دليلك الشامل لفهم بيب جوارديولا.. الرجل الذي جعل المستحيل هو القاعدة في 1000 مباراة
في زمنٍ تُقاس فيه العظمة بالألقاب، ويُختصر المجد في الكؤوس اللامعة، هناك حكاية صغيرة تُركت على الهامش في عيون الجماهير، لكنها كانت الشرارة التي غيّرت شكل كرة القدم إلى يومنا هذا.
قبل أن تصبح الملاعب مسارح لـ”التيكي تاكا”، وقبل أن تولد مصطلحات السيطرة والضغط المذهل في كرة القدم، وفي يوم رمادي غائم في ملعب صغير عند أطراف كتالونيا، وعلى عشب صناعي رديء.. ومدرجات لا تتسع لأكثر من 2000 شخص.. هناك في ذلك الركن المتواضع من التاريخ، بدأ كل شيء.
ذلك الفريق لم يكن برشلونة الأول، لم يكن على ملعب كامب نو، كان مشهدًا عاديًا لا يلتفت إليه أحد، إلا أن رجلًا واحدًا كان يرى فيه ما لا يراه العالم.. كان ذلك الرجل بيب جوارديولا.
قبل 18 عامًا كانت البداية، واليوم أصبح أكثر المدربين شهرة وتتويجًا في تاريخ كرة القدم بالكامل! 18 عامًا مروا حين وقف على الخط كمدرب للمرة الأولى، والآن سيقود مباراته الـ 1000 عندما يلعب مانشستر سيتي ضد ليفربول غريمه اللدود، في مشهد عاطفي تمامًا حين يحتفل بذكرى خاصة ضد خصمه الذي اعترف بنفسه أنه السبب الرئيسي الذي جعله يصل إلى هذا المستوى من المنافسة.
اليوم يعد بيب أحد أكثر المدربين شهرة في تاريخ كرة القدم، لكن قبل 18 عامًا وتحديدًا في 2 سبتمبر عام 2007، كان يقف لأول مرة على الخط كـ مدرب كرة قدم، حيث تولى تدريب “برشلونة ب”.
ربما قد تتفاجئ بأن بيب الذي فاز بالسداسية مع برشلونة والثلاثية مع مانشستر سيتي وحقق ألقاب دوري وكؤوس في 3 دول مختلفة، وتوّج بدوري الأبطال 3 مرات، يعتبر أن أهم ألقابه في مسيرته بالكامل هو الذي حققه مع كان فريق يقبع في دوري الدرجة الرابعة في إسبانيا يومًا ما!
نعم ياعزيزي، في نظر بيب أهم وأنجح لقب هو الذي حققه في موسم 2007-2008، مع فريق برشلونة ب، وأن مباراته الأولى هي نقطة التحول في كل شيء.
أهم لقب في مسيرتي هو الدوري الذي فزنا به مع برشلونة ب.
بيب جوارديولا
فريق برشلونة ب في تلك الفترة هبط من الدرجة الثالثة إلى الرابعة، وهو فشل غير معتاد للفريق جعل خوان لابورتا الذي كان يُدير النادي الكتالوني في ولايته الأولى، وإلى جانبه المدير الرياضي تشيكي بيجيريستين يبحثا بشكل كبير عن مدرب جديد للفريق الرديف لإنقاذه.
وهنا جاء اسم بيب جوارديولا الذي وقف على رأس القائمة ووقع الاختيار عليه بالفعل عندما علم بيجيريستين أن جوارديولا حصل على رخصة التدريب بالفعل.
أول مباراة لـ بيب جوارديولا كانت ضد فريق يٌدعى “سي إي براميا”، وأقيمت المباراة على ملعب براميا دي مار، حينها حضر أكثر من 2000 مشجع ليس لمشاهدة المباراة، بل اسم بيب البالغ من العمر 36 عامًا وقتها هو ما أثار اهتمام الجماهير لتلك المواجهة.
“أتذكر كل شيء عن تلك المباراة، لقد عشتها في ذهني مرارًا، كان لدينا فريق مثير، لذلك كان الجمهور يريد رؤيتنا، ولكن وجود بيب جوارديولا جعل اليوم حدثًا كبيرًا”.
