كيف وضع تشابي ألونسو خطة الفوز الأول على أولمبياكوس؟
يستعد ريال مدريد لمواجهة أولمبياكوس في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026، حيث يدخل تشابي ألونسو اللقاء بحثًا عن تحقيق الفوز الأول للميرنجي على أرضية ملعب الفريق اليوناني في المسابقة الأوروبية.
لم يسبق للملكي وأن حقق أي انتصار أمام أولمبياكوس في دوري الأبطال، فمن بين 4 مباريات، انتصر الأخير في لقاء وانتهت 3 مباريات بالتعادل، وهي على النقيض من مواجهات الإياب على ملعب “سانتياجو بيرنابيو”، فحقق الملكي العلامة الكاملة بالفوز في الأربعة مباريات بينهم في مدريد.
نزيف الغيابات يربك حسابات تشابي ألونسو
شهدت قائمة الملكي التي أعلنها تشابي ألونسو لمواجهة إلتشي بالدوري الإسباني، غياب عدد معتبر من اللاعبين الأساسيين، على رأسهم أوريلين تشواميني، وإيدير ميليتاو، بجانب أنطونيو روديجر، وديفيد ألابا، وداني كارفاخال، وفرانكو ماستانتونو، حيث فضل الجهاز الطبي عدم المخاطرة بهم، بينما يسعى الفريق لتجنب أي انتكاسات إضافية في ظل جدول مباريات مزدحم.
ورغم هذه الغيابات، يدخل ريال مدريد المواجهة بطموح واضح لاستعادة نغمة الانتصارات، خاصة بعدما تذبذبت النتائج قبل فترة التوقف الدولي، بعدما خسر الملكي أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا، وتبعها تعادل مخيب للآمال أمام رايو فاليكانو.
أزمة تهديف مبابي.. مشكلة فردية أم خلل جماعي؟
خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل لقاء إلتشي، تحدث تشابي ألونسو بإسهاب عن حالة الفريق والظروف المحيطة بالمباراة، وأكد المدرب الإسباني أن تراجع كيليان مبابي تهديفيًا في المباريات الأخيرة يعد انعكاسًا لمشكلة جماعية، مشددًا على أن الأمر لا يرتبط باللاعب وحده.
“لقد قمنا بتحليل كل شيء.. الأمر جماعي بالكامل، والأهداف ستعود بلا شك. لدينا ما يكفي في الأمام، فقط نحتاج إلى تحسين الكرات الثابتة والعمل في العمق”.
“علينا أن نبقى متوازنين، لا يجب أن تتحول كل مباراة إلى دراما، نحتاج إلى القوة الذهنية بقدر حاجتنا للانضباط التكتيكي”.
“لسنا في تقييم لحظة واحدة، نحن في فترة مزدحمة للغاية، والبيانات البدنية تتحسن تدريجيًا، علينا التأقلم مع الإصابات بدل البكاء عليها”.
– تشابي ألونسو.
نجح ريال مدريد في العودة للتسجيل، رغم غياب مبابي عن التهديف مجددًا وعادت نغمة المهاجم الكلاسيكي لتعلو من جديد، خاصةً بعدما شارك جونزالو جارسيا وكان قريبًا للغاية من زيارة الشباك، ولكن بشكل عام سجل الفريق هدفين وخرج بتعادل من ملعب صعب أمام إلتشي، وكان العنوان الأبرز هو غياب التفاهم في الخط الهجومي مع التعديلات التي أجراها ألونسو على شكل الفريق.
لم يكن النقاش بعد المباراة يدور حول النتيجة، بل حول القرارات، أعاد ألونسو التبديلات بشكل مكثف، وأجرى عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية وغيّر شكلها، كان الهدف هو الحفاظ على لياقة الفريق خلال سلسلة مباريات متطلبة. لكن النتيجة كانت أداءً افتقر إلى السلاسة والتحكم.
كافح ريال مدريد للحفاظ على إيقاعه طوال فترات طويلة من المباراة، ولكن انكشف لاعبا الظهير، وبدا خط الوسط مفككًا، وبدأت أنماط الهجوم التي بدت في السابق تلقائية في التلاشي، كان تدوير اللاعبين من سمات ألونسو المميزة هذا الموسم، وتلقى إشادة به سابقًا؛ أما الآن، فهو يثير التساؤلات بدلًا من الإعجاب.
كان أبرز ما دار حوله هو قراره بإشراك فينيسيوس جونيور على مقاعد البدلاء، وإشراك رودريجو وكيليان مبابي بدلًا منه؛ بعد المباراة، أصرّ ألونسو على أن القرار لم يكن سوى قرار تكتيكي.
“فينيسيوس على مقاعد البدلاء؟ تحدثتُ إليه، وقد فهم دوره اليوم. إنه مُهتم بالفريق”.
“ثلاث مباريات دون فوز؟ هذه هي كرة القدم، لسنا سعداء لأننا نسعى دائمًا للفوز، ولكن لا يزال أمامنا العديد من المباريات”.
“لم ينهار الفريق، ولا يزال يُنافس. يمكن تحسين النتائج والأداء لأننا نُقدّر أنفسنا. علينا أن نُواجه الصعاب”.
