ما هي تميمة “جحا” التي اختارتها قطر لكأس العرب؟

ما هي تميمة “جحا” التي اختارتها قطر لكأس العرب؟


التمائم الرياضية لطالما كانت جزءًا أساسيًا من أي بطولة كبرى، فهي لا تمثل مجرد شخصية كرتونية، بل تجسد روح الحدث، ثقافة البلد المستضيف، وشغف الجماهير.

عبر التاريخ، ارتبطت هذه الشخصيات بالابتسامة والمرح، مع لمسة رمزية تعكس التراث والهوية الوطنية، لتصبح جسرًا بين اللاعبين والمشجعين، وبين الرياضة والفن الشعبي.

في السياق ذاته؛ أعلنت اللجنة المحلية المنظمة لمسابقة كأس العرب FIFA قطر 2025 عن اختيار شخصية “جحا” كتميمة رسمية للبطولة، لتكون رمزًا يجمع بين التراث الشعبي والفكاهة والحكمة في قلب الحدث الكروي الإقليمي الذي يقام بين 1 و18 ديسمبر المقبل.

الجدير بالذكر أن المباراة الافتتاحية ستقام في ستاد البيت يوم 1 ديسمبر، بمواجهة المنتخب القطري، ممثل الدولة المضيفة، مع الفائز من مواجهة فلسطين وليبيا.

أما النهائي، فسيُستضاف على ملعب لوسيل يوم 18 ديسمبر، في حين ستحتضن ملاعب أحمد بن علي، المدينة التعليمية، خليفة الدولي و974 بقية مباريات المسابقة، مستمرة على نهج استضافة قطر للبطولات العالمية مثل كأس العالم 2022 وكأس العالم تحت 17 سنة 2025.

ما موعد المباراة الافتتاحية لكأس العرب 2025؟
كأس العرب (المصدر:Gettyimages)

جحا عبر الأجيال.. الحكاية الشعبية التي تزور ملاعب كأس العرب

تُجسّد التميمة شخصية جحا الشهيرة في التراث العربي، المعروفة بروحها الفكاهية وحكمتها الظريفة التي تعكس مفارقات الحياة اليومية، قصص جحا، التي توارثتها الأجيال، لم تقتصر على التسلية فقط، بل حملت دائمًا رسائل أخلاقية واجتماعية تشجع على مواجهة تحديات الحياة بابتسامة، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية الشعبية.

سترافق شخصية جحا عشاق الكرة خلال فعاليات كأس العرب 2025، التي ستجمع 16 منتخبًا من مختلف أنحاء العالم العربي للتنافس على اللقب، اختيار “جحا” كتميمة للبطولة لا يقتصر على رمزية الفكاهة، بل يعكس التزام قطر بإبراز الثقافة العربية التقليدية، وإضفاء لمسة من المرح والحكمة على أجواء المنافسات الرياضية، لتصبح البطولة أكثر من مجرد مباريات كرة قدم، بل احتفالًا بالهوية والتراث العربي في قلب الحدث العالمي.

شخصية جحا، التي أصبحت رمزًا شعبيًا مميزًا في العالم العربي، يُعرف عنها أنها “فيلسوف البسطاء”، يعود أصلها إلى قرون طويلة، حيث كانت حكاياته تُروى شفهيًا في القرى والمدن، قبل أن تُوثَّق في كتب الأدب الشعبي.

يقدّم جحا عبر قصصه مزيجًا فريدًا من الفكاهة والحكمة، حيث تتنوع مواقفه بين الطرفة والدرس الأخلاقي، وهو ما جعله شخصية خالدة في التراث العربي.

وقد عُرفت مغامراته ومفارقاته الغريبة بين الناس والحيوانات والأحداث اليومية، بما فيها مواقف اجتماعية وسياسية في سياق زمانه، مما أتاح له أن يصبح رمزًا للذكاء البسيط والقدرة على تحويل المأزق إلى ابتسامة.

بفضل هذه السمات، لم تقتصر شهرة جحا على الوطن العربي فحسب، بل انتشرت حكاياته في أنحاء العالم، محققة تواصلًا بين الأجيال، وجعلت منه شخصية مثالية لتميمة احتفالات كأس العرب 2025، التي تجمع بين التراث والفن والمهرجانات الرياضية.