مبابي يخسر جولة قضائية جديدة في معركته ضد باريس

مبابي يخسر جولة قضائية جديدة في معركته ضد باريس


بعيدًا عن صخب الملاعب وضجيج النتائج، تتواصل فصول الصراع القانوني بين كيليان مبابي وناديه السابق باريس سان جيرمان، في معركة لم تهدأ منذ لحظة رحيل نجم الديوك عن العاصمة الفرنسية.

الجولة الأخيرة من هذا النزاع حملت خبرًا غير سار لمبابي، بعدما تلقى ضربة قضائية جديدة تُضاف إلى سلسلة من الانتكاسات التي تضعه في موقف معقد أمام ناديه السابق.

مبابي كان قد أسدل الستار على رحلته مع باريس سان جيرمان في صيف 2024، بعد نهاية عقده، ليختار الانتقال إلى ريال مدريد في صفقة انتقال حر.

خطوة بدت رياضية بحتة على السطح، لكنها سرعان ما تحولت إلى ملف قانوني شائك، بعدما قرر اللاعب مقاضاة النادي الباريسي للمطالبة بمستحقات مالية يرى أنها لم تُسدد.

الآمال التي علّقها المهاجم الفرنسي على تغيير مسار القضية تلقت ضربة واضحة في 9 ديسمبر، حين أصدرت محكمة الاستئناف في باريس قرارها برفض الطعن المقدم من مبابي.

كيليان مبابي - ناصر الخليفي (المصدر:Gettyimages)
كيليان مبابي – ناصر الخليفي (المصدر:Gettyimages)

الطعن كان يهدف إلى تعليق قرار سابق قضى برفع الحجز الوقائي المفروض على حسابات باريس سان جيرمان، وهو الإجراء الذي كان اللاعب قد بدأه في أبريل الماضي.

حجز الوقائي يرفع الستار عن تفوق باريس على مبابي في المحاكم

وفقًا لما كشفته شبكة RMC Sport الفرنسية، فإن المحكمة أكدت بهذا الحكم مسارًا قانونيًا بدأ يتضح منذ مايو، حين نجح باريس سان جيرمان في إلغاء الحجز الوقائي على حساباته، والذي بلغت قيمته نحو 55 مليون يورو.

وقتها، سمح قاضي التنفيذ في محكمة باريس برفع الحجز عن ثلاثة حسابات مصرفية للنادي، في إشارة مبكرة إلى ميل الكفة القانونية لصالح الإدارة الباريسية.

رفض الاستئناف لم يكن مجرد إجراء شكلي، بل حمل تبعات إضافية على مبابي، إذ ألزمته محكمة الاستئناف بتحمل تكاليف الإجراءات، إلى جانب دفع مبلغ 3000 يورو لباريس سان جيرمان، بدعوى إساءة استخدام المسار القانوني.

خطوة تعزز الانطباع السائد داخل الأوساط القضائية بأن موقف النادي أصبح أكثر صلابة، وأن حجج اللاعب لم تعد كافية لقلب الطاولة، ومن جانب باريس سان جيرمان، جرى تفسير الحكم باعتباره تأكيدًا على عدم وجود أساس قانوني قوي لدعوى مبابي.

محامي النادي، رينو سيميرجيان، شدد على البعد الرمزي للقرار، معتبرًا أنه يعكس “حسن النية” و”احترام الالتزامات”، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن النادي سيواصل الدفاع عن حقوقه دون تراجع.

ورغم هذه الخسارة الجديدة، فإن الستار لم يُسدل بعد على القضية، فالنزاع بين الطرفين لا يزال مفتوحًا، وصمت المقربين من مبابي يعكس حساسية الملف وتعقيده، حيث بات كل قرار قضائي يؤثر مباشرة في الخطوة التالية.

التسلسل الزمني للأحداث – من فرض الحجز الوقائي، ثم إلغائه، وصولًا إلى رفض الاستئناف – رسم مسارًا غير مواتٍ للاعب، وأعاد طرح تساؤلات حول قوة موقفه القانوني.

المحطة المقبلة ستكون يوم الثلاثاء 16 ديسمبر، حين يمثل مبابي وباريس سان جيرمان أمام مجلس التحكيم العمالي، جلسة قد تشكل نقطة تحول حقيقية في النزاع، ليس فقط من الناحية المالية، بل على مستوى الحقوق والمصداقية لكل طرف.

حتى الآن، يبدو أن باريس سان جيرمان يخرج فائزًا في المعارك الإجرائية، لكن القضية لا تزال مفتوحة على احتمالات عدة.

مبابي، الذي لم يقل كلمته الأخيرة بعد، يدرك أن الطريق القانوني بات أكثر صعوبة، وأن أي تطور جديد قد يعيد خلط الأوراق في صراع تجاوز حدود كرة القدم، ليصبح اختبارًا طويل النفس بين نجم عالمي ونادٍ اعتاد الدفاع عن مصالحه حتى النهاية.

إحصائيات نجوم ريال مدريد