اسم لا يُنسى.. كيف حوّل هالاند تغريدة قديمة إلى احتفال وطني

اسم لا يُنسى.. كيف حوّل هالاند تغريدة قديمة إلى احتفال وطني


في ليلةٍ بدا فيها هواء أوسلو كأنّه يحتفل قبل البشر، عاد اسم إيرلينج هالاند ليأخذ مكانه على أطراف الذاكرة، كما لو أنه لم يفارقها يومًا.

كان التأهل إلى كأس العالم بحدّ ذاته خبرًا قادرًا على إشعال البلاد، لكن ما فعله هالاند بعدها، هو ما حوّل الإنجاز إلى روايةٍ تُحكى… وإلى موجة وطنية جعلت كل بيتٍ في النرويج يردد نفس العبارة: “تذكّروا هذا الاسم”.

تغريدة قديمة.. وعودة مُدوية لهالاند

بعد يومٍ واحد فقط من قيادة النجم النرويجي بلاده إلى كأس العالم لأول مرة منذ 28 عامًا، نشر هالاند لقطة شاشة لتغريدة تعود إلى سبتمبر 2018، حين كان فتى في الثامنة عشرة، يخطو أولى خطواته مع مولده، والعيون لم تكن تتوقع بعد أن هذا المراهق سيصبح أحد أشرس مهاجمي العالم.

هالاند - النرويج (المصدر (Getty images)
هالاند – النرويج (المصدر (Getty images)

كان صاحب التغريدة يطلب من الجمهور شيئًا واحدًا: “Remember the name: Erling Braut Haaland”، عاد إيرلينج اليوم، بعد كل هذه السنوات، ليكتب بخفة ساخرة وثقة العارف بمصيره: “أتذكر هذا الاسم”، جملة صغيرة… لكنها أحدثت ضجيجًا هائلًا.

رحلة نجم مانشستر سيتي من النرويج إلى قمة اللعبة بدت وكأنها خُطّت دون نقطة تردد واحدة؛ في التصفيات وحدها، سجّل 16 هدفًا في 8 مباريات، أرقام تليق بلاعب يعيد تعريف معنى المهاجم الحديث.

من مولده إلى سالزبورغ، ومن سالزبورغ إلى دورتموند، وصولًا إلى السيتي في 2022، لم يتباطأ الطريق، 143 هدفًا في 161 مباراة مع مانشستر، ثنائية الدوري، وثلاثية خالدة… حتى باتت القارة بأكملها تدرك أن الرجل لا يسير، بل يقتحم.

تأهل بعد 28 عامًا.. والشعب يهتف باسم هالاند

حين تأهلت النرويج آخر مرة إلى كأس العالم عام 1998، كان سولشاير لاعبًا ناشئًا يركض للهدف، وكان ألف إنجي هالاند — والد إيرلينج — يعيش حلم 1994. الآن، يعود الابن ليكمل السطر الناقص من الحكاية.

أوسلو نفسها لم تستطع أن تبقى هادئة؛ أكثر من خمسين ألف شخص ملأوا الساحات، مليون نرويجي تابعوا البث المباشر — أي أكثر من 20٪ من سكان البلاد، أُضيئت بلدية العاصمة بألوان العلم، ولهب الشعلة أصبح مرآةً للفرح الذي طال انتظاره.

وهكذا، تحوّلت تغريدة مغمورة إلى احتفال وطني، وتحول اسمٌ عابر إلى علامة فارقة، وأصبح هالاند — كما أراد هو، وكما أرادت بلاده — اسمًا لا يُنسى.