كويم أياتس مدرب سي إي براميا
أياتس مدرب فريق براميا وقت ولاية بيب لبرشلونة ب، يحكي لـ “ذا أثلتيك” البريطانية عن مدى جدية بيب جوارديولا منذ اليوم الأول، حيث يقول أن الإسباني المخضرم قبل أسبوع من مباراة برشلونة ب ضد براميا تواجد في مدرجات الفريق لمتابعة مباراة براميا الودية الأخيرة قبل انطلاق الموسم الكروي
يقول أياتس: “كنا نلعب ضد فريق أقل منا يُدعى فيلاسار دي دالت، كانت مباراة عادية جدًا، بعد 5 دقائق جاء مساعدي وقال لي: كيم.. أنظر بيب جوارديولا يجلس في المدرجات يراقبنا”.
بيب جوارديولا في ذلك التوقيت كان يحصل على المعلومات عن المنافسين بقيادة سيارته نحو الملاعب لرؤية تلك الفرق وهي تلعب، الأمور في 2007 كانت تُدار هكذا وليس مثلما يحدث حاليًا.
فيما بعد أحاط بيب نفسه بأسماء محل ثقة سهلت عليه المهمة كثيرًا، حين تعاون مع تيتو فيلانوفا كمساعد له، ودومنيك تورنت وكارليس بلانشارت كمحللين أداء، والثنائئ كانا خبيران بشكل كبير بكرة القدم الكتالونية بكل نواحيها عن ظهر قلب.
اليوم الذي غيّر كل شيء إلى الأبد
“الضغط العالي كان مبدأ ثابت في كتاب بيب جوارديولا منذ اليوم الأول الذي درّب فيه، لم نتوقع منهم أن يضغطوا بتلك الدرجة، حارس مرمانا لم يستطع التوقف عن فقدان الكرة أثناء اللعب من الخلف”
أياتس مدرب فريق براميا عن أول مباراة لـ بيب ضده
كان التشكيل الأساسي الأول لجوارديولا كمدرب في برشلونة ب يضم كلًا من: أويير أولازابال في المرمى؛ فالي، دافيد كوركوليس، تشافي توريس، فيكتور إسباساندين في الدفاع؛ ديماس ديلجادو، فيكتور سانشيز، وداني توريبيو في خط الوسط؛ وفي الهجوم إينيكو فرنانديز، إيميليو جيرا، وجناح صغير آنذاك كان يُدعى بيدريتو. هو نفسه بيدرو الذي نعهده جميعًا الآن.
بيب كان سببًا في ظهور تياجو ألكانتارا وسيرجيو بوسكيتس أيضًا حيث شارك الثنائي معه في برشلونة ب في تلك الفترة.
يحكي أياتس لـ”ذا أثلتيك” عن مباراة بيب الأولى مع برشلونة ب في الدرجة الرابعة، حيث بدأها المدرب الإسباني بأسلوب هجومي حاد، حيث خطط بيب لاعتماد نظام الضغط العالي من اليوم الأول.
تفاجئ أصجاب الأرض بهذا الأسلوب، حتى أن المدرب أياتس قرر إجراء بعض التغييرات بين الشوطين التي غيرت شكل المباراة تمامًا.
في الشوط الثاني سيطر براميا على اللعب ووجدوا طريقة للهروب من الضغط العالي لفريق جوارديولا، وقبل نهاية المباراة بـ 5 دقائق حصل فريق براميا على ركلة حرة قريبة من منطقة الجزاء بشكل كبير، تقدم لاعب يُدعى كارميلو كورتيز والشهير بإسم “ميلو” لتنفيذ تلك الركلة.
تلك الركلة الحرة لا تزال عالقة في ذهني. كانت تقريبًا في مواجهة مباشرة مع المرمى، وكل ما فكرت به هو أن أسدد الكرة بأقصى قوة نحو الحارس. انطلقت مثل الصاروخ، وأحسست فورًا أنها تسديدة رائعة، لكنها ارتطمت بالعارضة! كان كل شيء مُعدًا لظهور جوارديولا الكبير ذلك اليوم، ولو سجلت لربما كنت قد أقسدت الحفل.
كارميلو كورتيز “ميلو” لـ ذا أثلتيك
ميلو حاليًا يبلغ من العمر 42 عامًا، وأصبح سائق حافلة تربط بين ماتارو وبرشلونة، ويصف نفسه بأنه عاشق كبير لبرشلونة ومغرم بشكل خاص بـ بيب جوارديولا الذي يعتبره نجمه المفضل من طفولته.
يحكي ميلو عن موقف طريف حدث بين بيب جوارديولا وبيدرو قبل نهاية المباراة بدقايق والنتيجة كانت لا تزال 0-0.
