ليونيل ميسي: لم أتخيل فكرة الرحيل عن برشلونة
فتح الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم فريق إنتر ميامي الأمريكي، قلبه عن فترته في برشلونة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتخيل الرحيل عن النادي.
وقضى ليونيل ميسي جزءًا كبيرًا من مسيرته الكروية بين جدران نادي برشلونة، وكتب تاريخًا مع النادي الكاتالوني، وأصبح معشوق جماهيره الأول خلال السنوات الماضية.
ويعتبر ليونيل ميسي الهداف التاريخي لنادي برشلونة، برصيد 614 هدفًا. قبل أن يرحل عن النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2021.
وأجرت صحيفة سبورت هذا اللقاء مع ليونيل ميسي، لفوزه بجائزة اللاعب الأكثر حبًا من من جماهير برشلونة، عبر التاريخ، والتي سيتسلمها الأسبوع المقبل.
لم أرحل عن برشلونة بالطريقة التي أريدها
وأحيا ليونيل ميسي شعور الحب بينه وبين جماهير برشلونة، في الحوار الذي أجراه مع صحيفة سبورت الكاتالونية، وننقله لكم في السطور الآتية:
كيف تشعر بالحب الذي يأتيك من برشلونة؟
ميسي: كل ما يصلني من جماهير برشلونة والمرحلة التي عشناها، يثير لدي الحنين والكثير من العاطفة، إنه شعور رائع، أفتقد تلك اللحظات، الآن أستمتع بها أكثر من شعوري وقتها، بسبب انشغالي اليومي والمباريات المتتالية والتفكير في المباراة التالية دون القدرة على الاستمتاع باللحظة نفسها. اليوم، والآن بعد مرور بضع سنوات، وأرى كل شيء من بعيد وبهدوء، أشعر به أكثر.
هل تعيش الذكريات السابقة وتسترجعها؟
ميسي: “بالطبع أحب استرجاع تلك الذكريات، لأنها كانت لحظات هامة جدًا في مسيرتي، وذات دلالة . الصور التي ظهرت في الفيديو كانت نقاطًا محددة مررت فيها بأحداث مهمة، إنها ذكريات جميلة تُسترجع بسرور”.
من الواضح أن الجماهير لم ينسوك
كان لدي شعور غريب بعد رحيلي عن الفريق، بسبب الطريقة التي انتهى بها كل شئ، ولعب آخر موسم بدون جمهور بسبب جائحة كورونا، أعتقد أنني تحدثت معك عن هذا من قبل، لم أرحل كما كنت أتخيل، كنت أتخيل أن ألعب كل مسيرتي في أوروبا مع برشلونة. ثم تي هنا كما فعلت، لأنه كان ما أريده. وكانت وداعتي غريبة قليلًا بسبب الظروف، لكنني أؤمن أن حب الناس سيبقى دائمًا، لما عشنا ومررنا به”.
وعلّق الصحفي: لفترة طويلة؟
فرد ميسي: “نعم أعتقد أنني قضيت 16 عامًا في الفريق الأول، وحوالي 20 أو 21 عامًا منذ أن وصلت إلى برشلونة وكنت أبلغ من العمر 12 أو 13 سنة. فهذا وقت طويل، والكثير من التجارب الحياتية، وبالطبع سيظل الحب والود موجودين دائمًا”.
واسترسل: “مع مرور السنوات، قد يبدو أن هناك لاعبين جدد وآمال جديدة، لكن يبقى ذلك الحب والشغف قائمين، نتيجة كل ما صنعته لدى الكثير من الناس. لأنك تركت أثرًا في الكثيرين، هناك من يحمل صورتك أو اسمك كوشم”.
وأكمل: ” هذا هو حال كرة القدم دائمًا، يظهر لاعبون جدد دائمًا، ولكن التاريخ لا ينسى. ليس معي فقط، بل مع كل من مروا على النادي، هناك أشخاص ساهموا في جعل النادي أكبر وأكثر تألقًا، وهم لهم دور مهم في تاريخه.
سيظل تاريخك حافلًا دائمًا بكل الحب، وهذا لا يمحى أبدًا. لقد تحدثت عن اللحظة الأكثر حزنًا ولكن ماهي أسعد لحظة؟
ميسي: “من الصعب أن أختار لحظة واحدة فقط، كنت محظوظًا لأنني عشت العديد من اللحظات السعيدة، عادة ما نفكر في الألقاب والإنجازات والأشياء المهمة التي حققناها عند الحديث عن السعادة. ولكن السداسية الأولى مع جوارديولا كانت استثنائية، وآخر دوري أبطال أيضًا مع لويس إنريكي، من الصعب أن أختار لحظة واحدة”.
