«إنقاذ فريد».. شاب يتحدى الموت لإنقاذ فتيات ميكروباص وينتهي شهيدًا بين حدود شمال سيناء والإسماعيلية

«إنقاذ فريد».. شاب يتحدى الموت لإنقاذ فتيات ميكروباص وينتهي شهيدًا بين حدود شمال سيناء والإسماعيلية


في مشهد إنساني نادر يعكس أعلى درجات الشهامة، تحولت لحظات الرعب التي عاشتها 13 فتاة داخل سيارة ميكروباص انقلبت في مصرف زراعي بقرية بالوظة على الحدود الفاصلة بين محافظتي شمال سيناء والإسماعيلية، إلى قصة بطولية تُروى، بعدما اندفع أحد شباب القرية لإنقاذهن دون تردد، قبل أن يدفع حياته ثمنًا لشجاعته.

وبحسب روايات الأهالي، فقد فوجئ سكان قرية بالوظة بسقوط سيارة ميكروباص تقل عدداً من الفتيات داخل مياه المصرف الزراعي، وسط صرخات واستغاثات ارتفعت في لحظات متوترة. وبينما تجمّع الأهالي في محاولة للإنقاذ، تقدم شاب عشريني من أبناء القرية إلى مقدمة المشهد.

لم ينتظر الشاب لحظة.. خلع ملابسه وقفز مباشرة داخل المياه الموحلة رغم برودتها وعمقها وصعوبة الرؤية. وبقوة وإصرار، بدأ في انتشال الفتيات واحدة تلو الأخرى، حتى تمكن من إنقاذ 13 فتاة وسط هتافات وذهول الحاضرين.

لكن القدر كان أسرع؛ فمع محاولته الأخيرة للخروج، بدا عليه الإرهاق الشديد بعدما استنفد كل قوته في عمليات الإنقاذ المتواصلة. وفشلت محاولات الأهالي في سحبه من المياه، ليختفي أسفل سطح المصرف بعد أن أنهكه العطاء، ويلقى مصرعه غرقًا في مشهد أبكى القرية بأكملها.

الأهالي وصفوا الشاب بـ”شهيد الشهامة”، مؤكدين أن بطولته ستظل خالدًة في ذاكرة بالوظة، بعدما قدّم نموذجًا نادرًا للتضحية من أجل إنقاذ أرواح الآخرين.

وتستعد القرية لتشييع جنازته في حالة من الحزن المختلط بالفخر، بينما يطالب الأهالي بتكريمه رسميًا تقديرًا لما قدمه، مؤكدين أن ما فعله لا يُنسى، وأنه أنقذ 13 أسرة من كارثة محققة ودفع حياته ثمناً لإنسانيته.