– تشابي ألونسو.
عكست نبرة ألونسو بعد المباراة الإحباط والهدوء. اعترف بأن الفريق لا يُقدم أداءً جيدًا، لكنه أصرّ على عدم وجود ذعر داخلي، ووصف الوضع بأنه جزء من عملية طويلة الأمد، مؤكدًا على الالتزام والروح المعنوية داخل الفريق.
قد يكون هذا الموقف مفيدًا داخليًا، لكن خارجيًا، الصبر ينفد؛ يتقدم ريال مدريد بنقطة واحدة فقط على برشلونة في جدول ترتيب الدوري الإسباني، وقد اختفى الأمان الذي كان يتمتع به سابقًا.
ثغرات دفاعية واضحة.. اختبار جديد لأسينسيو وهاوسين
من المتوقع أن يعتمد ألونسو على ثنائية دفاعية اضطرارية مكونة من راؤول أسينسيو ودين هاوسين، في ظل غياب ميليتاو وروديجر وألابا.
وتعد هذه النقطة واحدة من أكثر المشاكل حساسية داخل الفريق، خاصة أن غياب التناغم في هذا الخط قد يضع ريال مدريد تحت ضغط أمام أولمبياكوس الذي يعتمد بشكل كبير على الكرات العرضية والضغط المبكر في ملعبه.
وظهر هذا الأمر أمام إلتشي، بعدما استقبل الفريق عديد الفرص من الفريق المحلي، الذي سدد 16 تسديدة من بينها 8 على مرمى تيبو كورتوا، وهو أعلى عدد من التسديدات استقبله الفريق هذا الموسم، بعد أن استقبل 10 تسديدات على المرمى في لقاء ليفربول الأخير بدوري الأبطال، ونفس العدد 8 الذي استقبله أمام أتلتيكو مدريد في الخسارة 5-2.
ومع ذلك، يدخل الملكي بأريحية على المستوى الأوروبي، حيث جمع 9 نقاط من أول 4 مباريات، من 3 انتصارات وخسارة وحيدة كانت أمام ليفربول.
وبالرغم من أن الخسارتين التي تعرض لها ريال مدريد كانتا خارج الديار، (أتلتيكو مدريد – ليفربول)، إلا أن سجل أولمبياكوس هذا الموسم على ملعبه في دوري أبطال أورروبا، لا يُبشر بالخير على أصحاب الأرض.
أولمبياكوس بلا انتصارات.. ولكن ملعبه يظل عقدة تاريخية للملكي
فشل أولمبياكوس في تحقيق أي انتصار هذا الموسم في دوري الأبطال، حيث جمع نقطتين فقط من أول 4 مباريات، كانتا من تعادلين أمام بافوس القبرصي وبي إس في أيندهوفن الهولندي، بينما خسر خارج ملعبه أمام آرسنال 2-0، وبرشلونة 6-1.
ما يثير الاهتمام، أن أولمبياكوس لم يستقبل أهداف هذا الموسم أوروبيًا سوى في مباراة بافوس، في التعادل السلبي بدون أهداف، رغم أن الفريق القبرصي لعب منقوص العدد منذ الدقيقة 26 للشوط الأول.
ورغم ذلك يمتلك أولمبياكوس سجل مميز على ملعبه أمام الريال، حيث لم حقق ريال مدريد أي انتصار على الفريق اليوناني على ملعب الأخير في تاريخ مواجهات دوري الأبطال، حيث كانت جميع انتصارات ريال مدريد الأربعة السابقة على أولمبياكوس في السانتياجو بيرنابيو.
جدول تاريخ المواجهات بين ريال مدريد وأولمبياكوس
| الموسم | المرحلة | الفريق المستضيف | النتيجة | الفريق الضيف |
|---|---|---|---|---|
| 2007/08 | دور المجموعات (المجموعة C) – الجولة 4 | أولمبياكوس | 0–0 | ريال مدريد |
| 2007/08 | دور المجموعات (المجموعة C) – الجولة 3 | ريال مدريد | 4–2 | أولمبياكوس |
| 2005/06 | دور المجموعات (المجموعة F) – الجولة 6 | أولمبياكوس | 2–1 | ريال مدريد |
| 2005/06 | دور المجموعات (المجموعة F) – الجولة 2 | ريال مدريد | 2–1 | أولمبياكوس |
| 1999/00 | دور المجموعات (المجموعة E) – الجولة 5 | ريال مدريد | 3–0 | أولمبياكوس |
| 1999/00 | دور المجموعات (المجموعة E) – الجولة 1 | أولمبياكوس | 3–3 | ريال مدريد |
| 1997/98 | دور المجموعات (المجموعة D) – الجولة 4 | أولمبياكوس | 0–0 | ريال مدريد |
| 1997/98 | دور المجموعات (المجموعة D) – الجولة 3 | ريال مدريد | 5–1 | أولمبياكوس |
لذا سيسعى العملاق الإسباني إلى كتابة التاريخ مساء الأربعاء، لكن فريق تشابي ألونسو لن يدخل المباراة في أفضل حالاته.
