن أضواء أوروبا تاركًا نفسه ليغوص في أدغال إفريقيا، ومتخليًا حتى عن حُلم أن يصبح بطلًا للمونديال.

وتحفل المنتخبات الأوروبية الكبرى بلاعبين لا ينتمون إلى هذه القارة سوى أنهم وُلدوا ونشأوا فيها، فأصبحت تلك الدول هي التي تجري في عروقهم متخلين عن جنسياتهم الحقيقية.

وعلى سبيل المثال، فإننا أمام مثال لـ لاعب أصله كاميروني وهي الدولة التي نشأ فيها أبوه، وحتى أمه جزائرية، إذن فالأصل أنه إفريقي بنسبة 100%، لكنه نشأ في فرنسا ولعب لمنتخبها ورفع كأس العالم معها، بالتأكيد علمتم أنه كيليان مبابي، والحقيقة أن ذلك اللاعب ليس الحالة الوحيدة؛ فهناك مثله الكثيرون تجدهم منتشرين في مختلف أنحاء القارة العجوز، منهم من يجد الفرصة مفتوحة من أوسع أبوابها للعب في أوروبا، ومنهم مَن لا يحظى بتلك الفرصة فيضطر للعودة إلى منتخبه الأصلي الإفريقي.

ومع ذلك، دعونا نرسم سيناريو تخيليًا لهؤلاء النجوم لو كانوا لعبوا لمنتخباتهم الأصلية في إفريقيا بدلًا من اللعب للمنتخبات الأوروبية.

كيليان مبابي.. قوة رهيبة لـ الكاميرون

لا يمكنك، بأي حال من الأحوال، أن تختلف على كون مبابي قادرًا على تقديم إضافة رهيبة للمنتخب الكاميروني الذي يحمل العديد من النجوم كـ كارلوس باليبا وفرانك ماجري وبريان مبويمو مع وجود المهاجم الشاب إيتا إيونج.

كيليان مبابي الذي قاد منتخب فرنسا وهو بعمر الـ18 عامًا لحصد كأس العالم 2018، وسجل خلال هذه النسخة 4 أهداف وكان ثاني الهدافين، وفي نسخة 2022، وصل إلى النهائي وخسر بركلات الترجيح، لكنه كان الهداف برصيد 8 أهداف، كل هذه الأمور تقول إن مبابي جزءًا كبيرًا من الفريق الذي يلعب له، وهو ما أظهره في هذا الموسم مع ريال مدريد.

كيليان مبابي - المصدر: (Gettyimages)
كيليان مبابي المصدر (Gettyimages)

وبالتالي، فإنك لا يمكنك الاستهانة بلاعب بحجم مبابي قادر على أن يحمل آمال وأحلام فريق بأكمله ويقوده لتحقيق هذا الحلم أو حتى الاقتراب من بلوغه.

لامين يامال.. لمسة إبداعية تُضاف للمغرب

لن ننكر أن المنتخب المغربي أصبح قوة عظيمة ليس على المستوى الإفريقي فقط، ولكن عالميًا، وذلك بفضل الأداء الجماعي الذي يقدمه هذا المنتخب، ومع ذلك، فإنه ما زال يفتقد للاعب ذي اللمسة الجمالية والنجم الأوحد، وهو ما جعلهم، في وقت سابق، يسعون لضم لامين يامال، ذي الجنسية المغربية، إلى صفوفهم، إلا أن رفض اللاعب لذلك هو ما حال دون إتمام إكمال الأمر.

ومع ذلك، فإن اختيار لامين يامال للعب لمنتخب إسبانيا بدلًا من المغرب ضمن جيل مميز استطاع أن يحقق بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، وتكوين فريق مميز قادر على منافسة الكبار، جعل الجميع يرى أن اللاعب قد اختار الطريق الصحيح، على الأقل، حتى هذه اللحظة.

ويمتلك لامين يامال قدرات كبيرة على فك التكتلات الدفاعية بفضل مهاراته ومراوغاته، بجانب تسديدة القوية التي طالما أنقذ بها فريقه برشلونة ومنتخبه إسبانيا.

كوندي.. أن تضع بنين على خريطة كرة القدم

لن تجد أحدًا سواء من الجماهير أو المنتخبات أو حتى اللاعبين يضع منتخب بنين ضمن حساباته، رغم أن المفاجآت واردة، لكنه أثبت على مدار سنوات عديدة، بخروجهم المبكر والمعتاد من أمم إفريقيا.. ولكن ماذا لو امتلك هذا المنتخب عنصرًا بحجم جوليس كوندي الذي يلعب لصفوف برشلونة الإسباني؟

لن نختلف على أن كوندي، الذي يمتلك أصولًا من بنين، ليس النجم الأول سواء في فريقه أو منتخب بلاده فرنسا، لكن في الوقت نفسه هو عنصر مميز ولا خلاف على قدراته الدفاعية والهجومية، وبالتالي فإن وجوده في منتخب كـ بنين كان كفيلًا بأن يضع هذا المنتخب على خريطة كرة القدم، ويمنحها على الأقل قوة دفاعية كبيرة.

كوناتي وكانتي.. صلابة دفاعية لـ مالي

رغم أن منتخب مالي يملك قوة دفاعية كبيرة، لكنه في الوقت نفسه لا تجده يصمد كثيرًا أمام القوة الهجومية لعدد كبير من المنتخبات الكبرى في إفريقيا.

وبالتالي، فإن وجود عنصرين مثل؛ إبراهيما كوناتي في خط الدفاع، ونجولو كانتي في وسط الملعب الدفاعي، سيجعل المنتخب المالي قوة دفاعية لا يمكن أن تُقهر إلا بشق الأنفس، هذا بجانب أن هذا الثنائي لديهم إمكانيات كبيرة في لحظات التقدم الهجومي.

كيف كنا سنرى المنافسة في هذه الحالة؟

بالتأكيد كنا سنرى منافسة مختلفة في كأس الأمم الإفريقية بين منتخبات لديها عناصر أفضل وأقوى وأكثر من الطراز العالمي، وكنا سنشهد منافسة خاصة بين مبابي ولامين خارج أوروبا.. والآن عزيزي المشجع، ما هو تصورك لشكل البطولة في هذه الحالة؟