كيف ستتأثر أندية الدوري الإنجليزي بغياب لاعبيها بسبب كأس أمم إفريقيا 2025؟

مع اقتراب انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025، تدخل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مرحلة شديدة الحساسية، حيث تستعد لواحدة من أكثر فترات الموسم تعقيدًا من ناحية الغيابات، فالعديد من اللاعبين الأفارقة يمثلون ركائز أساسية في فرقهم، سواء في مراكز الصناعة أو القوة الدفاعية أو الحلول الهجومية، وهو ما يجعل خسارتهم في وقت مهم من الموسم تهديدًا مباشرًا لاستقرار الأندية ونتائجها.

مع تضخم قوة البريميرليج وتحوله إلى بطولة عابرة للقارات بمعنى الكلمة، بات من النادر وجود فريق لا يضم لاعبين دوليين يمثلون منتخبات القارة السمراء. وحدها ثلاثة أندية فقط — أرسنال، تشيلسي، وليدز يونايتد — ستمر من هذه المرحلة دون أي تأثير، فيما يستعد باقي الدوري لمواجهة درجات متفاوتة من الضرر.

في هذا التقرير، يستعرض 365Scores جميع الأندية التي تضم لاعبين مرشحين سيشاركون في كأس الأمم الإفريقية 2025.

1- سندرلاند

عدد الغائبين: 7، وهم: شمس الدين طالبي (المغرب)، رينيلدو (موزمبيق)، حبيب ديارا (السنغال)، سيمون أدينجرا (كوت ديفوار)، برتراند تراوري (بوركينا فاسو)، آرثر ماسواكو، نوح صادقي (جمهورية الكونغو الديمقراطية).

شهد سندرلاند قصة صعود استثنائية هذا الموسم، إذ لم يكتفِ بالعودة إلى الدوري الممتاز عبر ملحق دراماتيكي انتهى بآخر ركلة، بل تجاوز التوقعات وتحول من فريق يهدف للبقاء إلى منافس حقيقي على مراكز أوروبا.

لكن هذا الحلم مهدد بالانهيار خلال فترة كأس إفريقيا، إذ يفتقد الفريق سبعة لاعبين دفعة واحدة، يمثلون عمودًا فقريًا في كل خطوطه.

أبرز الغائبين هو شمس الدين طالبي، الجناح المغربي المتوهج وصاحب هدف الفوز على تشيلسي، بالإضافة إلى نوح صادقي، أحد أفضل لاعبي خط الوسط في البريميرليج هذا الموسم، والذي شكّل ثنائيًا مذهلًا مع غرانيت تشاكا.

كما يشكّل غياب أدينجرا وديندي توندي وماسواكو خسارة على المستوى الفني والبدني، هذه المجموعة تجعل سندرلاند الأكثر معاناة، وقد تحدد نتائج الفترة الإفريقية مستقبل الفريق بالكامل هذا الموسم.

2- وولفرهامبتون

عدد الغائبين: 5، وهم: مارشال مونيتسي، تاواندا تشيريوا (زيمبابوي)، تولو أروكودار (نيجيريا)، إيمانويل أجبادو (كوت ديفوار)، جاكسون تشاتشوا (الكاميرون).

يمر وولفرهامبتون بمرحلة صعبة للغاية، إذ لم يعد يمتلك الأسماء الكبيرة التي كانت تصنع الفارق، وتلقى بداية سيئة للموسم وضعته في مراكز الهبوط، ومع تولي روب إدواردز الإدارة الفنية، ينتظر الفريق ضربة إضافية تتمثل في فقدان خمسة لاعبين مؤثرين.

ويأتي على رأسهم مارشال مونيتسي، أحد أبرز لاعبي الوسط هذا الموسم، والذي أشاد به الخبراء وعلى رأسهم ميكا ريتشاردز.

