مشعل يدعو واشنطن إلى مفاوضات مباشرة مع حماس والفصائل الفلسطينية ويؤكد: لن نوافق على نزع السلاح

مشعل يدعو واشنطن إلى مفاوضات مباشرة مع حماس والفصائل الفلسطينية ويؤكد: لن نوافق على نزع السلاح


دعا رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، الإدارة الأمريكية إلى الانخراط في مفاوضات مباشرة مع حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، معتبراً أن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يمر عبر إنهاء ما وصفه بـ«التدخل الإسرائيلي» في صناعة القرار الأمريكي المتعلق بالقضية الفلسطينية. وشدد في الوقت ذاته على أن حركته لن توافق على نزع سلاحها، مؤكداً أن هذا السلاح يمثل حقاً دفاعياً مشروعاً للشعب الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال.

جاء ذلك في حوار حصري نشره موقع «دروب سايت نيوز» وترجمته «عربي21»، تناول فيه مشعل موقف واشنطن من حركة حماس، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وآفاق وقف إطلاق النار، ومستقبل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

انتقاد للانحياز الأمريكي لإسرائيل

وقال مشعل إن إحدى المشكلات الجوهرية في السياسة الأمريكية هي «تقديم مصالح إسرائيل على المصالح الأمريكية نفسها»، معتبراً أن هذا الانحياز بات واضحاً حتى لدى قطاعات داخل الولايات المتحدة، بمن فيهم أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تيار «ماغا»، الذين أدركوا – بحسب تعبيره – أن إسرائيل أصبحت «عبئاً يقيّد المصالح الأمريكية ويضر بها».

وأضاف: «إذا أراد الرئيس الأمريكي تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، فعليه أن يحكم وفق مصالح الولايات المتحدة لا وفق مصالح إسرائيل»، داعياً الشعب الأمريكي وإدارته إلى تبني مقاربة أكثر توازناً وإنصافاً تجاه القضية الفلسطينية.

حق المقاومة والاستعداد للهدنة

وأكد مشعل أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال، وله الحق في مقاومته ما لم تتدخل الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على الانسحاب، مضيفاً: «حين يتخلى عنك العالم، لا خيار أمامك سوى مقاومة المحتل حتى تُرغمه على الرحيل».

وفي هذا السياق، جدد مشعل تأكيد استعداد حركة حماس للدخول في اتفاق هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، يتضمن وقف العمليات العسكرية وتخزين السلاح، مشيراً إلى أن الحركة مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتهيئة بيئة أمنية مستقرة في غزة، بما يسمح بإعادة إعمار القطاع، ويمهد لإجراء انتخابات ديمقراطية، ويفتح الباب أمام مفاوضات سياسية حول مستقبل الدولة الفلسطينية.

غزة والسلطة المستقبلية

وشدد مشعل على أن حماس ما تزال طرفاً سياسياً محورياً في الساحة الفلسطينية، وقد أدارت قطاع غزة منفردة لما يقارب عقدين، وهو واقع – على حد قوله – ينبغي على الإدارة الأمريكية أخذه في الاعتبار. وأوضح أن الحركة عرضت التخلي عن إدارة الحكم لصالح لجنة تكنوقراط من شخصيات فلسطينية مستقلة، محذراً في الوقت نفسه من أن أي محاولة لإقصاء حماس أو منع مشاركة منتسبيها في جهود إعادة الإعمار والاستقرار ستكون «غير مجدية وتؤدي إلى نتائج عكسية».

كما أكد رفضه القاطع لأي وجود لقوات أو سلطة غير فلسطينية في قطاع غزة، معتبراً أن الفلسطينيين سينظرون إلى أي وجود أجنبي باعتباره شكلاً من أشكال الاحتلال، ما سيؤدي إلى صراع جديد.

نزع السلاح: خط أحمر

وفي ما يتعلق بملف نزع سلاح حماس، نفى مشعل موافقة الحركة أو الفصائل الفلسطينية على هذا الطرح، رغم ما تردده الولايات المتحدة وإسرائيل. وأوضح أن تفويض وفد حماس اقتصر على التفاوض حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأن القضايا الأخرى، وفي مقدمتها السلاح، يجب أن تناقش ضمن توافق وطني شامل.

وأكد مشعل انفتاح الحركة على خيار «تجميد» أو تخزين السلاح، لكنه شدد على أن نزع السلاح لن يكون مطروحاً إلا في إطار قيام دولة فلسطينية تمتلك جيشاً أو قوة أمنية قادرة على حماية شعبها من أي عدوان إسرائيلي.

الانتخابات ومستقبل القيادة

وتطرق مشعل إلى ملف الانتخابات الفلسطينية، معتبراً أن الديمقراطية الحقيقية تعني احترام إرادة الشعب وعدم التلاعب بنتائج الاقتراع أو إلغائه إذا جاءت النتائج مخالفة لرغبات القوى المنظمة. وأكد أن أي انتخابات نزيهة ستعكس، وفق تقديره، ميلاً شعبياً واضحاً لصالح خيار المقاومة.

وأشار الموقع إلى أن مشعل حلّ في المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الشخصيات شعبية في استطلاع حديث حول الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، في حال إجرائها بنزاهة، خلف القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية. وأعرب مشعل عن أمله في الإفراج عن البرغوثي وإتاحة الفرصة له للمشاركة في العمل السياسي.

مسؤولية واشنطن

وفي ختام حديثه، حمّل مشعل الولايات المتحدة مسؤولية خاصة في وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أن واشنطن هي الطرف الوحيد القادر على إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاقات. وقال: «الرئيس ترامب وإدارته وحدهما القادران على إجبار إسرائيل ونتنياهو على احترام التعهدات، ولذلك فإن المسؤولية تقع عليهما قبل أي طرف إقليمي أو دولي آخر»