قبل صافرة النهاية بقليل، سقط بيدرو على الأرض وطالب بخطأ أمام مقاعد البدلاء. لا زلت أذكر بيب وهو يتقدم نحوه، يمسكه من قميصه ويرفعه كما لو أنه لا يزن شيئاً، وهو يصرخ ويقول: “من الأفضل أن تبدأ بالركض للدفاع، لأنهم سيقضون علينا!” نسي بيدرو الخطأ وركض إلى الخلف بجنون، في ذلك الوقت، كانت هناك شائعات بأنه قد لا يستمر مع برشلونة ب. لكن أعتقد أن بيب أحبه عندما بدأ العمل معه، وقد اتضح أنه لم يكن مخطئًا.
ميلو لاعب براميا السابق
يُقال أن بيب لم يُكمل موسمه الأول بعد مع برشلونة ب، وتفاجئ بعرض من خوان لابورتا بترقيته لتدريب فريق برشلونة الأول، كان ذلك في أبريل عام 2008 حين رُزق بيب بطفلته الثالثة وأثناء زيارة لابورتا له في المستشفى لتهنئته.
كان رد بيب مفاجئ حين قال لـ لابورتا: “لن تملك الجرأة للقيام بذلك”، لكن لابورتا رد عليه في الثامن من مايو بعد يوم واحد من هزيمة برشلونة 4-1 أمام ريال مدريد في الدوري، وأعلن البلوجرانا حينها أن رايكاردو سيرحل وسيتولى بيب بدلًا منه في بداية الموسم الجديد.

في الوقت نفسه، كان بيب يحتفل مع برشلونة ب بصدارة دوري الدرجة الرابعة، والمفاجأة ياعزيزي أن بيب فاز باللقب بعد حصوله على 83 نقطة، وبفارق “نقطة” عن سانت أندرو صاحب المركز الثاني، يبدو أن بيب يعشق تلك التفصيلة منذ زمن!
بعد ذلك الحدث الذي يعتبره جوارديولا الأهم في مسيرته، تولى تدريب فريق برشلونة الأول، والبقية تاريخ ياعزيزي.
جوارديولا يجعلك تريد الموت من أجله!
عندما كان الاختيار بيد بيب جوارديولا لأول مرة لاختيار من سيكون قائدًا لفريق مانشستر سيتي.. اختار برناردو لأن يكون هو القائد، تعبيرًا عن مدى ثقته الكبيرة في اللاعب., لذا فكان من السهل أن يكون أكثر لاعب خاض مباريات تحت قيادة بيب.
المباريات التي يدخلها السيتي بدون برناردو في التشكيل الاساسي ربما يمكن عدها على أصابع اليد من ندرتها، وربما لكثرة إصابات دي بروين مؤخرًا لكان لحق ببرناردو أيضًا، لأن الثنائي لا يمكن أن يجلسا مع بيب على مقاعد البدلاء إلا لأسباب قوية للغاية.

أظن أنه حين وصل، كان يخطط للبقاء 3 أو 4 سنوات. هذا ما كان يُقال.. ثم شعر بأنه في بيته، أسمع كل عام أنه موسمه الأخير، هذا يحدث منذ خمس سنوات! لكنه لا يزال مستمرًا.
برناردو سيلفا قائد السيتي الحالي عن بيب
يقول سيلفا عن مدربه المخضرم لـ”ديلي ميل”: “ليس من السهل وصف بيب. كونه كان لاعبًا كبيرًا وفاز بالكثير يساعده، لكن أعتقد أنه يفهم ما يعنيه ذلك. من ناحية المفاهيم الهجومية، فإنه ينقلك إلى مستوى آخر. إنه مختلف عن بقية المدربين، أنت لم ترَ مانشستر سيتي يومًا يلعب بالطريقة نفسها دائمًا، نحن نغيّر باستمرار، وذلك لأنه يعتقد دائمًا أنه إذا لم نتغير، فسيتأقلم الآخرون علينا وسيكونون قادرين على التحكم في الطريقة التي نلعب بها”.
حكى سيلفا أن أحد لاعبي مانشستر سيتي كان قد انضم حديثًا للفريق، وفي عامه الأول جلس على مقاعد البدلاء في مباريات كثير، واعترف هذا اللاعب لهم في إحدى المرات بأن تلك كانت المرة الوحيدة في مسيرته التي لم يستطع فيها أن يشكو من جلوسه على مقاعد البدلاء.
