“حسكم معايا”.. مرشح بلا ميزانية صنع له الشارع أكبر حملة دعم بالدقهلية
في الوقت الذي ينفق فيه عدد كبير من مرشحي مجلس النواب 2025 ملايين الجنيهات على حملاتهم الدعائية، من لافتات ضخمة وبانرات تملأ الشوارع، تغيّر المشهد تمامًا في دائرة مركز المنصورة، وتحديدًا في مدينة محل الدمنة بمحافظة الدقهلية، بعد انتشار مقطع فيديو لمرشح بسيط يقف وحده في الشارع يوزّع دعاية انتخابية عبارة عن “كروت صغيرة”، مرددًا بعفوية جملة: ‘حسّكم معايا’، لتتجاوز مشاهداته آلاف المرات ويثير تعاطفًا واسعًا على منصات التواصل.
ذلك المرشح هو عماد العدل، المدرّس الذي اختار رمز ‘طرومبة المياه’ ليخوض به سباق الانتخابات البرلمانية ممثلًا عن دائرته. ورغم محدودية إمكاناته، قرر أن يقدّم نفسه للناس باعتباره صوتًا قريبًا منهم، بعيدًا عن بهرجة الدعاية.
يقول عماد العدل:’عمري ما كنت أتخيل إن مجرد فيديو بسيط وأنا واقف في الشارع أوزّع كروت صغيرة، يتحول لموجة دعم بالشكل ده. أنا أصلاً ماكنتش أعرف إن في شخص بيصورني، كنت بعمل اللي بقدر عليه وباجتهد بالطريقة اللي أقدر عليها، لكن لما شفت الفيديو منتشرعلى صفحات كتير، وشفت ردود فعل الناس، حسّيت قد إيه ربنا بيبعَت رسائل للإنسان وقت ما يكون صادق في نيته.
بعد ساعات بس من انتشار الفيديو، اتفاجئت بمسيرة عمرها ما خطرت على بالي آلاف من أهالي محل الدمنة وما حولها ماشيين ورايا وبيهتفوا ليا. لحظة حسّيت فيها إن كل التعب اللي شفته في حياتي مشي قدّام عيني، وإن الناس بتحسّ بكل خطوة الواحد بيعملها بصدق. والله لو كنت كاتب سيناريو للقصة دي، عمري ما كنت هقدر أعمل مشهد بالشكل ده. دي حاجة من ربنا قبل أي شيء.’
ويتابع العدل حديثه مؤكدًا أن دخوله السباق الانتخابي لم يكن بهدف الوجاهة أو الشهرة، بل رغبة منه في تمثيل أهل دائرته: ‘أنا نازل الانتخابات علشان ناس بلدي… علشان هم يستحقوا حد يسمعهم ويقف جنبهم. المنافسة قوية طبعًا، وفي مرشحين بينفقوا ملايين على الدعاية، بس أنا قررت أعمل اللي أقدر عليه بإيدي. نزلت الشارع، ووزّعت دعاية بسيطة جدًا من غير بهرجة ولا صور ضخمة. كنت حاطط في قلبي يقين واحد: إن تعبي مش هيضيع… وإن الناس مش محتاجة دعاية بملايين علشان تعرف مين اللي صادق معاهم.
ثقتي في ربنا كانت دايمًا أكبر من أي حاجة، وبعدين ثقتي في الناس اللي عمرهم ما خذلوني. الدعم اللي شفته اليومين اللي فاتوا ده كفايته إنه يخليني أكمل المشوار مهما كانت الظروف. أنا واحد منكم، وبإذن الله هفضل صوت ليكم جوّا البرلمان لو وفّقني ربنا.’
جانب المسيرة
جانب المسيرة
جانب المسيرة

تعليقات