هل يُسقط برشلونة حصن تشيلسي لأول مرة منذ 20 عامًا؟
في قلب لندن، حيث يقف ستامفورد بريدج كقلعة زرقاء حديدية لا تُفتح أبوابها بسهولة، يستعد برشلونة بقيادة هانز فليك لامتحان جديد، امتحان لا يُقاس فقط بالمهارة أو التكتيك، بل بثِقَل التاريخ وندوب الذاكرة، فالبارسا، بكل ما يحمله من إرث كروي هائل، يدخل هذه المواجهة وهو يجر وراءه سلسلة طويلة من الإخفاقات على هذا الملعب، عقدة امتدت لما يقارب عشرين عامًا، وكأن لندن كانت دائمًا مدينة مغلقة في وجه الكتلان.
منذ تلك الليلة البعيدة في 22 فبراير 2006، حين سجّل صامويل إيتو هدفًا ذهبيًا أعاد الأمل إلى برشلونة في ذهاب دور الـ16، لم يعرف الفريق الكتالوني طعم الانتصار في هذا الملعب مرة أخرى؛ سبع زيارات، سبعة اختبارات، ونتيجة واحدة واضحة: ستامفورد بريدج لم ينحنِ للبارسا سوى مرة واحدة فقط في تاريخه.
هل ينجح فليك في فك عقدة ستامفورد بريدج؟
تشيلسي لم يخسر سوى مباراة واحدة فقط من آخر سبع مواجهات أوروبية على ملعبه ضد برشلونة (4 انتصارات – تعادلين)، وكانت آخر مواجهة بينهما في دور الـ16 موسم 2017-2018، حين تأهل برشلونة بنتيجة 4-1 في مجموع المباراتين (1-1 في لندن، 3-0 في كامب نو).
جدول مباريات برشلونة وتشيلسي عبر تاريخ دوري أبطال أوروبا
| الموسم | الدور | المباراة | الفريق المضيف | النتيجة | الفريق الضيف | مجموع الذهاب والإياب |
|---|---|---|---|---|---|---|
| 2017/18 | دور الـ16 | الذهاب | تشيلسي | 1–1 | برشلونة | 4–1 لبرشلونة |
| 2017/18 | دور الـ16 | الإياب | برشلونة | 3–0 | تشيلسي | 4–1 لبرشلونة |
| 2011/12 | نصف النهائي | الذهاب | تشيلسي | 1–0 | برشلونة | 3–2 لتشيلسي |
| 2011/12 | نصف النهائي | الإياب | برشلونة | 2–2 | تشيلسي | 3–2 لتشيلسي |
| 2008/09 | نصف النهائي | الذهاب | برشلونة | 0–0 | تشيلسي | 1–1 (تأهل برشلونة بهدف خارج الديار) |
| 2008/09 | نصف النهائي | الإياب | تشيلسي | 1–1 | برشلونة | 1–1 |
| 2006/07 | دور المجموعات | الجولة 3 | تشيلسي | 1–0 | برشلونة | — |
| 2006/07 | دور المجموعات | الجولة 4 | برشلونة | 2–2 | تشيلسي | — |
| 2005/06 | دور الـ16 | الذهاب | تشيلسي | 1–2 | برشلونة | 3–2 لبرشلونة |
| 2005/06 | دور الـ16 | الإياب | برشلونة | 1–1 | تشيلسي | 3–2 لبرشلونة |
| 2004/05 | دور الـ16 | الذهاب | برشلونة | 2–1 | تشيلسي | 5–4 لتشيلسي |
| 2004/05 | دور الـ16 | الإياب | تشيلسي | 4–2 | برشلونة | 5–4 لتشيلسي |
| 1999/00 | ربع النهائي | الذهاب | تشيلسي | 3–1 | برشلونة | 6–4 لبرشلونة بعد الوقت الإضافي |
| 1999/00 | ربع النهائي | الإياب | برشلونة | 5–1 (بعد الوقت الإضافي) | تشيلسي | 6–4 لبرشلونة |
الآن، يعود برشلونة بقيادة رجل لا يعترف بالمستحيل، هانز فليك، المدرب الذي جاء إلى كامب نو محمّلًا بوعود كُتبت بين السطور: إعادة الهيبة، ردّ الاعتبار، واستعادة الكبرياء الأوروبي الذي ضاع تحت ركام هزائم موجعة.