يقول سيلفا أن هذا اللاعب لاحظ خلال أسابيع أنه لا يمكن التشكيك في بصيرة جوارديولا بشأن كيفية سير المباريات.
حتى أن أحد المصادر داخل مانشستر سيتي قال في تصريحات لـ”ديلي ميل”: “لقد ارتبط اللاعبون ببيب. إنه يقنعك، يجعلك تريد أن تموت ليس من أجله فقط، بل من أجل الجميع أيضًا”,

برناردو قال لـ “ديلي ميل” البريطانية إن صدق جوارديولا مع اللاعبين هو ما يجعله مختلفًا، يقول سيلفا أن بيب عقد اجتماعًا عامًا مع الفريق بالكامل في يناير 2025 حين كان السيتي يعاني الآمرين في موسمِ صعب للغاية وبعد هزائم متتالية في كل البطولات، تحدث فيه كل لاعب حتى الأكثر هدوءًا عن مخاوفه في ذلك الوقت، وكان ذلك نقطة تحول، حتى أنهم أنهوا الموسم في المركز الثالث.
أما عن الجانب المجنون في شخصية بيب، استعاد سيلفا ذكريات من موسم 2017-18 حين كان الفريق يسحق الجميع، يقول سيلفا: “سألنا بيب: هل أنتم متعبون؟ لم ينتظر إجابة أحد ثم بدأ يصرخ على الجميع وهو يقول: “إلى الجحيم!”.. هذا النوع من الطاقة نحن نعرفه! إنه يعرف متى يصرخ علينا قليلًا ليٌبقي الجميع في حالة انتباه له، أحيانًا يقول أشياء يعلم أنها غير منطقية، فقط ليصدمنا ويوقظنا”.
مثلما حدث حين صرخ فيهم لأنهم لا يريدون السيطرة على الكرة جيدًا بين شوطي مباراة سبورتنج لشبونة بدوري الأبطال، رغم أنهم كانوا متقدمين 4-0 بالنتيجة.
اللاعبون الأكثر ظهورًا تحت قيادة بيب جوارديولا
| اللاعب | عدد المباريات تحت قيادة بيب جوارديولا |
|---|---|
| بيرناردو سيلفا | 421 |
| كيفين دي بروين | 381 |
| إيديرسون مورايس | 372 |
| إلكاي جوندوجان | 358 |
| فيل فودين | 332 |
| كايل ووكر | 319 |
| رحيم ستيرلينج | 292 |
| جون ستونز | 287 |
| رودري | 273 |
| فيرناندينيو | 244 |
جوارديولا لا يُدرب إلا الفرق المليئة بالنجوم؟
رغم أن السنوات التي قضاها بيب جوارديولا في برشلونة (4 سنوات) أقل بكثير من تلك التي قضاها مع السيتي، إلا أن ليونيل ميسي على رأس قائمة الأكثر تسجيلًا للأهداف تحت قيادته حتى الآن.

المفاجئ أن هالاند الذي وصل إلى السيتي منذ 4 مواسم سجل أكثر من نصف ما سجله ميسي تقريبًا فقط!
والمثير أن بيب الذي درّب السيتي في 10 سنوات ماضية، لم يقدر أي لاعب في ملعب الاتحاد الاقتراب حتى من رقم ميسي الذي صعنه في 4 سنوات فقط!
اللاعبون الأكثر تسجيلاً لـ الأهداف تحت قيادة بيب جوارديولا
| اللاعب | عدد الأهداف تحت قيادة بيب جوارديولا |
|---|---|
| ليونيل ميسي | 211 |
| إرلينج هالاند | 142 |
| سيرجيو أجويرو | 124 |
| رحيم ستيرلينج | 120 |
| فيل فودين | 104 |
| جابرييل جيسوس | 95 |
| كيفين دي بروين | 92 |
| توماس مولر | 79 |
| رياض محرز | 78 |
| بيرناردو سيلفا | 73 |
لكن السؤال.. كيف استلم جوارديولا فريق برشلونة، عزيزي هل تعلم أن أول اسمين حاول بيب التخلص منهما في الفريق الكتالوني هما: رونالدينيو وإيتو!
