رحيل المدفعجي.. محمد صبري يودع الزمالك والجماهير بقلوب مثقلة بالحزن

رحيل المدفعجي.. محمد صبري يودع الزمالك والجماهير بقلوب مثقلة بالحزن


في صباح هادئ كأي صباح، استيقظ الوسط الرياضي على خبر صادم وهو رحيل محمد صبري، أحد أعمدة الزمالك في التسعينيات، اللاعب الذي عشق الأبيض عشقًا حقيقيًا وعاش كل لحظة من حياته لأجله. محمد صبري لم يكن مجرد لاعب، بل كان رمزًا للشغف والانتماء، قصته مع الزمالك قصة حب لا تنتهي، وعطاء لا يعرف حدودًا.

ولد محمد صبري يوم 7 أبريل 1974 في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، ومنذ صغره كان قلبه معلقًا بألوان الأبيض. التحق بالزمالك وشق طريقه في الفريق الأول، حتى جاءت أول مباراة له عام 1994 أمام غزل المحلة، لتكون بداية لمشوار طويل من الإنجازات. لم يمضِ وقت طويل حتى سجل هدفًا صاروخيًا في مرمى أحمد شوبير حارس الأهلي، ليخطف قلوب جماهير الزمالك منذ اللقاء الثاني. لم يكن هذا مجرد هدف، بل بداية أسطورة أطلقت عليه الجماهير لقب “المدفعجي”، بعد أن كرر الصاروخ نفسه في موسم 1998-1999 أمام عصام الحضري حارس الأهلي.

لكن المشوار لم يكن دائمًا ورديًا. أصعب ذكرياته كانت مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة عام 1999، التي انسحب فيها الأبيض بعد أربع دقائق فقط عقب طرد أيمن عبد العزيز. وانتشرت شائعات بأنه حرض زملاءه على الانسحاب، لكنه كان دائمًا واضحًا: “محرضتش اللاعبين على الانسحاب، لكن كان فيه ترصد ليه عشان يتم إيقافه، وبالفعل اتحكم عليه بوقف سنة كاملة من اتحاد الكرة”.

خلال فترة الإيقاف، لم يستسلم صبري، وسافر للعب مع القادسية الكويتي، لكنه عاد فورًا عندما طلب منه كمال درويش ومحمود أبو رجيلة وإبراهيم يوسف المشاركة في مباراة العودة أمام النجم الساحلي، متنازلًا عن راتب ضخم كان سيحصل عليه، 150 ألف دولار، فقط من أجل الزمالك.

على مدار 13 سنة في الزمالك، فاز محمد صبري مع النادي بـ15 بطولة، بينها الدوري مرتين، وكأس مصر مرتين، ودوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات، وكأس السوبر المصري ثلاث مرات، بالإضافة إلى كأس الكؤوس والسوبر الأفريقي وبطولة الأفرو آسيوي. كما قال صبري بكل إخلاص: “الزمالك هو اللي صنع اسمي، بيتي وأولادي وسيارتي من فضل النادي عليا بعد ربنا”.

ومع مرور الوقت، لخص صبري مسيرته: “لعبت في الزمالك 13 سنة، كنت أعشقه لكن كنت عصبي أووووي وغلط في تصرفات كتير، كان ممكن استمر 15 سنة زيادة لو حد كان يوجهني صح”. كلمات تلخص رحلة مليئة بالحب والشغف والتضحيات، رحلة أيقونة لن تُنسى.

رحيل محمد صبري ليس مجرد فقدان لاعب، بل وداع لجزء من تاريخ الزمالك، لروح عاشقة للأبيض، لمدفعجي سجل أهدافه في قلوب الجماهير قبل شباك الخصوم. ستبقى ذكراه حية في الملاعب، في مدرجات النادي، وفي قلوب كل من أحبوه وعرفوه، لأنه لم يكن مجرد لاعب، بل رمزًا لكل ما هو أبيض ناصع، رمزًا للزمالك قبل كل شيء.