ومنذ وطأت قدماه المدينة الكتالونية، لم يكن الألماني مجرد مدرب، بل كان مشروعًا كاملًا لإحياء برشلونة، مشروعًا يرتكز على قوة الشخصية، وشراسة الضغط، والتخلّي عن عقد الماضي مهما كانت عميقة.
حين تولّى فليك المسؤولية في موسم 2023-2024، كانت جماهير البلوجرانا عطشى لمدرب يملك الجرأة، يملك الكاريزما، ويملك تلك “القسوة” التي يحتاجها فريق فقد الكثير من بريقه، وخلال أشهر قليلة، تحوّل الألماني إلى رمز للانتقام؛ أعاد للفريق شكله، وأعاد له صوته، وأعاد للجماهير شعورًا نسيته، أن برشلونة قادر حقًا على أن يدهس خصومه لا أن يكتفي بردّ الفعل.

ورغم الاكتساح المحلي، لكن اللحظات التي ستظل محفورة في ذاكرة الجماهير لم تكن محلية، بل أوروبية، فباريس سان جيرمان، الفريق الذي جرح برشلونة مرتين بنتيجة واحدة (4-1) في 2021 و2024، عاد ليواجه البارسا من جديد في أكتوبر 2024.
كانت تلك مباراة تُلعب في الملعب، لكن تشتعل في الذاكرة. ونجح فليك في رد الصفعة، ففاز بنتيجة 2-1، نتيجة حملت قيمة معنوية تفوق قيمتها الرقمية، وجعلت جماهير كامب نو تشعر لأول مرة منذ سنوات بأن فريقها عاد ليقف على قدميه بلا خوف.
ثم جاء الثأر الأكبر.. الكلاسيكو؛ في موسم واحد فقط، فعل فليك ما عجز عنه الكثير ممن سبقوه، أربع مباريات، أربع ضربات متتالية على رأس ريال مدريد، أربع نتائج ثقيلة تلاحق بعضها البعض.
وبالرغم من الهزيمة الأخيرة أمام ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو، إلا أن فليك لا يزال يثبت أنه جاء ليعود بالبارسا إلى مصاف الكبار، ولعل آخرها كان اكتساح أتلتيك بيلباو برباعية دون رد، في العودة إلى الكامب نو الجديد.
قوة برشلونية تصطدم بحصن لندني
برشلونة خسر 3 مباريات فقط من آخر 20 مواجهة أوروبية أمام الأندية الإنجليزية (13 فوزًا – 4 تعادلات)، في دوري الأبطال، خسر برشلونة مباراة واحدة فقط من آخر 11 (8 انتصارات – تعادلين).
كما شهدت مباريات برشلونة الـ20 الأخيرة في دوري الأبطال تسجيل 96 هدفًا، بمعدل 4.8 هدف في المباراة، مما يعني أننا سنشهد واحدة من المباريات المفتوحة، مع وعود بغزارة تهديفية.
ولكن يصطدم البارسا بجدار لندني عتيق، حيث لم يخسر تشيلسي سوى مباراتين فقط من آخر 61 مباراة في دور المجموعات أو مرحلة الدوري في بطولات الاتحاد الأوروبي على ملعب ستامفورد بريدج.
كما لم يخسر تشيلسي في آخر 16 مباراة أوروبية على أرضه (12 فوزًا – 4 تعادلات)، حيث ترجع آخر هزيمة أوروبية لتشيلسي في لندن إلى سبتمبر 2019 ضد فالنسيا (0-1).
قائمة الهدافين التاريخيين لمواجهات برشلونة ضد تشيلسي
| الترتيب | اللاعب | الأهداف | النادي الذي سجّل ضده |
|---|---|---|---|
| 1 | فرانك لامبارد | 3 | برشلونة |
| 1 | رونالدينيو | 3 | تشيلسي |
| 1 | ديديه دروجبا | 3 | برشلونة |
| 1 | تور أندري فلو | 3 | برشلونة |
| 1 | ليونيل ميسي | 3 | تشيلسي |

تعليقات