من الصقيع إلى الوفرة.. كيف تصنع الأنفاق البلاستيكية موسم طماطم…

تُعد الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية واحدة من أنجح التقنيات الزراعية الحديثة التي ساهمت في حماية محصول الطماطم من تقلبات الطقس خلال فصل الشتاء، خاصة موجات البرودة والصقيع، بما يضمن إنتاج محصول مبكر بجودة عالية وقدرة تنافسية قوية في الأسواق، ويساعد على استقرار أسعار الطماطم للمستهلكين خلال فترات الندرة.

أهمية الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية للطماطم

تمثل الطماطم أحد أهم محاصيل الخضر في مصر، حيث تُزرع سنويًا على مساحات تتجاوز 350 ألف فدان.

إلا أن حساسيتها الشديدة لانخفاض درجات الحرارة تؤدي إلى تراجع معدلات العقد والإنتاج.

وهنا تأتي الأنفاق البلاستيكية لتوفير مناخ مناسب يحافظ على حرارة تتراوح بين 25 و35 درجة مئوية نهارًا، و15 إلى 25 درجة مئوية ليلًا، وهي درجات مثالية للنمو والإزهار.

حماية الأزهار وزيادة نسب العقد

تساعد الأنفاق البلاستيكية على حماية أزهار الطماطم من البرودة الشديدة، والتي قد تتسبب في فشل التلقيح وتساقط الأزهار، وهو ما ينعكس مباشرة على زيادة عدد الثمار وتحسين حجم الإنتاج الكلي للفدان.

التحكم في الرطوبة والتهوية داخل الأنفاق

يؤكد المتخصصون أن الحفاظ على نسبة رطوبة تتراوح بين 60 و65% داخل الأنفاق أمر بالغ الأهمية، مع ضرورة التهوية المنتظمة لتقليل فرص الإصابة بالأمراض الفطرية.

كما تساهم التهوية الجيدة في الحد من نقص الكالسيوم الذي يؤدي إلى مرض عفن الطرف الزهري، إضافة إلى تعزيز عملية التلقيح والعقد.

ملاءمة التربة وتحمل الملوحة

تنجح زراعة الطماطم تحت الأنفاق البلاستيكية في معظم أنواع الأراضي، خاصة الأراضي الخفيفة جيدة الصرف.
كما يمكن للنباتات الإنتاج اقتصاديًا حتى مستوى ملوحة يصل إلى 1600 جزء في المليون، مع ضرورة الحذر من زيادة الأملاح التي قد ترفع معدلات الإصابة بالنيماتودا والأمراض الفطرية.

أفضل مواعيد زراعة الطماطم تحت الأنفاق

تُعد الفترة من منتصف نوفمبر حتى منتصف ديسمبر الموعد الأمثل لزراعة شتلات الطماطم داخل الأنفاق، بهدف الحصول على محصول مبكر يُطرح في الأسواق خلال شهري فبراير ومارس، وهي الفترة التي تشهد أعلى أسعار للطماطم.
ويحتاج الفدان إلى نحو 7–8 آلاف شتلة، مع الاعتماد على أصناف هجينة قوية ومقاومة للأمراض.

برنامج الري المثالي للطماطم

يُعد انتظام الري عنصرًا حاسمًا لنجاح الزراعة تحت الأنفاق، حيث تؤدي زيادة المياه إلى أعفان الجذور وتشقق الثمار، بينما يؤدي نقصها إلى تساقط الأزهار وصغر حجم الثمار. ويُفضل الالتزام بالبرنامج التالي:

5 أمتار مكعبة للفدان يوميًا خلال أول 15 يومًا

10 أمتار مكعبة للفدان يوميًا خلال الشهر الثاني

20 مترًا مكعبًا للفدان يوميًا من الشهر الثالث وحتى نهاية الموسم

التغذية النباتية المتوازنة

يتطلب محصول الطماطم توازنًا دقيقًا بين العناصر الغذائية، خاصة النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، مع إيقاف التسميد الآزوتي قبل الحصاد بنحو ثلاثة أسابيع.

كما يُنصح بإضافة نترات الكالسيوم وسلفات الماغنسيوم والعناصر الصغرى بشكل منتظم لتحسين صلابة الثمار وجودتها التسويقية.

الإنتاجية والحصاد

يبدأ حصاد الطماطم المزروعة تحت الأنفاق البلاستيكية بعد 110 إلى 120 يومًا من الزراعة، ويستمر الحصاد لمدة تتراوح بين شهرين ونصف وأربعة أشهر.

ومع الالتزام الكامل ببرامج الري والتسميد والوقاية، يمكن أن تتراوح إنتاجية الفدان بين 20 و50 طنًا، وفقًا للصنف والظروف البيئية.

أبرز الأمراض والآفات وطرق المكافحة

تواجه الطماطم داخل الأنفاق بعض الأمراض مثل الندوة المبكرة والمتأخرة، العفن الأبيض، البياض الدقيقي، والذبول، إلى جانب آفات خطيرة كالعنكبوت الأحمر والذبابة البيضاء.
ويؤكد الخبراء أن الالتزام بالدورة الزراعية، والتهوية الجيدة، وتطبيق برامج المكافحة المتكاملة، عوامل أساسية للحد من الخسائر وتحقيق إنتاج مستقر.

الزراعة تحت الأنفاق ودورها في استقرار السوق

تسهم الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية في سد الفجوة الإنتاجية خلال أشهر الشتاء، وضمان توافر الطماطم بجودة عالية وأسعار متوازنة، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا للمزارعين الراغبين في تعظيم العائد الاقتصادي وتقليل مخاطر التقلبات المناخية.