السوق ليه المال والدقيق له الغربال.. “أحمد” أصغر غرابلي قنا يروي حكايته مع مهنة الأجداد

السوق ليه المال والدقيق له الغربال.. “أحمد” أصغر غرابلي قنا يروي حكايته مع مهنة الأجداد


اصغر صانع غربالاصغر صانع غربال

اصغر صانع غربالاصغر صانع غربال

اصغر صانع غربالاصغر صانع غربال

اصغر صانع غربالاصغر صانع غربال

اصغر صانع غربالاصغر صانع غربال

اصغر صانع غربالاصغر صانع غربال

اصغر صانع غربالاصغر صانع غربال

ما يوقفلك على باب الأندال إلا المنخل والغربال.. حطّ صحابك بالغربال.. صحابك لو تغربلهم ولو دولابك مرة مال.. ما يِبقّى منهم إلا اللي يستاهل، السوق ليه المال والدقيق ليه الغربال.. والصحبة ليها رجال، ويا سعد من يحمد الله مهما كان الحال.

بهذه الأمثال والكلمات الشعبية يبدأ العديد من صانعي الغرابيل يومهم في الأسواق القنائية، يرددونها أثناء تجولهم بين المراكز والنجوع، ناقلين تراثًا صعيديًا ضاربًا في القدم.

وفي كل يوم إثنين، عند مدخل سوق مركز الوقف شمال قنا، يجلس الشاب أحمد عبدالنعيم أحمد عبدالعال، أصغر صانعي الغرابيل، منهمكًا في تشكيل غرابيله أمام زبائنه، لا تفارق الابتسامة وجهه، فقد ورث الحرفة عن أجداده ويؤديها بدقة وحرفية، راضيًا بما يجلبه الله له من رزق يكفيه ويعين أسرته على تكاليف الحياة.

التقت عدسة ‘أهل مصر’ بالشاب أحمد، صاحب الـ26 عامًا، المقيم بفاو قبلي مركز دشنا، والذي اعتاد أن ينادي على بضاعته بالأمثال الشعبية التي تجذب المارة وتعيد إلى الأسواق روح الزمن الجميل.

يقول أحمد إن صناعة الغرابيل من أقدم المهن في صعيد مصر، وخاصة في القرى والنجوع، إلا أنها باتت مهددة بالإندثار في السنوات الأخيرة مع انتشار المنتجات المستوردة الحديثة، التي أضعفت الإقبال على الصناعة اليدوية.

ويضيف أن هذه المهنة تختلف عن غيرها، فهي تحتاج إلى تركيز عالٍ ودقة في شد الغربال، وهي أصعب مراحل الصناعة، إذ تتطلب مهارة في استخدام السلك والخشب والمسامير، وهي أدوات لا غنى عنها لصانع الغربال.

ويوضح الفرق بين ‘المنخل’ و’الغربال’، فالأول ضيق الفتحات ويُستخدم لنخل الدقيق، أما الثاني ففتحه أوسع ويُستخدم للذرة والقمح.

ويتحدث أحمد عن تنوّع منتجاته بين، غربال عياشي، مانع، فارض، سلك، جلد، رملة محارة، غربال التبن والقمح، وتختلف الأسعار حسب النوع والحجم، وتتراوح بين 25 و35 جنيهًا، لكنه يشكو من الارتفاع المستمر لأسعار المواد الخام.

ويختتم قائلاً، ما فيش بيت صعيدي يخلو من الغربال.. سواء لخبز العيش أو لغربلة الغلة، ورغم انتشار الصيني والمستورد، الناس لسه بتثق في شغل الصانع اليدوي. وفي الآخر… من أطاع غضبه أضاع أدبه، ومن غربل للناس تخلوه.