مدرب غير بيب ربما لن يحلم بأكثر من ذلك، سيفكر فقط بأن لديه فريق مليء بالنجوم والجواهر فلا تهم شخصياتهم وقتها، لكن رغم المهارات التي كان يقدمها رونالدينيو والأهداف التي يسجلها، إلا أن البرازيلي كان سلوكه غير احترافي تمامًا، حيث يأتي إلى تدريبات برشلونة في وضعية السُكر بعد سهره طوال الليل في الحفلات والملاهي الليلية!
أما صامويل إيتو فكان لديه من الغرور ما يكفي لاحتلال كوكب الأرض بالكامل، لاعب لا يتقبل النقد أبدًا ولا يأخذ النصيحة بعين الاعتبار.
لذا حين تخلص بيب من الثنائي، أعاد هيكلة الفريق، ودمج ليونيل ميسي في مركز المهاجم الوهمي، حتى أصبح الأرجنتيني يلعب بحرية أكبر، معتمدًا على قدراته ومهاراته الفردية، ربما كل هذا لعب دورً كبيرًا في أن يصبح ميسي أسطورة الآن وفي تاريخ كتبه جوارديولا مع جيل ذهبي من البلوجرانا هناك في كامب نو.. والبقية تاريخ الجميع يشهده ويعرفه جيدًا.

(المصدر:Gettyimages)
هناك قصص كثيرة يمكن سردها بخصوص صرامة بيب جوارديولا مع لاعبي الأندية التي دربها تؤكد لك أن النجوم والأسماء الكبيرة لا تعني شيء له، وإذا خالفت التعليمات سيكون مكانك هو مقاعد البدلاء وليس الملعب.
مثلًا حين ذهب إلى بايرن ميونخ، كان هناك مباراة هامة للغاية ضد أتلتيكو مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2015/16، في مباراة الذهاب تياجو ألكانتارا لم يُطبق تعليماته فقرر أن يضعه على مقاعد البدلاء في مباراة الإياب، تخيل مدرب قرر وضع عموده الفقري وأساس فريقه على الدكة والمغامرة ببطولة بالكامل!
مثلما فعل مع فرانك ريبيري في مباراة الذهاب ضد أتلتيكو مدريد أيضًا، قرر وضعه على مقاعد البدلاء لأسباب فنية، ولم يلتف أبدًا لغضب ريبيري والذي كان كفيلًا بأن يشعل نيران بافاريا بالكامل.
وفي مانشستر سيتي قرر وضع أسطورة النادي سيرجيو أجويرو على مقاعد البدلاء، في حدث لم تتخطاه الصحافة وقتها ولم يمر مرور الكرام أمامهم، لكن رؤية بيب ونظرته الفنية فوق كل لاعب حتى ولو كان أسطورة.
كذلك الحال مع يايا تورية والخلاف الأشهر على الإطلاق بين لاعب ومدرب، وقتها بيب أخذ تورية وتحدث معه على انفراد وقال له جملة واحدة فقط: “يايا إذا تريد اللعب مجددًا مع السيتي على وكيل أعمالك الاعتذار لي”، بكل سهولة ستجلس على مقاعد البدلاء حتى يعتذر لي وكيلك على تصريحاته المسيئة ضدي! وهو ما حدث فيما بعد وانتهى الخلاف.
أما بشأن طلب بيب جوارديولا دائمًا أسماء كبير ونجوم في الأندية التي يُدربها، سأذكرك بالوضع الخاص به مع إدارة بايرن ميونخ.
حين تولى تدريب بايرن ميونخ، طلب من إدارة البافاري التعاقد مع نيمار دا سيلفا، نعم هو البرازيلي الذي نعهده، جوارديولا كان يحبه جدًا ويريد تدريبه في بايرن!
لكن تفاجئ برد إدارة بايرن الذي جاء في محتواه أن اللاعبين البرازيليين لن يتحملوا اللعب في أجواء الدوري الألماني وبرودة الطقس هناك، ومن ثم قررت الإدارة التعاقد مع ماريو جوتزه بدلًا من نيمار.
فيما بعد كشف تقرير في صحيفة “بيلد” الألمانية، أن بيب فكر أيضًا في جلب داني كارفخال إلى بايرن ميونخ، لشدة حبه في أسلوب لعب الإسباني، لكن إدارة بايرن فضلت الذهاب والتعاقد مع فيدال.

