بسبب فريق دراجات.. إنييستا يتحول من بطل إلى شريك في جرائم الكيان الصهيوني

بسبب فريق دراجات.. إنييستا يتحول من بطل إلى شريك في جرائم الكيان الصهيوني


لم يكن أحد يتخيّل أن اللاعب الذي وثّق لحظة مجد إسبانيا في مونديال 2010، بهدفٍ أصبح جزءًا من ذاكرة كرة القدم، سيجد نفسه بعد سنوات في قلب عاصفة أخلاقية بهذا الحجم.

لكن أندريس إنييستا، الرمز الهادئ وصاحب السيرة البيضاء، قرّر أن يدخل من بابٍ مظلم حين أصبحت شركته NSN مالكًا لفريق الدراجات المرتبط سابقًا بالكيان الصهيوني، الفريق الذي كان يُعرف باسم Zionist Premier Tech.

في الوقت الذي تواصل فيه آلة القمع الصهيونية ارتكاب فصولٍ دامية ضد المدنيين في غزة، حيث تُسقط القنابل فوق البيوت وتتحول الأزقة إلى رماد، يختنق العالم أمام مشاهد تُعيد إلى الذاكرة أبشع فصول التاريخ.

ومع اتساع المأساة، برز الموقف الإسباني – شعبيًا ورياضيًا – كأحد أكثر الأصوات الأوروبية وضوحًا في الانتصار لحق الفلسطينيين، فقد امتلأت شوارع برشلونة ومدريد بلافتات تندد بالعدوان، بينما لم يتردد عدد من نجوم كرة القدم، في التعبير عن تضامنٍ إنسانيّ صريح مع غزة.

أندريس إنييستا (المصدر:Gettyimages)
أندريس إنييستا (المصدر:Gettyimages)

إنييستا أمام خطوة تجارية أم سقوط أخلاقي؟

الإعلان المفاجئ عن انتقال ملكية الفريق إلى شركة شارك إنييستا في تأسيسها لم يُستقبل بوصفه إعادة هيكلة عادية داخل عالم الرياضة، بل كجزء من عملية تلميع واسعة لكيان متورط في انتهاكات وجرائم مستمرة، وملاحق باحتجاجات لا تتوقف في أوروبا والعالم.

الفريق، الذي فقد راعيه الرئيسي وواجه موجة انسحابات واحتجاجات متلاحقة، وجد نفسه في عزلة جماهيرية خانقة؛ وفي اللحظة التي كان الجميع يتوقع فيها انهياره… ظهر إنييستا ليقدّم له طوق نجاة يُنظر إليه اليوم باعتباره غطاءً ناعمًا لجرائم الاحتلال!

تاريخ من الرفض الشعبي للفريق.. وإنييستا يتحول إلى واجهة تجميل لاحتلال

الموسم الماضي وحده كان كافيًا لتعرية حقيقة الفريق الذي تحول إلى رمز استفزازي في الشوارع الأوروبية؛ احتجاجات في إسبانيا، اتهامات في إيطاليا، إلغاء مراحل كاملة من سباق الفويلتا بسبب المتظاهرين.

ووصل الأمر إلى سقوط دراجين من الفريق بعد اعتراض محتجين على مساره في إحدى المراحل، بينما كان الفريق يخسر رعاةً واحدًا تلو الآخر.

في هذا المناخ المشتعل، واجه الفريق عزلة دولية خانقة… قبل أن يمدّ إنييستا يده، حاول تقديم صفقة شراء الترخيص في صورة “إعادة هيكلة” و“رؤية جديدة للفريق”، لكن الانطباع العام كان أقوى بكثير من كل البيانات الرسمية.

فورًا وُصف القرار بأنه: مشاركة مباشرة في تبييض صورة الكيان الصهيوني، وتسويق فريق لطّخته احتجاجات الملايين، فريق اشتهر بتورط ملاّكه في تبرير سياسات حكومة الاحتلال، وانسحب منه أبرز درّاجيه لأسباب “لا يستطيعون التعايش معها أخلاقيًا” — كما قال الكندي ديريك جي صراحة.

إنييستا من لحظة أبدية إلى موقف لا يُغتفر.. لماذا يثير هذا الغضب؟

لأن إنييستا ليس مجرد مستثمر جديد في رياضة تنمو بسرعة، بل هو اسم، ورمز، وضمير كروي كان يُنظر إليه طويلًا باعتباره أحد أنقى وجوه اللعبة، وحين يتحول هذا الرمز إلى غطاء لفريق كان محور احتجاجات عالمية بسبب ارتباطه بكيان يمارس انتهاكات يومية… يصبح الغضب مفهومًا.

الأسطورة التي لطالما جمع الناس حول متعة الكرة أصبح اليوم متهمًا بأنه منح الكيان الصهيوني منصة جديدة للظهور، وغطاءً ناعمًا لتمرير “هوية جديدة” لفريق فقد شرعيته الشعبية بالكامل.

تحوّل من بطل أضاء ليلة عالمية… إلى اسم يشارك، بقصد أو بغير قصد، في غسل دم الصورة السوداء للاحتلال، إنه سقوط أخلاقي حقيقي… وسقوطٌ لا يليق بصاحب هدف كأس العالم!