من حديد إلى زجاج.. من يحمي ظَهر منتخب المغرب “المكشوف” في كأس أمم إفريقيا؟
النكسة لا إعلان لها ولا سابق إنذار، بارعة في اختيار الوقت المناسب لتقصِم ظهرك، مُتمردة تضرب كل مخططاتك عرض الحائط، هكذا حال منتخب المغرب مع إصابات ترسانته الدفاعية، قُبيل محفل قاري يُقام ببلاده، فما القصة؟
بالأمس القريب لم يكن الحديث عن مشكلات دفاعية في منظومة وليد الركراكي واردًا، تواجد أشرف حكيمي ومزراوي على الطرفين الخلفيين، ويتوسطهما نايف أكرد وجنبه من توفّر من خيارات عدة، لكن المأزق اليوم لم يكن في الحسبان.
يجد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، نفسه أمام معضلة حقيقية مع اقتراب انطلاق كأس أمم إفريقيا، بعدما ضربت لعنة الإصابات خط دفاع “أسود الأطلس”، لتتحول إلى صداع مزمن في رأس الطاقم الفني، وتضع أكثر الخطوط تماسكًا في نسخة المونديال الأخيرة أمام اختبار قاسٍ في أدغال القارة السمراء.
إصابة أكرد وحكيمي تضع مدرب منتخب المغرب في ورطة!
لم تكن البداية من أشرف حكيمي، لكنه كان الضربة القاصمة، الظهير الأيمن الطائر الذي لا يُعوض بسهولة، إصابته مع باريس سان جيرمان جعلت الجميع يستحضر الهفوات التي ربما يتركها غيابه في الرواق الأيمن، ليُطرح السؤال المهم: هل سيغامر الركراكي بإشراكه في أولى المباريات القارية؟
لم يكد العاشق للمنتخب المغربي يلملم آسفه جرّاء إصابة القائد، حتى جاء النبأ الأسوأ من الجنوب الفرنسي، بالإعلان عن إصابة صمّام أمان “الأسود، نايف أكرد يغادر الملعب ومدربه يكشف أن لحاقه بأمم إفريقيا رهين راحته وعملية تعافيه.
مزراوي الزجاجي وسايس لا يحظى بثة الجماهير
في الجهة اليسرى، لا يبدو الوضع أفضل حالًا، نصير مزراوي عاد مؤخرًا من إصابة طويلة رفقة مانشستر يونايتد، وهو الآخر يُعرف عنه هشاشته العضلية وتعرضه المتكرر للغيابات، إلى جانبه آدم ماسينا الذي ما يزال يعاني من تداعيات إصابة الرباط الصليبي القديمة، فضلاً عن إصابات عضلية متقطعة تضع علامات استفهام حول جاهزيته البدنية.
العائد من بعيد رومان سايس، قائد المنتخب وصاحب الخبرة الطويلة، فيبقى أحد أهم الركائز، لكن عامل السن (36 سنة) وكثرة الإصابات جعلا المدرب مترددًا بين الاعتماد عليه أساسياً أو منحه دورًا محدودًا لتفادي أي انتكاسة بدنية.

وليد الركراكي بين نارين
في ظل هذا الواقع، سيكون على الركراكي أن يوازن بين المجازفة بالاعتماد على لاعبين غير جاهزين بنسبة 100٪، أو منح الثقة لأسماء جديدة تبحث عن فرصتها لإثبات الذات.
البدائل ذات الجودة الرفيعة في مراكز الدفاع غير متوفرة بالقدر الذي يمنحه التنوع، وعامل الوقت لاستعادة الحرس القديم لا يخدم وليد الركراكي، الذي بات مُطالبًا بحل سريع لمأزق حقيقي قبل كأس أمم إفريقيا 2025.
متى تنطلق بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب؟
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات العرس الإفريقي المنتظر بشكل رسمي، في الـ21 ديسمبر 2025 في المغرب، وتستمر حتى الـ18 من يناير 2026.

تعليقات