مباراة بلا تنفس.. كيف نجت السعودية من فخ فلسطين في كأس العرب؟
كان الليل في استاد لوسيل يميل إلى البرودة، لكن الملعب اشتعل منذ الدقيقة الأولى. مباراة لم تكن تشبه أي مواجهة سابقة بين السعودية وفلسطين توتر، صراع، وانفجارات عاطفية من المدرجات.
ومع امتداد المباراة لـ120 دقيقة، بدا أن القصة تكتب نفسها: منتخب يقاتل للبقاء، وآخر يبحث عن عبور نحو المجد العربي. وبين كل هذا الصخب، كان محمد كنو يستعد لكتابة السطر الأخير.
في لحظة قاتلة، ارتقى كنو فوق الجميع، ليقلب مصير المباراة بضربة رأس أعادت السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب.
لكن قبل أن نتحدث عن نصف النهائي، هناك معركة رقمية تستحق أن تُروى… وهنا تبدأ الحكاية.
الإعداد لنصف النهائي؛ بدأ اليوم 💚🎥 pic.twitter.com/QvP7WFQOGe
— المنتخب السعودي (@SaudiNT) December 12, 2025
تفوق سعودي بالأرقام
تعكس الإحصائيات صورة واضحة، السعودية فرضت سيطرتها الكاملة على مجريات اللعب، مقابل محاولات ذكية من منتخب فلسطين قامت على التنظيم الدفاعي والهجمات المرتدة.
| الإحصائية | السعودية | فلسطين |
| الاستحواذ | 64% | 36% |
| إجمالي التسديدات | 15 | 8 |
| التسديدات على المرمى | 5 | 2 |
| الضربات الركنية | 7 | 4 |
| حالات التسلل | 5 | 2 |
| البطاقات الحمراء | 0 | 0 |
| رميات التماس | 41 | 21 |
| ضربات مرمى | 8 | 16 |
من خلال الأرقام، يتضح أن المنتخب السعودي لعب بأسلوب شرِه هجومي، مستندًا إلى كثافة في المناطق الأمامية وعدد كبير من التحولات.
السعودية سددت ضعف محاولات فلسطين تقريبًا، كما تفوقت في الركنيات والضغط الهجومي العالي، وهو ما يعكس هيمنة واضحة على الثلث الأخير.
في المقابل، أظهرت فلسطين انضباطًا دفاعيًا جيدًا، وتمكنت رغم فارق الإمكانيات من الحفاظ على توازنها لفترات طويلة، قبل أن ينتهي صمودها في اللحظات الحاسمة من الوقت الإضافي.
| الإحصائية | السعودية | فلسطين |
| إجمالي التسديدات | 15 | 8 |
| على المرمى | 5 | 2 |
| خارج المرمى | 5 | 5 |
| تسديدات تم اعتراضها | 5 | 1 |
| في القائم | 1 | 0 |
السعودية كانت الأكثر خطورة، مع 5 محاولات مباشرة على المرمى مقابل 2 فقط لفلسطين، بجانب وصول السعودية للقائم يعكس قُربها من تسجيل أهداف إضافية.
بالإضافة إلى ارتفاع عدد التسديدات المعترضة من الجانب الفلسطيني يعكس دفاعًا شرسًا داخل المنطقة.
تفوق بدني وهجومي
فارق 41 رمية تماس للسعودية مقابل 21 فقط لـ فلسطين يعكس حجم الضغط المتواصل الذي مارسه الأخضر على مناطق فلسطين الدفاعية.
كما أن كثرة ضربات المرمى الفلسطينية (16) تشير إلى أن المنتخب الفلسطيني اضطر إلى إبعاد الكرة مرارًا تحت الضغط.
في المقابل، أظهر المنتخب السعودي قدرة واضحة على تدوير اللعب وخلق زوايا تمرير، وهو ما منح لاعبيه فرصًا أكبر للتسديد، ومرونة أكبر في التحرك بين الخطوط.
سيناريو المباراة كما تحكيه الأرقام
ورغم أن فلسطين دخلت المباراة بثقة متصدر مجموعتها، إلا أن السعودية أثبتت قدرتها على التعامل مع الضغط.
الأخضر، الذي تأهل من مركز الوصافة، بدا أكثر رغبة في العبور، وأكثر قدرة على إدارة اللحظات الحرجة.
الفدائيون حاولوا، قاوموا، ونجحوا في جرّ المباراة إلى 120 دقيقة، لكن التفاصيل الدقيقة رجّحت كفة الأخضر.
الفارق الكبير في عدد التمريرات الجانبية والركنيات والتسديدات يكشف أن المنتخب السعودي كان الطرف الأكثر مبادرة.
أما فلسطين، فبنت خطتها على الصمود والانتظار، وهي خطة نجحت حتى الدقيقة الأخيرة… قبل أن يسقط الجدار برأسية كنو.
دلالة فنية مهمة وراء الفوز
هذا الفوز لا يضمن فقط التأهل، بل يكشف عن شخصية جديدة للمنتخب السعودي، شخصية تعتمد على القوة الذهنية والبدنية، وعلى القدرة في حسم المباريات طويلة النفس، وهو ما يمنح الأخضر دفعة هائلة قبل دور الأربعة.
موعد مباراة السعودية في نصف النهائي
يخوض المنتخب السعودي مباراة نصف نهائي كأس العرب يوم 15 ديسمبر، بينما لم يتحدد منافسه بعد، في انتظار الفائز من مواجهة العراق ضد الأردن.

تعليقات