بيب جوارديولا الذي يقولون عنه دائمًا أنه لا يُجيد تدريب الأندية إلا بوجود نجوم جاهزة، استغنى عن النجوم في برشلونة “رونالدينيو وإيتو” وحدث بينه وبين إراهيموفيتش صدام قاسي أيضًا هناك، وطلب النجوم بالفعل في بايرن ولم تستجيب له الإدارة، بل تعامل بالمتاح وباللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار فعلًا من جانب إدارة البافاري، لم يكتفِ بالتعامل بل أخرج من الجميع أفضل نسخة منه، حتى فيدال وجوتزه كانوا الأفضل تحت رايته لفترات.
أرسنال لن يجلس جوار ليفربول عند بيب ولاعبيه
8 مواسم سابقة تقاسمها مانشستر سيتي وليفربول في لقب الدوري الإنجليزي، في 3 مواسم ماضية كنت تسمع مقولة أرسنال يقترب من العودة، لكنه أبدًا لم يعود.
مرارًا نسمع جملة أرسنال سيعود لمنصات التتويج هذا الموسم، وفي أشهر الضغط قبل نهاية الموسم يتراجع بشكل غريب مراكز إلى الخلف ويتوج إما مانشستر سيتي مع بيب أو ليفربول سواءً مع كلوب أو سلوت حاليًا.

لاعبو مانشستر سيتي في مقدمتهم القائد برناردو سيلفا، حين وجه الصحفيين سؤال عما إذا كان أرسنال منافس لهم بالفعل، كانت الإجابة وافية بأنهم لا يعتبرون أن هناك منافس لهم في إنجلترا سوى ليفربول.
ربما لأن ليفربول فاز بالفعل بالدوري الإنجليزي، بينما لم يفز أرسنال.. ليفربول كان دائماً يواجهنا وجهاً لوجه، للفوز بالمباريات، ومن هذا المنظور، لم تكن مبارياتنا ضد أرسنال مثل لقاءاتنا مع ليفربول، ولا تزال كذلك.
برناردو سيلفا عن تفضيل المنافسة مع ليفربول وليس أرسنال
الأندية الأكثر تلقيًا لـ الخسارة ضد بيب جوارديولا
| النادي | عدد الخسائر أمام فرق بيب جوارديولا |
|---|---|
| أرسنال | 20 |
| بيرنلي | 18 |
| ويست هام يونايتد | 17 |
| مانشستر يونايتد | 16 |
| بورنموث | 16 |
| تشيلسي | 15 |
| إيفرتون | 15 |
| نيوكاسل يونايتد | 14 |
| ليستر سيتي | 13 |
| ساوثهامبتون | 13 |
| برايتون | 13 |
| فولهام | 13 |
| ريال مدريد | 13 |
ليفربول الخصم الأعظم
لو كان عليّ أن أختار خصمًا واحدًا لهذه المناسبة الشخصية – المناسبة التي أود مشاركتها مع الكثير من الناس – فسيكون ليفربول هو الخصم الأفضل، لأنني قضيت في هذا البلد الفترة الأطول من مسيرتي، فمن الطبيعي أن يكون لبرشلونة تأثير كبير على حياتي كلاعب كرة صاعد، كلاعب محترف، وكمدرب، وكان بايرن خطوة مذهلة أيضًا، لكن ليفربول، وخاصة مع يورجن، كانوا أكبر خصم لنا في هذا البلد، ولا يمكن أن تكون الأمور أفضل من ذلك، بصراحة.
بيب جوارديولا عن أفضل خصم له في مسيرته كمدرب
يعترف بيب جوارديولا بأن ليفربول هو أعظم خصومه، وأنه الفريق المثالي لمواجهة مانشستر سيتي في مباراته التاريخية رقم 1000 كمدرب.
المنافسة مع ليفربول هي ما يمكن وصف فترة جوارديولا في إنجلترا بها، حيث تقاسم مانشستر سيتي وليفربول آخر 8 ألقاب من البريميرليج معًا، حين فاز السيتي بستة منها بينما حصد الريدز لقبين، وقدم الثنائي ملحمة تاريخية في الصراع على اللقب في جولته الأخيرة في موسمين أو ثلاثة على الأقل، لم تكن منافسة سهلة أبدًا أبطالها بيب جوارديولا ويورجن كلوب.
جوارديولا الذي درّب برشلونة ب، ثم برشلونة، ثم بايرن ميونخ، والآن مانشستر سيتي على مدار 18 عامًا في مسيرته التدريبية، سيصل الآن إلى هذه المحطة التاريخية في مباراة لن تكون سهلة أبدًا وربما تكون حاسمة لفريقه أو لفريق ليفربول حيت يحاول الثنائي ملاحقة أرسنال متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي حاليًا بفارق 7 نقاط.
