برسالة مبطنة.. كيف فسر أنشيلوتي أزمة فينيسيوس ورودريجو مع ألونسو في ريال مدريد؟

برسالة مبطنة.. كيف فسر أنشيلوتي أزمة فينيسيوس ورودريجو مع ألونسو في ريال مدريد؟


أثارت تصريحات كارلو أنشيلوتي حول فينيسيوس جونيور ورودريجو لاعبي ريال مدريد، جدلًا واسعًا، بشان كيفية تعامل تشابي ألونسو مع الثنائي، حيث قارنت الجماهير بين طريقة إدارة الإيطالي لكتيبة الملكي خلال فترته، وهي على النقيض تمامًا بما يحدث الآن مع خلفه الإسباني، والذي يحاول فرض سيطرته على غرفة الملابس، وتشكيل منظومة متكاملة تدور حول مهام داخل الملعب أيًا كانت الأسماء التي ستقوم بتلك الأدوار.

كيف استخدم أنشيلوتي فينيسيوس ورودريجو؟.. حرية هجومية بلا قيود

خلال فترة أنشيلوتي في ريال مدريد، اعتمد بشكل رئيسي على الثنائي البرازيلي فينيسيوس ورودريجو في مركزي الجناحين الأيسر والأيمن، باختلاف كبير، فبينما كان كريم بنزيما يشغل مركز المهاجم الصريح في بداية ولايته الثانية، ثم جاء بيلينجهام ليؤدي دور المهاجم الوهمي في أغلب المباريات، مما جعله هداف الفريق آنذاك.

فينيسيوس جونيور - كارلو أنشيلوتي - ريال مدريد
فينيسيوس جونيور – كارلو أنشيلوتي – ريال مدريد – المصدر: Gettyimages

ولكن عندما جاء كيليان مبابي، فلم يتمكن أنشيلوتي من إيجاد التوليفة المناسبة للثلاثي الهجومي سويًا، ومعهم بيلينجهام، وتلك كانت ضريبة عدم وجود منظومة لعب واضحة للفريق مبنية على أسس خططية معروفة للاعبين.

اعتمد أنشيلوتي بشكل رئيسي على قدرات اللاعبين الفردية، وكان يمنحهم الأدوار المناسبة لإمكانياتهم ورغبتهم داخل الملعب، فلم يشعر فينيسيوس أنه مطالب بأدوار دفاعية وتكتيكية كبيرة داخل الملعب، وهو ما يختلف كليًا عن طريقة إدارة تشابي ألونسو لكتيبة الملكي.

“لن أُجبر لاعبًا على اللعب في مركز لا يرغب فيه، بل أريده أن يلعب في المكان الذي يُريحه. مع فينيسيوس، لم يكن الأمر يتعلق بهذا، بل كان مسألة أخرى، على المستوى الشخصي أكثر منه التكتيكي”.

– كارلو أنشيلوتي.

هذه آخر تصريحات كارلو أنشيلوتي، والتي أدلى بها قبيل مواجهة البرازيل أمام السنغال وديًا، وهي ما تُجيب بشكل صارخ على مشكلة رودريجو وفينيسيوس مع تشابي ألونسو، فبينما يبني الإيطالي خطته وشكله الهجومي على اللاعبين، يلجأ الإسباني إلى فرض منظومة تتكامل فيها أدوار اللاعبين ومهامهم لخلق الشكل التكتيكي، سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية، للفريق ككل.

فينيسيوس جونيور - كارلو أنشيلوتي - ريال مدريد
فينيسيوس جونيور – كارلو أنشيلوتي – ريال مدريد
(المصدر:Gettyimages)

أما الجانب الآخر من تصريحات كارلو، خاصةً عن فينيسيوس، كونها على المستوى الشخصي وليس التكتيكي، يمكن اعتبارها ردًا على ما انتشر في الفترة الأخيرة حول مشكلة ألونسو مع نجوم ريال مدريد، والذي يشعرون بعدم الراحة مع مدربهم الجديد، بعد سنوات من الإزدهار على المستوى الفردي والجماعي مع أنشيلوتي باستثناء الموسم الماضي.

من الفردية إلى المنظومة: التحول التكتيكي تحت قيادة تشابي ألونسو

لم يعد يعشر فينيسيوس بكونه النجم الأول للريال، بل خطف كيليان مبابي الأضواء هذا الموسم، بعدما نجح في حسم الحذاء الذهبي الموسم الماضي بتسجيله 31 هدفًا، وأصبح السوبر ستار لكتيبة الملكي، ويتمركز نحوه الشكل الهجومي لريال مدريد.