في الواقع، لم يحقق ريال مدريد أي فوز منذ فوزه 4-0 على أرضه على فالنسيا في الدوري الإسباني في بداية نوفمبر؛ ومنذ ذلك الحين، لعب فريق العاصمة ثلاث مباريات في جميع المسابقات، تعادل مرتين وخسر مرة واحدة.
رغم تعادل ريال مدريد مع رايو فاليكانو وإلتشي في آخر مباراتين له في الدوري، لكنه لا يزال يتصدر جدول ترتيب الدوري الإسباني، بفارق نقطة واحدة عن برشلونة صاحب المركز الثاني.
أما في دوري أبطال أوروبا، فاز لوس بلانكوس بثلاث من أصل أربع مباريات خاضها هذا الموسم، متغلبًا على مارسيليا وكايرات ألماتي ويوفنتوس في أول ثلاث مباريات، قبل أن يخسر أمام ليفربول 1-0 في الجولة الأخيرة. وحصد الفريق تسع نقاط من أربع مباريات، مما جعله يحتل المركز السابع في الترتيب العام.
هناك بالفعل تكهنات حول مستقبل ألونسو، حيث يُقال إن عددًا من اللاعبين سعداء بإدارة الإسباني، وستكون نتيجة مخيبة للآمال أخرى يوم الأربعاء بمثابة إضافة إلى الانتقادات.
سلاح الأطراف والتحولات.. مفاتيح ألونسو لكسر التكتل اليوناني
من المنتظر أن يجري المدرب ألونسو تغييرات على التشكيلة التي دخلت الملعب مع انطلاق مباراة ريال مدريد ضد إلتشي في الدوري الإسباني، حيث من المتوقع عودة فينيسيوس جونيور، وفيديريكو فالفيردي، وإدواردو كامافينجا.
قد يُغيّر الفريق تشكيلته إلى 4-3-1-2، مع لعب جود بيلينجهام خلف ثنائي الهجوم كيليان مبابي وفينيسيوس، بينما قد يبدأ ترينت ألكسندر أرنولد أساسيًا للمرة الثانية تواليًا.
بهذه الطريقة، سيحافظ ألونسو على الشكل التكتيكي المعتاد، ومع عودة ألكسندر أرنولد للتشكيل مرة أخرى، سيعطي الجانب الأيمن حيوية كبيرة مع تغطية أحد لاعبي خط الوسط على تقدمه (فيديريكو فالفيردي)، ليشكل جبهة قوية على الدفاعات اليونانية.
يعتمد أولمبياكوس عادة على كتلة دفاعية منخفضة إلى متوسطة، مع وجود خمسة لاعبين في خط الوسط خلف المهاجم الوحيد أيوب الكعبي، وبوجود ثنائي وسط دفاعي يضيقان المساحات أمام منطقة الجزاء ويجبران الخصم على اللعب في الأطراف.
من الناحية النظرية، سيحاول تشابي ألونسو استغلال التفوق النوعي في الأطراف عبر ألكسندر أرنولد على الجهة اليمنى، وألفارو كاريراس على الجهة اليسرى، مع منح بيلينجهام وجولر حرية التحرك بين خطوط الخصم لكسر البنية الدفاعية.
الرهان الأكبر سيُبنى على التحولات السريعة، وهو ما قام به الريال نفسه أمام كايرات ألماتي، في الفوز بخماسية نظيفة، بينما فشل في القيام بذلك أمام ليفربول، في ظل تفوق الثنائي الدفاعي على مبابي، ولكن من المتوقع أن ينجح ذلك أمام فريق بجودة أقل من الليفر، وسرعات الفرنسي وزميله البرازيلي فينيسيوس جونيور.
بمجرد استعادة الكرة، يبحث الريال عن تمريرات عمودية نحو مبابي أو تحرك فينيسيوس خلف الظهير، وهي نقطة ضعف واضحة في دفاع أولمبياكوس الذي يعاني من البطء النسبي عند العودة للمنطقة.
أما في حالة الهجوم المنظم، فسيحتاج ريال مدريد إلى تدوير الكرة بسرعة أكبر لتغيير مراكز اللعب، مع الاعتماد على تبادل المراكز بين مبابي وفينيسيوس لإرباك الرقابة وتفريغ المساحات على الطرفين.
وعلى الجانب الدفاعي، سيعتمد ريال مدريد على ضغط متوسط يمنع أولمبياكوس من بناء اللعب بسهولة، مع دور محوري لكامافينجا في إيقاف التمريرات العمودية وقطع التحولات قبل أن تتحول لفرص خطيرة، إذ يُعد الفريق اليوناني من أكثر الفرق خطورة في المسابقة عند تنفيذ الهجمات المرتدة من خلال جناحيه السريعين.
بإجمال الصورة، تبدو المواجهة معقدة تكتيكيًا، لكنها أيضًا فرصة مهمة لريال مدريد لإظهار نضج أكبر خارج الديار، وإثبات أن منظومة ألونسو قادرة على التطور رغم الغيابات، وأن الفريق يمتلك حلولًا جماعية تتجاوز الاعتماد على مهارات الأفراد فقط.
تعليقات