من هي روضة المنصوري حكمة مباراة مصر ضد الرأس الأخضر؟
في زمنٍ تتغيّر فيه ملامح كرة القدم، تبرز امرأة إماراتية لتكسر القواعد وتكتب سطرًا جديدًا في دفتر اللعبة؛ روضة المنصوري لم تعد مجرد اسم في قوائم التحكيم، بل أصبحت حضورًا يصعب تجاهله، ووجهًا يعكس ثقة امرأة دخلت ملعبًا ظنّه كثيرون حكرًا على الرجال.
حين تتقدّم بثبات إلى وسط العشب الأخضر، تبدو وكأنها تعلن أن الصافرة عندما تستقر في يد تؤمن بذاتها، تتحول إلى إعلانٍ صريح بأن الحلم يمكن أن يُسمع بوضوح.
أسندت اللجنة المنظمة لبطولة العين الدولية الودية قيادة مباراة مصر ضد الرأس الأخضر لتحديد صاحب المركز الثالث إلى روضة المنصوري، ليعود اسمها إلى الواجهة من جديد ويؤكد صعودها المستمر في ساحة التحكيم الخليجي والعربي.
رحلة امرأة لا تخاف الحلم… من هي روضة المنصوري التي تدير مواجهة مصر والرأس الأخضر؟
روضة المنصوري تُعد واحدة من أبرز الأسماء النسائية في التحكيم الإماراتي؛ صنعت لنفسها طريقًا صعبًا، وواجهت بدايات لم تكن سهلة، لكنها تحولت سريعًا إلى رمز يُحتذى به بعدما أصبحت أول حكمة تقود مباراة في تاريخ الدوري الإماراتي.
كما باتت أول وجه نسائي يحصل على فرصة الظهور في بطولات كروية للرجال في المنطقةـ لم تصل إلى هذا المكان مصادفة، بل عبر رحلة بدأت منذ الطفولة حين كانت تمارس اللعبة بشغف، وتدرك أنها تحمل في داخلها شيئًا أكبر من مجرد هواية.
الإماراتية روضة المنصوري🇦🇪
أول حكمة تقود مباريات في بطولة كروية خليجية 🌟 pic.twitter.com/dE6Hf0SbAb
— ADSportsTV (@ADSportsTV) April 18, 2024
دخلت عالم التحكيم عام 2021 بعد التحاقها بدورة الحكام المستجدين في اتحاد الكرة الإماراتي، هناك تعلّمت القوانين، وتمرّست على اتخاذ القرار تحت الضغط، وبدأت رحلتها من المباريات الصغيرة إلى أن وصلت إلى المشهد الذي أصبحت فيه إحدى أهم الوجوه التحكيمية، ورغم انقسام الآراء داخل أسرتها في البداية بين مشجّع ومتخوف، فإنها أثبتت للجميع أن الإيمان الداخلي أقوى من أي تردد خارجي.
خارج المستطيل الأخضر، تشغل روضة منصب مدير قسم في هيئة كهرباء ومياه دبي، وبين وظيفة ثقيلة وتحكيم يحتاج إلى التركيز والانضباط، نجحت في صناعة معادلة دقيقة تمنح كل جانب حقه، لتبدو وكأنها تخوض مباراتين في اليوم نفسه وتخرج منتصرة في كل مرة.
وتزامن صعودها مع محطات تركت أثرًا واضحًا في مسيرتها، أبرزها قيادتها مباراة في دوري أدنوك للمحترفين بطاقم تحكيم نسائي كامل، بالإضافة إلى حضورها في دورة الألعاب الخليجية للشباب 2024، ما جعلها وجهًا مألوفًا في المشاهد الكروية الرسمية.
روضة المنصوري تمتلك فلسفة واضحة في التحكيم، تقوم على المعرفة الدقيقة بالقانون، والخبرة الميدانية، والقدرة على اتخاذ القرار دون تراجع، أما حلمها الأكثر وضوحًا فهو أن تصل بصافرتها إلى نهائيات كأس العالم، وأن تحمل معها التحكيم الإماراتي إلى مرحلة جديدة من الاعتراف الدولي.
ظهورها في مباراة مصر ضد الرأس الأخضر ليس مجرد اختيار فني، بل رسالة تُكتب في زمن يعاد فيه تعريف دور المرأة في الرياضة، فهي ليست مجرد حكمة تدير مباراة ودية، بل قصة صعود صامتة وواثقة، تعكس قوة امرأة تعرف أن الطريق إلى القمة لا يُمنح… بل يُنتزع خطوة بعد خطوة.
تعليقات