تشابي ألونسو - ريال مدريد
تشابي ألونسو – ريال مدريد

لجأ ألونسو إلى الاعتماد على الفرنسي كمهاجم صريح مع التحرك خارج منطقة الجزاء، وتحديدًا على الجانب الأيسر الذي يفضله، مع الإعتماد على جناح أيمن يلعب بقدمه اليسرى، حيث بات ماستانتونو الاختيار الأول لدى الإسباني، وبديله الأول هو المغربي براهيم دياز، وخرج رودريجو من حساباته تمامًا، فأصبح يدخل بديلًا وفي الأغلب محل فينيسيوس نفسه، الذي يشعل بأن أدواره خاصةً الهجومية باتت أقل بكثير مما كان يحظى به تحت قيادة أنشيلوتي سابقًا.

“هذا وارد، لقد فعل ذلك مرات عديدة، أيضًا في الوسط”.

– تشابي ألونسو.

هكذا رد تشابي ألونسو عن إمكانية إشراك رودريجو على الجهة اليمنى مجددًا، قبل مباراة رايو فاليكانو الأخيرة في الدوري الإسباني قبل التوقف، في إشارة إلى عدم وجود مشكلة شخصية بينه وبين البرازيل، بل هي أدوار داخل الملعب، تأكيدًا لما قاله خلال كأس العالم للأندية، عندما لم يشارك اللاعب بشكل أساسي.

كان ألونسو واضحًا آنذاك عندما برر عدم إشراك رودريجو في مركز الجناح الأيمن، بسبب اعتماده على لاعبين آخرين، في إشارة واضحة إلى أنه يبني منظومة يجب أن تكون متوازنة على المستوى الهجومي والدفاعي، والجناح سيكون لديه أدوار متعددة في جميع مراحل اللعب، دون إبداء تفضيل ناحية على الأخرى.

رودريجو - ريال مدريد - (المصدر:Gettyimages)
رودريجو – ريال مدريد – (المصدر:Gettyimages)

بدأ المدرب الجديد في بناء منظومة لعب كاملة، تبدأ من حارس المرمى وحتى المهاجم، بادوار واضحة لكل لاعب، وتغير شكل ريال مدريد تمامًا تحت قيادة ألونسو، وبات متصدرًا لجدول ترتيب الدوري الإسباني، بخسارة واحدة فقط بعد مرور 12 جولة، كما سقط في لقاء آخر على المستوى الأوروبي أمام ليفربول، ولكن يسير بخطى ثابتة نحو التأهل إلى الدور القادم بثبات، مع التفوق في الكلاسيكو والابتعاد بفارق 3 نقاط عن برشلونة وصيفه المحلي.

إصابة ماستانتونو قد تعيد فتح الباب أمام رودريجو

منذ تولّي ألونسو تدريب الفريق، وجد رودريغو نفسه خارج الحسابات الأساسية بشكل صادم، فخلال 22 مباراة رسمية خاضها ريال مدريد حتى الآن، شارك الجناح البرازيلي في التشكيل الأساسي أربع مرات فقط، بينما ظل في معظم المباريات ينتظر فرصته لدقائق محدودة بعد الدقيقة 70.

ويبدو أن القرار الذي اتخذه الصيف الماضي بالبقاء في العاصمة الإسبانية، رغم اهتمام أندية إنجليزية كبرى بالتعاقد معه، لم يعمل لصالحه.

كان الظهير الأرجنتيني الشاب فرانكو ماستانتونو هو الخيار المفضل لتشابي ألونسو في مركز الجناح الأيمن خلال الأشهر الأولى من الموسم، ليجد رودريغو نفسه خلفه في الترتيب، لكن إصابة ماستانتونو الأخيرة في الفخذ، وغيابه لفترة غير محددة، قد تعيد خلط الأوراق وتفتح نافذة جديدة أمام البرازيلي لاستعادة مكانه.

فرانكو ماستانتونو - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
فرانكو ماستانتونو – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

ورغم أن إبراهيم دياز يُعد البديل المباشر لهذا المركز، إلا أن اللاعب المغربي الدولي لم ينجح حتى الآن في ترك بصمة مؤثرة؛ فقد شارك في 13 مباراة هذا الموسم وسجل هدفًا واحدًا فقط، ما يزيد احتمالات منح رودريجو فرصة جديدة لإثبات نفسه في الجهة اليمنى، المركز الذي لعب فيه أفضل فتراته مع النادي الملكي.

ورغم تفضيل رودريجو اللعب على الجهة اليسرى، يدرك اللاعب أن فرصه في المشاركة أساسيًا تكاد تكون محصورة في الجهة اليمنى في ظل تواجد فينيسيوس هناك؛ ومع ذلك، لن يكون الدخول إلى التشكيلة أمرًا مضمونًا؛ إذ يحتاج البرازيلي إلى تقديم أداء قوي ومستقر ليعيد إقناع ألونسو بقدراته، خاصة أنه لم يسجل أي هدف مع ريال مدريد في بطولة رسمية منذ مارس الماضي.