كما أن غياب أروكودار وأجبادو سيترك ثغرات واضحة في المنظومة الدفاعية للفريق، بينما يشكل غياب تشيريوا وتشاتشوا خسارة كبيرة للمخزون البدني والقوة الهجومية.

ولذلك، قد تكون إدارة وولفرهامبتون مجبرة على دخول سوق يناير بقوة، وإلا فإن خطر الهبوط سيصبح أقرب من أي وقت مضى.

3- مانشستر يونايتد

عدد الغائبين: 3، وهم: برايان مبيومو (الكاميرون)، آماد ديالو (كوت ديفوار)، نصير مزراوي (المغرب).

يبدو أن مانشستر يونايتد استفاد كثيرًا هذا الموسم من قلة الارتباطات، بعدما غاب عن المشاركات الأوروبية وخرج مبكرًا من كأس كاراباو، لكن كأس الأمم الإفريقية تضع الفريق أمام تحدٍ جديد، إذ يخسر ثلاثة لاعبين يقدمون موسمًا مميزًا في الدوري الإنجليزي حتى الآن.

مزراوي يمثل قيمة كبيرة لمرونته التكتيكية، وقدرته على اللعب في مركز الظهير في كلا الجانبين، في حين أصبح آماد ديالو عنصرًا مهمًا بعد تحويله للعب كظهير هجومي، مستفيدًا من سرعته ومهارته.

أما برايان مبيومو فهو أهم الغائبين، إذ يعد من أخطر اللاعبين في الثلث الأخير، ويعتمد عليه أموريم كثيرًا، وأصبح هداف الفريق منذ قدومه من برينتفورد مطلع الموسم.

4- إيفرتون

عدد الغائبين: 3، وهم: إليمان ندياي، إدريسا جانا جاي (السنغال)، آدم أزنو (المغرب)

رغم أن عدد الغيابات في إيفرتون ليس كبيرًا مقارنة بغيره، إلا أن جودة اللاعبين الغائبين تجعل تأثير البطولة عليه بالغًا للغاية.

أبرزهم إليمان ندياي، اللاعب الذي أعاد تشكيل أسلوب لعب إيفرتون منذ انضمامه في 2024، والذي بات أحد أفضل اللاعبين خارج فرق القمة، يمتاز بندياي بذكاء تحركاته، وصناعة المساحات، والتأثير المستمر في الثلث الهجومي.

إلى جانبه يأتي إدريسا جانا جاي، أحد أكثر لاعبي الوسط خبرة في البريميرليج، والذي كان صمام الأمان في وسط الملعب، خسارته في فترة مزدحمة بالمباريات قد تتسبب في خلل واضح في التوازن الدفاعي.

أما آدم أزنو، فرغم عدم مشاركته بكثرة منذ انتقاله من بايرن، فإن البطولة قد تكون بوابته لاستعادة الثقة، وهو ما قد يخدم إيفرتون نفسيًا وتكتيكيًا في النصف الثاني من الموسم.

5- كريستال بالاس

عدد الغائبين: 4، وهم: إسماعيل سار (السنغال)، كريستانتوس أوتشي (نيجيريا)، شادي رياض (المغرب)، شيخ دوكوري (مالي).

يعد إسماعيل سار العقل الهجومي الأول للفريق مع المهاجم الفرنسي ماتيتا هذا الموسم بعد مساهمته المباشرة في 10 أهداف، غيابه قد يشلّ الثلث الأمامي تمامًا.

كما أن احتمالية استدعاء أوتشي وشادي رياض تزيد حجم الضرر، بينما تشير التقارير إلى غياب دوكوري بداعي الإصابة، ما يجعل الفترة المقبلة امتحانًا قاسيًا للمدرب أوليفر جلاسنر.

6- نوتنجهام فورست

عدد الغائبين: 4، وهم: إبراهيم سانجاري، ويلي بولي (كوت ديفوار)، تايو أونيي، أولا أينا (نيجيريا).

