قرارات ترامب الجمركية ترفع أسعار الذهب في مصر بنسبة 18% خلال 2025

قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية، إن قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على عدة دول من بينها مصر، كان لها تأثير مباشر على أسعار الذهب محليًا، نتيجة ما وصفه بـ “التغيرات الحادة في السياسات التجارية” عالميًا.

جاءت تصريحات ميلاد خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «الحياة اليوم» عبر فضائية «الحياة»، مساء الأحد، حيث أكد أن الذهب تأثر بقوة بالتحولات الجديدة في المشهد التجاري العالمي، والتي يرى البعض أنها تشكل “شبه حرب تجارية” بين كبرى الاقتصاديات العالمية، خاصة الولايات المتحدة والصين.

تقلبات كبيرة في السوق العالمية

وأوضح رئيس شعبة الذهب أن هذه المتغيرات دفعت المستثمرين والمؤسسات المالية حول العالم للجوء إلى الذهب كملاذ آمن، في ظل التخبط والتوترات الاقتصادية الدولية، ما ساهم في رفع سعر الذهب عالميًا، وبالتالي انعكس هذا الارتفاع على السوق المحلية المصرية.

وأشار إلى أن أسعار الذهب في الأسواق العالمية قد سجلت أرقامًا قياسية جديدة هذا العام، مما دفع أسعار الذهب في مصر إلى الارتفاع بنحو 18% منذ بداية 2025، مضيفًا أن هذا الارتفاع لم يكن دفعة واحدة، بل تم على مراحل متتالية على مدار الأشهر الماضية.

الطلب المحلي لا يواكب الأسعار العالمية

وأكد ميلاد أن السوق المحلية تشهد ضعفًا في السيولة وانخفاضًا في الطلب، نتيجة تأثر القوة الشرائية للمواطنين بالوضع الاقتصادي العام، مشيرًا إلى أن هذه الظروف تحد من قدرة السوق المحلي على مواكبة الارتفاعات المتسارعة في أسعار الذهب عالميًا.

ورغم ذلك، توقع استمرار الارتفاع في الأسعار خلال الأشهر المقبلة، في ظل استمرار التوترات الاقتصادية العالمية، وخاصةً ما يتعلق بسياسات ترامب الجمركية، والتي قد تفرض مزيدًا من القيود على التجارة الدولية، ما يدفع بمزيد من المستثمرين نحو الذهب.

الذهب.. ملاذ المستثمرين في الأزمات

وشدد رئيس الشعبة على أن الذهب يظل هو الاستثمار الآمن الأول في أوقات الأزمات، مؤكدًا أن دولًا كثيرة، وليس فقط الأفراد، تتجه في الوقت الحالي لزيادة احتياطياتها من الذهب ضمن استراتيجياتها لتحصين اقتصاداتها من الهزات المتوقعة في الأسواق العالمية.

ولفت إلى أن البنوك المركزية العالمية رفعت حجم مشترياتها من الذهب خلال العام الجاري، وهو ما يعكس حجم القلق الدولي من السياسات التجارية المتغيرة والتوترات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه يضغط على الأسعار ويزيد من وتيرة ارتفاعها.

توقعات باستمرار الارتفاع في أسعار الذهب

وفي ختام مداخلته، أوضح ميلاد أن كل المعطيات الحالية تشير إلى أن أسعار الذهب ستظل مرتبطة بشكل وثيق بالتطورات العالمية، خاصة في ظل استمرار الولايات المتحدة في إعادة رسم سياساتها الاقتصادية وفقًا لرؤية ترامب، والتي تتسم بالحماية والقيود الجمركية على المنتجات والخدمات القادمة من الخارج.

وأضاف أن تأثير هذه السياسات على السوق المصرية لن يكون وقتيًا، بل قد يستمر خلال الشهور القادمة، خاصةً إذا استمرت حالة الغموض في الأسواق العالمية، مما يعني أن الذهب سيبقى خيارًا أولًا لدى المستثمرين والمواطنين في الداخل والخارج.

وأكد أن أي تغير في أسعار الفائدة الأمريكية أو في قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أو حتى أي تصعيد في التوترات السياسية، سيكون له أثر مباشر وسريع على أسعار الذهب، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة من المتعاملين في السوق المحلية، سواء كانوا تجارًا أو مستهلكين.

الذهب في مصر.. من سلعة للزينة إلى وسيلة للادخار

وتُعد أسعار الذهب في مصر من الملفات الاقتصادية التي تهم شريحة واسعة من المواطنين، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة، حيث تحوّل الذهب من مجرد وسيلة للزينة إلى أداة للادخار والحفاظ على القيمة، خصوصًا بعد الارتفاعات الكبيرة في معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية.

وتُربط أسعار الذهب في السوق المصرية بعدة عوامل رئيسية، أبرزها سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، بالإضافة إلى السعر العالمي للأوقية في بورصة الذهب الدولية. 

كما تلعب عوامل مثل العرض والطلب داخل السوق المحلية، ومدى استقرار الوضع السياسي والاقتصادي، دورًا مهمًا في تحديد الأسعار.

سوق الذهب يترقب

ويترقب المتعاملون في السوق المصري القرارات الاقتصادية المقبلة من الحكومة والبنك المركزي، وسط مخاوف من ارتفاعات جديدة في أسعار الذهب إذا استمرت الأوضاع العالمية على حالها، دون تدخلات للحد من آثار القرارات الدولية على السوق المحلي.

وفي الوقت ذاته، يرى البعض أن الوقت لا يزال مناسبًا للشراء، خاصةً في ظل التوقعات المتزايدة بارتفاعات مستقبلية أكبر في سعر المعدن النفيس، سواء في السوق المحلي أو العالمي، مما يجعل الشراء الآن خيارًا استثماريًا ذكيًا للمهتمين بتأمين أموالهم بعيدًا عن تقلبات العملات.