القاتل الصامت في قرى قنا.. سقوط منازل الطوب اللبن ينهي حياة 5 أطفال خلال شهر واحد
لم تكن سلسلة الحوادث التي شهدتها محافظة قنا خلال الشهر الماضي مجرد وقائع متفرقة لإنهيارات تقليدية في منازل قديمة، بل جرس إنذار يسلّط الضوء على كارثة صامتة تتكرر داخل القرى والنجوع الأكثر فقرًاواحتياجاً، حيث يعيش آلاف المواطنين تحت أسقف مهددة بالسقوط في أي لحظة.
خلال شهر واحد فقط، إنهارت عدة منازل مبنية بالطوب اللبن في مراكز متعددة بالمحافظة، أسفر عن وجود 5 أطفال ضحايا ،وعدة مصابين من الأهالي.
في وسط القرى الريفية، تنتشر مئات المنازل المبنية بالطوب اللبن، أغلبها مبني منذ عقود دون أساسات أو تدعيم هندسي، ومع ارتفاع نسبة الرطوبة والتقلبات الجوية، أصبحت هذه البيوت عاجزة عن الصمود أمام أقل مؤثر خارجي، لتتحول إلى فخاخ موت تحاصر سكانها.
يقول الأهالي إنهم يعيشون في حالة من الرعب المتواصل، ما بقيناش ننام خوفاً من إنهيار المنزل في أي لحظة، يقول أحد سكان منطقة الحميدات ببندر قنا، حيث إنهار جزء من منزل مكون من طابقين وتم إخلاءه وفرض كردون أمني دون إصابات الشهر الماضي.
تسلسل زمني لحوادث الشهر الأخير:ـ
2 أكتوبر – قوص جنوب قنا، حيث شهدت مدينة قوص، أول حوادث الشهر، بإنهيار منزل مبني بالطوب اللبن في منطقة السينما، ونجا السكان بأعجوبة بعد إخلاء المنزل دون إصابات، لكن الحادث كان الشرارة الأولى لسلسلة تتابعت بعدها.
25 أكتوبر – الحميدات ببندر قنا ،حيث إنهار جزء من منزل مكون من طابقين في منطقة الحميدات، وتمكّنت الأجهزة المعنية من إخلاءه في اللحظة الأخيرة، قبل أن ينهار بالكامل على السكان.
31 أكتوبر – أبوتشت شمال قنا نجع النجار بقرية الرواتب، استيقظ الأهالي على واحدة من أقسى وقائع المحافظة، بعد إنهيار سقف غرفة على أربعة أطفال نائمين، ما أسفر عن وفاة 3 شقيقات وهم :ـسما محمد عبده،11 عاماً، وجنا، 8 أعوام ،و وياسمين، 4 أعوام، وإصابة شقيقهم إسلام، 10 أعوام.
مشهد استخراج الجثامين من بين الركام هز مشاعر القرية بأكملها، وسط مطالبات بمحاسبة المقصرين وتوفير مساكن بديلة للأسر الأكثر احتياجاً.
13 نوفمبر – نجع حمادي شمال قنا، حيث تعرض منزل مكون من طابقين للانهيار في عزبة دنقل، دون وقوع خسائر بشرية.
13 نوفمبر – قوص جنوب قنا، وفي ذات اليوم ، شهدت قرية الحراجية حادثًا مأساويًا آخر بإنهيار منزل من الطوب اللبن، أسفر عن وفاة الطفلتين رنا، 10 أعوام، وشقيقتها ريناد محمد 14 عام، وإصابة إثنين آخرين من أفراد الأسرة.
يؤكد أحد المهندسين المحليين ،رفض ذكر اسمه أن 80% من منازل الطوب اللبن في القرى غير آمنة، وبعضها انتهى عمره الإفتراضي منذ سنوات طويلة، لكنها ما زالت مأهولة بالسكان لعدم وجود بدائل لهم.
ويقول أحد الأهالي، إن العديد من المواطنين يعجزون عن ترميم منازلهم أو الإنتقال إلى مساكن بديلة بسبب الظروف الاقتصادية.
ويضيف آخر أن غياب الجولات الميدانية وفشل التدخل المبكر من قبل الجهات المعنية يفاقم الكارثة، فرغم أن بعض المنازل أُخليت قبل الإنهيار، فإن حالات أخرى، مثل حادثي أبوتشت وقوص ،لم تشهد أي تدخل وقائي رغم ظهور التشققات قبل أيام من وقوع الحوادث.
وطالب الأهالي سرعة إجراء شامل لحصر المنازل المبنية بالطوب اللبن في مراكزالمحافظة وتوفير دعم مالي عاجل للأسر الأشد فقرًا وإطلاق برنامج ترميم أو نقل مشابه لبرنامج “حياة كريمة” وتفعيل لجان السلامة الإنشائية داخل كل وحدة محلية بالمراكز والقري ،وايضا تقديم التوعية للمواطنين بمخاطر الإقامة في المنازل المتصدعة والقابلة للانهيار المفاجئ.

تعليقات