الأندية الأكثر فوزًا ضد بيب جوارديولا في 999 مباراة
| النادي | عدد مرات الفوز على فرق بيب جوارديولا |
|---|---|
| ليفربول | 10 |
| توتنهام هوتسبير | 10 |
| مانشستر يونايتد | 9 |
| تشيلسي | 8 |
| ريال مدريد | 7 |
| أرسنال | 6 |
| ليستر سيتي | 4 |
| بوروسيا دورتموند | 3 |
| كريستال بالاس | 3 |
| برايتون | 3 |
| ولفرهامبتون واندررز | 3 |
| أتلتيكو مدريد | 3 |
| أستون فيلا | 3 |
جوارديولا وكلوب.. المنافسة تخلق حب من نوعِ خاص
صحيح أن لدينا منافستنا مع يونايتد، لكن ما حدث خلال فترة يورجن وفترتنا جعل هذه المنافسة الأكبر والأضخم، استمتعت كثيرًا بهذه المنافسة الصحية بين الناديين. لقد شعرت دائمًا بمدى الاحترام المتبادل. من جانب يورجن ومن جانبي، نحترم بعضنا كثيرًا. يورجن منحني الكثير، أفتقده، لأنه كان يجبرني على التفكير والعمل بجهد كبير لكي أتغلب عليه وأصبح أفضل.
بيب جوارديولا عن المنافسة مع يورجن كلوب
واجه جوارديولا، البالغ من العمر 54 عامًا، فريق ليفربول بقيادة يورجن كلوب 22 مرة، فاز في 7 منها، وخسر 8 مرات، وتعادل في 7 مباريات أخر.
لكن العلاقة بين بيب ويورجن لم تبدأ هنا في البريميرليج وقصتهم الخالدة في الصراع بين مانشستر سيتي وليفربول، هناك سابقة حدثت في البوندسليجا حيث يسيطر بايرن ميونخ على كل شيء، وبوروسيا دورتموند الذي جاء من حيث لا يدري البافاري مع كلوب، ليقدم ملحمة جديدة في السنوات التي قضاها بيب هناك.

فمثلًا، حين جاء موعد مباراة بيب الأولى مع بايرن كمدرب، كان خصمه هو دورتموند مع مدربه كلوب!، حينها دخل الفريقين المباراة في محاولة لخطف السوبر الألماني، ويورجن انقض على الكأس حينها في بداية موسم 2013 وفاز باللقب بعد مباراة ماراثونية انتهت 4-2 لدورتموند. الصراع بين بيب وكلوب على السوبر استمر حتى الموسم التالي 2014 حين فاز دورتموند مجددًا باللقب بنتيجة 2-1 على بايرن جوارديولا، ثم خطف منه لقب كأس ألمانيا في الموسم نفسه بنتيجة 2-0.
حتى انتهى الصراع برحيل بيب إلى مانشستر سيتي ليتفاجئ بـ مجئ يورجن كلوب إلى ليفربول، لتبدأ حكاية جديدة بينهما كان المستحيل هو القاعدة الأولى فيها، حيث حاول الثنائي تجسيده حرفيًا على مدار سنوات طويلة بينهما هناك، وحاليًا رغم استمرار بيب واعتزال يورجن المؤقت وابتعاده عن التدريب، لا زالت هناك علاقة قوية تجمعهما معًا، يٌقر بيب بأن يورجن من أكثر المدربين قربًا إلى قلبه وهكذا كلوب أيضًا.
حتى حين قام المسؤولين في شبكة “سكاي سبورتس” بجمع كلمة من المدربين الأقرب لـ بيب، كان يورجن أولهم، وحين شاهده بيب تغيرت لغة جسده تمامًا تعبيرًا عن فرحته برؤيته، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو وملاحظة ملامح بيب مع كل ظهور لشخص، وتحديدًا في لحظة ظهور يورجن.
حتى عند سؤال بيب مؤخرًا عمّا إذا كان يرى أن ليفربول مع كلوب هو الفريق الذي دفعه للتطور أكثر من غيره، قال جوارديولا: “بالتأكيد، من حيث التوقيت.. أعتقد أننا دفعنا ليفربول ليصبح أفضل، وهم دفعونا لنصبح أفضل أيضًا، هذا أمر مؤكد”.
