هل مبابي النجم الوحيد لمباراة ريال مدريد ضد أولمبياكوس؟

هل مبابي النجم الوحيد لمباراة ريال مدريد ضد أولمبياكوس؟


حقق ريال مدريد فوزًا ثمينًا في زيارته العاشرة إلى العاصمة اليونانية أثينا ضمن منافسات البطولات الأوروبية، منهيا عقدة استمرت لأكثر من نصف قرن منذ خسارة نهائي كأس الكؤوس عام 1971.

وفاز فريق ريال مدريد ضد أولمبياكوس، بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، في المباراة التي جمعت بين الفريقين منذ قليل، ضمن منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري من بطولة دوري أبطال أوروبا.

وعلى الرغم من الغيابات العديدة داخل صفوفه، نجح الفريق الملكي في قلب تأخره المبكر أمام أولمبياكوس، معتمدًا على انفجار كيليان مبابي الهجومي الذي وقع ثلاثية حاسمة قبل نصف ساعة من البداية.

وبرغم أن المباراة كانت تسير نحو فوز مريح يُعيد الهيبة الأوروبية لريال مدريد، فإن الفريق وجد نفسه في الدقائق الأخيرة تحت ضغط كبير كاد يطيح بنقاط اللقاء، لتتحول ليلة كان يُفترض أن تكون احتفالية إلى اختبار قاسٍ للصلابة الدفاعية والتركيز.

وبرزت عدة مشاهد داخل اللقاء؛ من أجواء الملاعب اليونانية التي تعيد وهج كرة القدم التقليدية، إلى قوة الحضور الفرنسي في تشكيل ريال مدريد، وتألق لافت لحارس المرمى أندري لونين الذي تحمل الكثير في ليلة معقدة على أرضٍ مشتعلة بالحماس.

ريال مدريد ضد أولمبياكوس - دوري أبطال أوروبا - ملعب كارايسكاكيس(المصدر:Gettyimages)
ريال مدريد ضد أولمبياكوس – دوري أبطال أوروبا – ملعب كارايسكاكيس
(المصدر:Gettyimages)

مدريد على الطريقة الفرنسية

اضطر تشابي ألونسو إلى بناء فريق يعتمد فيه على القوة البدنية بسبب كثرة الغيابات، فظهر الرباعي الفرنسي دفعة واحدة، ميندي في أول مشاركة منذ أبريل، وتشواميني في أول ظهور بعد إصابته في أنفيلد، إلى جانب باقي عناصر المنتخب الفرنسي داخل الفريق.

تشكيل بدا وكأنه رسالة واضحة بأن الفريق في حاجة إلى الصلابة قبل أي شيء آخر، في ظل غياب بيلينجهام عن التشكيل الأساسي وعدم وجود خيارات كثيرة أمام المدرب الإسباني.

أمام هذا التنظيم القوي، جاءت كلمات مدرب أولمبياكوس خوسيه لويس قبل المباراة لتتحقق حرفيًا: “إذا أخطأت أمام ريال مدريد فلن يرحمك”. فبينما كان فريقه قريبًا من تسجيل الهدف الثاني، ارتكب دفاعه هفوة قاتلة سمحت لمبابي بإدراك التعادل، ثم بإضافة الهدف الثاني بعد دقيقتين فقط، قبل أن يوقع الثلاثية التي قلبت أجواء الملعب رأسًا على عقب.

هل كان مبابي النجم الوحيد في الملعب؟

ورغم أن ثلاثية مبابي كانت محور الحديث، فإن فينيسيوس جونيور لعب دورًا محوريًا في اللحظات التي كان فيها ريال مدريد عاجزًا عن إيجاد الحلول، فقد كان يحصل على الكرة في أصعب الأوقات ويقود الهجمات بمفرده، وصنع هدفًا وسجله ولكن أُلغي عبر الـVAR، كما كان صاحب لمسة البداية في الهدف الرابع الذي حمل توقيع مبابي في النهاية، مباراة متكاملة أعادت التأكيد على أن خطورة ريال مدريد لا تعتمد على نجم واحد.

كيليان مبابي - فينيسيوس جونيور - ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)
كيليان مبابي – فينيسيوس جونيور – ريال مدريد
(المصدر:Gettyimages)

وفي الخلف قدم أندري لونين أداءً يستحق الإشادة، صحيح أنه ليس كورتوا لكن الحارس الأوكراني أثبت مجددًا قيمته، بعدما تصدى لثلاث فرص محققة عقب هدف تشيكينيو الرائع، شخصيته الباردة ظهرت في لحظات صعبة، خصوصًا في لقطة الهدف الثالث لأصحاب الأرض؛ إذ حافظ على هدوئه في وقت كان يستحق فيه الدفاع توبيخًا قاسيًا، قبل أن يفقد أعصابه في النهاية عقب الهدف الرابع لأولمبياكوس.

أيوب الكعبي - أولمبياكوس ضد ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)
أيوب الكعبي – أولمبياكوس ضد ريال مدريد
(المصدر:Gettyimages)

أخطاء تُعالج وأخرى تتكرر

اضطر ألفارو كاريراس للعب كقلب دفاع وقدم مباراة جيدة رغم عدم لعبه في هذا المركز، معتمدًا على شجاعته وقدرته على الخروج بالكرة.

بالمقابل ظهر ترينت ألكسندر أرنولد بصورة متناقضة؛ فبينما يصنع الفارق بقدمه، يتسبب بأزمات دفاعية متكررة جعلت الجانب الأيمن نقطة ضعف واضحة خلال اللقاء.

أما على الجانب اليوناني، فقد أثبت خوسيه لويس مينديليبار مكانته كأحد أهم المدربين في تاريخ أولمبياكوس، بعدما أصبح رمزًا للجماهير منذ وصوله إلى أثينا عام 2024، تجربة جديدة في مسيرته الطويلة، لكنها تحولت إلى الأكثر تأثيرًا فيها، حسبما يصفها مسؤولو النادي وجمهوره.

وفي النهاية خطف ريال مدريد فوزًا صعبًا في ليلة احتفالية بامتياز، ولكن مثلما قال ألونسو في المؤتمر الصحفي عقب مباراة اليوم، “لا يزال الفريق يحتاج للتحسن في كل شيء”، وبالتالي هل سيواصل الميرينجي التقدم؟