بعد موسم ناجح، يواجه الفريق خطر الهبوط مع فقدان لاعبين مؤثرين في الوسط والدفاع، سانجاري أحد العناصر الأساسية، بينما يعتمد أونا أينا على التعافي من إصابة طويلة.

غياب باقي اللاعبين سيزيد العبء على التشكيلة في جدول مزدحم بالمواجهات المحلية والأوروبية، خاصةً بعد قدوم المدرب شون دايتش الذي يحاول أن يعود بالفريق للطريق الصحيح.

7- فولهام

عدد الغائبين: 3، وهم أليكس إيوبي، كالفن باسي، صامويل تشوكويزي (نيجيريا).

بعد إنفاق كبير في سوق الانتقالات، لم يحقق الفريق النتائج المرجوة، غياب الثلاثي النيجيري سيضع ضغطًا كبيرًا على ماركو سيلفا، خصوصًا أن إيوبي يعد أحد اللاعبين الأكثر تأثيرًا في خط الهجوم، الفريق سيواجه صعوبة في الحفاظ على مستواه خلال فترة مزدحمة بالمباريات.

8- بيرنلي

عدد الغائبين: 3، وهم: لايل فوستر (جنوب أفريقيا)، أكسيل توانزيبي (الكونجو الديمقراطية)، حنبعل مجبري (تونس).

نجح بيرنلي في تحسين أداءه تدريجيًا، لكن البطولة الإفريقية قد تضعه أمام تحدٍ جديد. غياب فوستر يضعف الهجوم، بينما يترك رحيل توانزيبي ومجبري فراغًا تكتيكيًا في الدفاع والوسط، توزيع الغيابات قد يخفف التأثير على مركز محدد، لكنه لن يمنع الضغط العام على الفريق.

9- ليفربول

عدد الغائبين: 1، وهو محمد صلاح (مصر).

غياب صلاح سيترك فراغًا كبيرًا في الهجوم، رغم تراجع مستوى الفريق العام هذا الموسم، البحث عن بديل سيضعف القدرات الهجومية، وأي تعديل تكتيكي لن يصل إلى مستوى خطورة النجم المصري المعتادة.

ومن المتوقع أن يعاني آرني سلوت في ظل عدم وجود أي بديل للنجم المصري، آخرها كان رحيل هارفي إيليوت في الصيف الماضي، بجانب إصابة جيريمي فريمبونج الذي قد يكون حلًا في الجانب الأيمن، سواء في الخطة ذاتها أو بتغيير طريقة اللعب قليلًا لتلائم خصائصه.

10- وست هام يونايتد

عدد الغائبين: 2، وهما آرون وان بيساكا (الكونجو الديمقراطية)، الحاج مالك ضيوف (السنغال).

غياب ظهيري الفريق الأساسيين يضع نونو سانتو في مأزق دفاعي، ويزيد صعوبة الحفاظ على الاستقرار الدفاعي في فترة مزدحمة بالمباريات، ورغم امتلاكه كايل والكر بيترز الذي يلعب في كلا الجانبين، ولكن غياب ظهير أيسر بديل للسنغال ديوف قد يشكل تهديدًا أمام الفريق الطامح للخروج من مناطق الهبوط.

11- برينتفورد

عدد الغائبين: 2، وهما: دانجو واتارا (بوركينا فاسو)، فرانك أونيكا (نيجيريا).

غياب الجناح واتارا وسيطرة أونيكا على الوسط يؤثر على مرونة الفريق في الضغط والتحرك، ما يجعل الفريق بحاجة لتعويض هذه الفراغات أثناء المنافسات، ورغم عدم التأثر الكبير المتوقع من غياب أونيكا، إلا أن الجناح البوركيني القادم من بورنموث، أحد أهم عناصر الفريق الهجومية حتى الآن، رفقة كيفين شادي وإيجور تياجو.

12- برايتون

عدد الغائبين: 1 وهو كارلوس باليبا (الكاميرون).

