هل يجوز الذكر بأسماء الله الحسنى؟.. يسري جبر يجيب…
أ
أ
أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن جميع أسماء الله الحسنى يجوز الذكر بها، استنادًا إلى قوله تعالى: «ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها»، موضحًا أن هذا أمر عام لكل مسلم بنص القرآن الكريم، قائلا إن النصوص الشرعية جاءت عامة في الأمر بالذكر، سواء في قوله تعالى: «اذكروا الله ذكراً كثيراً»، و«وسبحوه بكرة وأصيلاً»، أو في قوله: «واذكر اسم ربك»، مشيرًا إلى أن الصلاة نفسها هي أعظم صور الذكر.
وأوضح جبر، خلال حلقة برنامج “اعرف نبيك”، المذاع على قناة الناس اليوم السبت، أن ما يُعرف بـ«الإذن» من الشيخ لا يتعلق بجواز الذكر من عدمه، بل يتعلق بثمرة الذكر وتأثيره التربوي في النفس، موضحًا أن بعض الناس يطلبون الذكر طلبًا للثواب أو البركة، لكن الذكر عند شيوخ التربية يرتبط بتهذيب النفس والترقي في المقامات، حتى يمتلئ القلب بالمذكور ويغيب عمّا سواه. وقال إن هذه المراتب —من الانتباه إلى الحضور ثم الفناء في المذكور— لا تتحقق إلا على يد شيخ مجرّب مأذون له في التزكية.
وأشار إلى أن الإذن في الطرق الروحية يشبه القيد الدراسي في المؤسسات التعليمية، حيث يمكن للإنسان أن يقرأ المناهج بنفسه، لكنه لا يحصل على التدرّج ولا على ثمرة العلم كما في المدرسة. وبالمثل، فإن الذكر بلا شيخ قد يمنح الثقافة الدينية، لكنه لا يمنح «المعرفة القلبية» التي يربّيها الشيخ في تلاميذه بإسنادٍ روحي متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكّد الدكتور يسري جبر أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى بعض الأذكار لأفراد محددين بأعداد وهيئات مخصوصة، وأن هذا السند هو أصل الإذن الذي تتوارثه الطرق التربوية. وبيّن أن وظيفة الشيخ هي تشخيص حال المريد، ومعرفة الذكر المناسب له، كما يشخّص الطبيب الدواء المناسب لكل مريض، لأن النفوس تختلف ودواؤها يختلف معها.
وأشار جبر إلى أن التشكيك في المشايخ والإسناد يترك المسلم بلا مرجعية في زمن الفتن، فيصبح عرضة للتأثيرات الإعلامية والدعوات المشوشة، مؤكدًا ضرورة أن يكون لكل مسلم «مرشد وشيخ كبير» يعود إليه، لأن «من لا كبير له يضلّ».
وأكد على أن الإذن من الشيخ يرقّي وينقّي، ويمنح للذكر أثره العميق في النفس، بينما الذكر في أصله مباح لكل أحد، وأن خطورة الزمن تستوجب وجود مرجعية تحفظ الإنسان في طريقه إلى الله.

تعليقات