من دكان متهالك إلى قلوب الناس.. حكاية عم شعبان إسكافي قنا
العم شعبان
العم شعبان
العم شعبان
العم شعبان
العم شعبان
حانوت صغير بواجهة متهالكة، ملاصق لمقام الشيخ جلال الكندي بمنطقة العزازية في مركز دشنا، شمال قنا ،يجلس عم شعبان عبد الراضي،وسط تشكيلة واسعة من الأحذية البالية والمتعبة، وأخرى تنتظر يديه الماهرتين لتعيد إليها الحياة من جديد. في ملامحه المتجعدة حكاية عمرٍ قضى ما يقارب 45 عامًا منحها لإصلاح الأحذية، حتى صارت جزءًا من روحه، ورفيقة رحلته الطويلة مع لقمة العيش.
بإبتسامة لا تغيب ووجه بشوش يعرفه المارة قبل الزبائن، يمارس العم شعبان، البالغ من العمر 70 عامًا، مهنة الإسكافي منذ 47 عامًا، ورثها عن والده الذي علّمه أسرارها، فشبّ عليها وربّى أولاده من خيرها داخل محله القديم بمدينة دشنا.
يسترجع العم شعبان بداياته’ قائلاً’ إنه بعد إنهاء خدمته العسكرية سافر بحثًا عن وظيفة، لكنه ما لبث أن عاد إلى مهنته الأولى التي أحبها، لتبدأ معها قصة كفاح امتدت طوال سنوات عمره. يؤمن بأن هذه المهنة كانت ‘الستر’ الذي أعانه على تربية أولاده وتعليمهم، لذلك لم يفكر يومًا في تركها مهما تقدمت به السنين.
داخل محله الصغير، يحتفظ عم شعبان بأدوات يعتبرها ‘أهل بيته’ ورفاق دربه، من بكرة الخيط والإبر الكبيرة مرورًا بالمطرقة والسندان وعلبة المسامير والغراء، وصولًا إلى قطعة القماش النظيفة التي ينهي بها عمله فيلمّع الحذاء كأنه جديد. بعضها عمره من عمره، وبعضها لا يزال يحمل آثار يد والده.
أما عن الإقبال على إصلاح الأحذية أو تفصيلها، فيقول الإسكافي إنه تراجع كثيرًا بسبب ارتفاع أسعار الخامات، من الإبر إلى الخيوط وغيرها، ما أجبرهم على رفع أسعار الإصلاح. ويضيف أن بعض الزبائن يجلبون أحذية متهالكة للغاية، تجعل عملية إصلاحها شاقة وقد تستغرق وقتًا طويلًا.
وحين يُسأل عن أمانيه، يبتسم العم شعبان في تواضع الرجل الطيب ويقول ،كل أمنيتي إنّي أزور بيت الله الحرام.. وأموت مستور بعد العمر الطويل ده.

تعليقات