ووجه صحفي “سبورت” سؤالًا عن التجارب مع برشلونة.
ميسي: “أعتز بكل ماعشته من تجارب خلال تلك الفترة، وكل النمو الذي وصلت له كلاعب وشخص، ولا شئ أكثر من ذلك، أحتفظ بهذه الذكريات، عندما أرى الصور والذكريات تتبادر إلى ذهني لمحات مما حدث، من ذلك الموسم، ما مررنا به وسأحتفظ بكل ذلك”.
السعادة ليست فقط بالألقاب.. إذا لم تنظر إلى الانتصارات، فماذا تبقى لك؟
ميسي: أنا ممتن إلى الله أنه أخذني إلى برشلونة عندما كنت طفلًا، ومع ولادة أطفالي في المدينة ومع كل مايخص النادي والمدينة بشكل عام، لأنني رحلت صغيرًا، ونشأت وقضيت حياتي كلها في برشلونة، هناك الكثير من الأشياء، ليست فقط في النادي بل في المدينة أيضًا. وأن تكون جزءًا من هذا النادي وتقضي حياتك في برشلونة هذا ما أحتفظ به”.
ميسي: مازالت أتابع مباريات برشلونة
هل تتابع برشلونة الآن؟ في باريس أخبرتنا أنك كنت تتابعه، والآن أعلم أنك تتابعه أيضًا
ميسي: “نعم بالطبع، وأكثر من ذلك. نحن عدة أشخاص هنا معًا – يقصد بوسكتس وألبا وسواريز، زملائه في إنتر ميامي وبرشلونة سابقًا- ونتبادل التعليقات دائمًا ونتحدث عن كل ما يدور في النادي وعن النتائج وطريقة اللعب”.
في برشلونة قُلت إنك سعيد ولكن عندما التقينا آخر مرة في باريس، لم تقل ذلك بالضبط، الآن يبدو أنك تعافيت بعض الشئ، ولكنك استعدت سعادتك بنتائجك.
ميسي: “يبدو الأمر كما لو أن باريس كانت كابوسًا، ولكنها لم تكن كذلك. عندما قُلت أنني لم أستمتع بوقتي فذلك لأنني لم أكن سعيدًا بما أكنت أفعله وأحبه، وهو كرة القدم والروتين اليومي والتدريب والمباريات لأنني ببساطة لم أكن أشعر بالراحة”.
ميسي: “ولكن بصراحة على المستوى العائلي كانت تجربتنا جيدة جدًا، فالمدينة رائعة واستمتعنا بها كثيرًا، كانت تلك المرة الأولى التي نغادر فيها برشلونة. وكان كل شئ جديد بالنسبة لنا، ولهذا كان الأمر صعبًا”.
ميسي: “أنا هنا، نحن بخير ونستمتع بالمدينة والحياة اليومية، كما قُلت سابقًا فالحياة هنا مشابهة جدًا لما كنت أعيشه في كاستيلديفيلس، النادي قريب ومدرسة الأطفال كذلك، كل شئ في متناول اليد ومريح، نعيش بعيدًا عن وسط المدينة، ميامي جميلة ولكن حركة المرور فيها كثيفة”.
كيف تأقلمت مع الدوري الأمريكي؟
ميسي: “الحياة اليومية هنا أكثر استرخاءً وبدون الكثير من الضغوط، وبدون الالتزام الكامل، رغم أنني كنت أرغب دائمًا في تحقيق الفوز، بالطبع نريد ذلك هنا ولكن الضغط مختلف وهذا يجعل الحياة أكثر استرخاءً أيضًا، ونستمتع أكثر بالعائلة والأطفال والتدريبات، وقضاء وقت أكثر في المنزل دون التفكير في كرة القدم، والتركيز على أمور أخرى”.
ميسي: “هذا يجعلك بطريقة أو بأخرى تعيش الحياة بشكل مختلف، لأن كثيرًا ماكانت تتحكم نتائج المباريات في مزاجي بالحياة اليومية، وأحيانًا كنت أصل المنزل منزعجًا وكان الوضع مختلفًا، لذا نحن بخير هنا”.

تعليقات