غياب باليبا يقلل من ديناميكية وسط الملعب، ما يؤثر على أسلوب دي زيربي في بناء الهجمات، ولكن بالرغم من ذلك، قد يعوضه بأكثر من لاعب، خاصةً وأنه لم يبدأ الموسم مع النوارس بشكل جيد.

13- توتنهام هوتسبير

عدد الغائبين: 2، وهما بابي ماتار سار (السنغال)، إيف بيسوما (مالي).

غياب سار أحد أهم لاعبي الوسط سيضعف القدرة على التحكم بالإيقاع، بينما قد يشارك بيسوما الذي لم يتأكد مشاركته في الكان حتى الآن في ظل الإصابة.

14- مانشستر سيتي

عدد الغائبين: 2، وهما: عمر مرموش (مصر)، ريان آيت نوري (الجزائر).

غياب الثنائي على الأغلب لن يترك أثرًا كبيرًا بفضل عمق الفريق وتعدد الخيارات لدى بيب جوارديولا، خصوصًا أن الاثنين يمران بفترة تعافي من إصابات، حيث لم يشارك مرموش سوى في مباراتين فقط بشكل أساسي، كما أن الجزائري الوافد الجديد للسيتيزينز مطلع الموسم، لم يشارك هو الآخر سوى في مباراة واحدة كاملة كانت افتتاحية الموسم.

15- بورنموث

عدد الغائبين: 1، وهو أمين عدلي (المغرب).

غياب عدلي سيؤثر على عمق الفريق فقط، وليس على التشكيلة الأساسية، لكنه سيضع ضغطًا على قدرة إيراولا على التدوير في خط الهجوم.

16- نيوكاسل يونايتد

عدد الغائبين: 1، وهو يوان ويسا (الكونجو الديمقراطية).

غياب ويسا مؤثر مستقبليًا، خصوصًا بعد استثمار الفريق الكبير لضمه، لكنه لم يشارك بعد، وبالتالي لا يترك أثرًا فوريًا على الأداء الحالي، حيث تعرض لإصابة خطيرة مع منتخب بلاده في التوقف الدولي الأول في الموسم خلال شهر سبتمبر الماضي.

17- أستون فيلا

عدد الغائبين: 1، وهو إيفان جيساند (كوت ديفوار).

غياب المهاجم الإيفواري لن يخلق مشاكل كبيرة نظرًا لتعدد الخيارات الهجومية لدى أوناي إيمري، خاصةً وأن المدرب الإسباني يشركه في مركز الجناح الأيمن، ورغم ذلك شارك في 5 مباريات بشكل أساسي ومثلها كبديل، ولم ينجح في تسجيل أو صناعة أي هدف.

هل يستغل آرسنال الفرصة ويبتعد بالصدارة؟

يمتلك آرسنال فرصة ذهبية للابتعاد بالصدارة، في ظل عدم وجود أي لاعب أفريقي ضمن صفوف الجانرز، وكذلك الأمر بالنسبة لتشيلسي الذي يتواجد في المركز الثالث بفارق 6 نقاط عن غريمه اللندني.

ولكن، في ظل تأثر ليفربول بغياب النجم المصري محمد صلاح، وكذلك الأمر بالنسبة للسيتي الذي سيفقد بديل هالاند الوحيد في القائمة، بجانب باقي فرق البريميرليج، سيكون فريق المدرب ميكيل أرتيتا أمام فرصة لابد من استغلالها للابتعاد بالصدارة أكثر.

وسيلاقي آرسنال كلًا من: إيفرتون، برايتون، ليفربول، نوتنجهام فورست، ما بين 6 مباريات سيخوضها الأحمر اللندني خلال فترة كأس الأمم الأفريقية، وفي ظل معاناة هؤلاء الفرق الأربعة بالغيابات المؤثرة بسبب كأس الأمم الأفريقية، قد تمنحه فرصة إضافية لمواصلة سلسلة الانتصارات.