المدربون الأكثر خوضًا لـ المباريات ضد بيب جوارديولا
| المدرب | عدد المباريات ضد بيب جوارديولا |
|---|---|
| يورجن كلوب | 30 |
| ماوريسيو بوتشيتينو | 25 |
| جوزيه مورينيو | 25 |
| شون دايتش | 18 |
| إيدي هاو | 18 |
| ديفيد مويس | 18 |
| أوناي إيمري | 18 |
| ماركو سيلفا | 15 |
| ميكيل أرتيتا | 15 |
| مانويل بيليجريني | 14 |
| آرسين فينجر | 14 |
| كارلو أنشيلوتي | 14 |
دع التاريخ يتحدث عن عظمتك وليس الأرقام
ربما هو الرقم 11 من بين المدربين الأسبان وصولًا لـ 1000 مباراة، لكنه الأعظم بتاريخه وألقابه والنجوم التي نثرت سحرها تحت قيادته في ثلاث دوريات مختلفة.
39 بطولة كافية لقول أنه المدرب الأعظم؟ نعم الآن فقط دخل قائمة الـ 1000 مباراة، لكن إنجازاته كافية لأن يتقدم على جميع من سبقوه في عدد المباريات.
حصل بيب على 12 لقب دوري في 3 دول مختلفة؛ بينهم 3 ألقاب دوري إسباني مع برشلونة، و3 ألقاب دوري ألماني مع بايرن ميونخ، و6 ألقاب دوري إنجليزي مع مانشستر سيتي.

بخلاف الكؤوس فقط حقق 10 ألقاب منها، 2 كأس ملك إسبانيا، 2 كأس ألمانيا، 2 كأس الإتحاد الإنجليزي، 4 كأس الرابطة الإنجليزية. وأيضًا لديه 6 ألقاب من السوبر المحلي؛ 3 منهم سوبر إسباني و3 كؤوس من بطولة الدرع الخيرية حققها مع السيتي.
أما لقب دوري أبطال أوروبا، البطولة الأغلى على قلوب مدربين القارة العجوز، فقط حققه 3 مرات، 2 منهم رفعه رفقة الجيل الذهبي الذي صنعه بنفسه في برشلونة، ولقب وحيد مع مانشستر سيتي، يكفي القول بأنه اللقب الأول للسيتيزينز من ذات الأذنين.
وحصل بيب على السوبر الاوروبي 4 مرات، 2 برشلونة، 1 بايرن ميونخ، 1 مانشستر سيتي، كما حقق كأس العالم للأندية في 4 مناسبات؛ 2 برشلونة، 1 بايرن ميونخ، 1 مانشستر سيتي، يكفي القول بأنه إذا لعب نهائي بطولتي السوبر الأوروبي أو كأس العالم للأندية يحصل على اللقب.
بيب على مدار تاريخه التدريبي لعب 999 مباراة، حقق الفوز في 715 منهم وخسر 128، بينما تعادلاته كانت أكثر من خسائره ياعزيزي فقد سقط في فخ التعادل في 156 مباراة.
المدربون الأسبان الأكثر خوضًا لـ المباريات فى تاريخ كرة القدم
| المدرب | عدد المباريات في مسيرته التدريبية |
|---|---|
| رافا بينيتيز | 1207 |
| جريجوريو مانزانو | 1154 |
| لويس أراجونيس | 1151 |
| ميجيل ألفاريز خورادو* | 1133 |
| ميجيل أنخيل لوتينا | 1130 |
| خوسيه بوردالاس* | 1180 |
| أوناي إيمري* | 1082 |
| خواكين كاباروس | 1081 |
| أنطونيو إريوندو | 1070 |
| خوسيه لويس مينديليبار | 1065 |
| بيب جوارديولا | 1000 |
التاريخ يحدث في لحظة.. فهل يفعلها بيب؟
الآن اقتحم قائمة الـ 1000 مباراة، وأمامه هدف أكبر وهو السيطرة على الأكثر تتويجًا بالألقاب وكسر هيمنة السير أليكس فيرجسون فهل يفعلها؟
10 ألقاب فقط ربما إذا سيطر على كل الألقاب هذا الموسم 2025-2026 سيحقق 7 منهم فقط، ويبقى أمامه 3 آخرين يمكن تحقيقهم في الموسم المقبل.
| المدرب | عدد البطولات |
|---|---|
| أليكس فيرجسون | 49 |
| بيب جوارديولا | 39 |
| ميرسيا لوشيسكو | 35 |
| فاليري لوبانوفسكي | 33 |

تعليقات