بعد مشهد ميسي.. هل كان رونالدو محقًا في قراره؟
لم تكن زيارة ليونيل ميسي إلى الهند مجرد جولة ترويجية عابرة، بل تحولت خلال ساعات قليلة إلى مشهد فوضوي أعاد فتح النقاش حول قدرة بعض الدول على تأمين نجوم الصف الأول عالميًا. ما حدث داخل ملعب سولت ليك في كولكاتا أعاد للأذهان مخاوف قديمة تتعلق بالسلامة والتنظيم في الفعاليات الجماهيرية الكبرى.
الفوضى التي رافقت ظهور ميسي لم تكن متوقعة، خاصة أن الزيارة لم تتضمن مباراة رسمية، بل اقتصرت على ظهور رمزي وتحية للجماهير. ومع ذلك، خرجت الأمور عن السيطرة، وهو ما وضع علامات استفهام كبيرة حول التخطيط الأمني المصاحب للجولة.
وبينما كانت صور المقاعد الممزقة والمقذوفات المتطايرة تنتشر عبر وسائل الإعلام، عاد إلى الواجهة موقف قديم لكريستيانو رونالدو، عندما فضّل الغياب عن رحلة النصر إلى الهند قبل مواجهة نادي جوا في دوري أبطال آسيا 2.
وهو ما يسلط الضوء على صحة قرار النجم البرتغالي من عدمه، وذلك في ظل الانتقادات التي تعرض لها اللاعب في تلك الفترة بسبب رفضه السفر إلى الهند.
فوضى زيارة ميسي إلى الهند
زيارة ليونيل ميسي إلى الهند جاءت ضمن جولة شملت عدة مدن كبرى مثل كولكاتا وحيدر أباد ومومباي ونيودلهي، وهدفت إلى المشاركة في فعاليات فنية ورياضية وخيرية. غير أن المحطة الأولى في ملعب سولت ليك تحولت سريعًا إلى مشهد غير متوقع.
بحسب وكالة “أية.إن.أي” الهندية، اكتفى ميسي بجولة قصيرة داخل الملعب، لوّح خلالها للجماهير قبل أن يغادر بعد نحو 20 دقيقة فقط، وسط طوق بشري كبير وصعوبة في السيطرة على الحشود.
فوضى في الهند خلال زيارة ميسي
شهد ملعب كولكتا الهندية أحداثاً مؤسفة وفوضى بعد وصول ليونيل ميسي خلال زيارة لتدشين مجسم له حيث قام الجمهور برمي الكراسي والزجاجات وتدمير ملحقات الملعب احتجاجاً على قصر مدة ظهور النجم الأرجنتيني pic.twitter.com/OjJ1RWVQkk
— ADSportsTV (@ADSportsTV) December 13, 2025
ردة الفعل الجماهيرية كانت صادمة، حيث أقدم عدد من المشجعين على خلع مقاعد ممزقة وإلقائها داخل أرض الملعب ومضمار ألعاب القوى، بعد تسلق السياج المحيط بالملعب، في مشهد عكس حالة من الغضب والفوضى.
أحد المشجعين عبّر عن استيائه قائلًا إن الحضور دفعوا ما يقارب 12 ألف روبية مقابل التذكرة، دون أن يتمكنوا حتى من رؤية ميسي عن قرب، وهو ما زاد من حدة التوتر داخل المدرجات.
ماذا حدث مع رونالدو قبل مباراة جوا؟
قبل فترة من واقعة ميسي، شهدت الهند حالة استنفار أمني مختلفة بسبب احتمالية وصول كريستيانو رونالدو مع بعثة النصر السعودي لمواجهة نادي جوا الهندي في دوري أبطال آسيا 2.
شرطة جنوب مدينة جوا أعلنت في تصريحات صحفية استعدادها الكامل لقدوم النجم البرتغالي، مؤكدة أنها عقدت اجتماعات مع إدارة نادي جوا لتعزيز التواجد الأمني حول الملعب والفنادق.

قائد شرطة جوا أوضح أن الخطة الأمنية لم تكن نهائية بسبب عدم تلقي تأكيد رسمي من إدارة نادي جوا حول مشاركة رونالدو في المباراة، لكنه شدد على الجاهزية التامة لأي تطور مفاجئ.
في النهاية، لم يسافر رونالدو مع بعثة النصر، وفضّل المدرب خورخي جيسوس إراحته، إلا أن غيابه فتح الباب أمام تكهنات أشارت إلى أن القرار قد يكون مرتبطًا بمخاوف أمنية، خاصة مع الشعبية الجارفة التي يتمتع بها النجم البرتغالي في الهند.
الربط بين الواقعتين.. صدفة أم تحذير مبكر؟
ما حدث مع ميسي أعاد تسليط الضوء على تلك التكهنات القديمة بشأن غياب رونالدو، حيث رأى البعض أن النجم البرتغالي ربما كان أكثر حذرًا في تقدير الموقف قبل السفر إلى الهند.
الفارق بين الحالتين أن ميسي تواجد بالفعل داخل الملعب وواجه رد فعل جماهيريًا خرج عن السيطرة، بينما بقي موقف رونالدو في إطار الاستعدادات والتوقعات دون اختبار فعلي على أرض الواقع.
وبين الواقعتين، بدا أن قرار إراحة كريستيانو رونالدو لم يكن مجرد خطوة فنية عابرة، بل جاء كقراءة دقيقة لمشهد جماهيري وأمني، أكدت أزمة ميسي لاحقًا أنه لم يكن مبالغًا فيه.

تعليقات