نصيحة للامين يامال بتمثيل المغرب بدلًا من إسبانيا بسبب العنصرية
في ليلةٍ تتقاطع فيها كرة القدم مع جراح الهوية، فجّر الصحفي الإسباني ديفيد سانشيز جدلًا جديدًا حين دعا لامين يامال إلى التفكير جديًا في تمثيل المغرب بدلًا من إسبانيا، في ظل ما يتعرض له النجم الشاب من موجة تنمّر عنصري غير مسبوقة.
كلمات سانشيز لم تكن صرخة عابرة، بل جاءت محمّلة بشيءٍ من الغضب والأسى، وكأن الرجل يضع مرآةً أمام كرة القدم الإسبانية لترى قبح ما تخفيه.
سانشيز، أحد أبرز الأصوات الإعلامية على راديو ماركا وبرنامج “إل شيرينجيتو”، لم يتردد في انتقاد البيئة التي يعيش فيها اللاعبون أصحاب الجنسية المزدوجة.
قال بنبرة حادة: “أتمنى فقط أن تسمح له القوانين باللعب للمغرب. أنتم تدمرونه قبل أن يبدأ! إسبانيا الدولة الوحيدة التي يهاجم فيها الجمهور نجوم منتخبها الوطني”، ثم أضاف: “الأفضل للجميع أن يمثل لامين المغرب، لأنه لن يُعامل بشكل عادل هنا”.

هل تفقد إسبانيا لامين يامال بسبب العنصرية؟
هذه التصريحات جاءت في وقت يصعب تجاهله، بعد صدور دراسة حديثة عن المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية وكراهية الأجانب (أوبيراكس)، نشرتها صحيفة AS، كشفت أن يامال أصبح اللاعب الأكثر تعرضًا للإهانات العنصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إسبانيا.
الدراسة كانت صادمة، 60% من الإهانات العنصرية التي تطال لاعبي كرة القدم الإسبان تُوجَّه مباشرة إلى لامين يامال؛ رقم يضعه في مقدمة ضحايا العنصرية، متفوقًا حتى على أسماء كبيرة مثل فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي.
وتكشف هذه الأرقام حجم الضغط الذي يعيشه الفتى ذي الأصول المغربية، والذي وجد نفسه — رغم موهبته الهائلة — محاصرًا بنظرات التشكيك ومعايير قاسية لا تُفرض إلا على اللاعبين من خلفيات مهاجرة، ورغم أن يامال أصبح أصغر نجم في تاريخ المنتخب الإسباني، إلا أن مسيرته تبدو محاطة ببيئة مسمومة تشوّه خطواته الأولى.
GOAL!
Sensational from Lamine Yamal 😮💨
🤝 Fermin Lopez assist#beINUCL #UCL pic.twitter.com/Zsl3XsLHp2
— beIN SPORTS (@beINSPORTS_EN) November 5, 2025
تصريحات سانشيز لم تكن مجرد دفاع عن نجم برشلونة الشاب، بل صدى لحقيقة أوسع، هناك جيل كامل من اللاعبين مزدوجي الجنسية يشعرون أن قيمتهم الحقيقية تُقدَّر خارج إسبانيا أكثر مما تُقدَّر داخلها.
المغرب، بنجاحاته الأخيرة وبالحفاوة التي يلقاها لاعبو الشباب، أصبح خيارًا جذابًا لهم، خاصة بعد الإنجاز التاريخي في مونديال 2022 الذي أعاد رسم صورة الكرة المغربية عالميًا.
لكن السؤال الذي يواجه إسبانيا اليوم أكبر من مجرد أرقام أو بيانات، هل تستطيع حماية مواهبها المتنوعة؟ أم أنها تفتح الباب — من حيث لا تدري — لرحيل الجيل الذي كان يمكن أن يشكل ملامح منتخبها لعقود؟ الإجابة لم تأتِ بعد، لكنها بالتأكيد ستكون فصلًا جديدًا في قصة لاعب لم يكمل 18 عامًا، لكنه حمل فوق كتفيه عبء أمة.

تعليقات