هاي كورة – قدّمت الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا درسًا كرويًا بليغًا: الركض وحده لا يكفي لتحقيق الانتصار، بل كيفية استغلال الجهد هي ما يصنع الفارق.
بحسب صحيفة سبورت الكتالونية، أظهرت إحصائيات اليويفا أن برشلونة قطع مسافة أكبر من باريس سان جيرمان (117 كم مقابل 114)، لكن فريق لويس إنريكي عرف كيف يسيطر على اللقاء بذكاء تكتيكي وفعالية أعلى، ليحسم الصراع لصالحه في الشوط الثاني.
دخل برشلونة المباراة بشخصية قوية رغم الغيابات، وفرض أسلوبه في أول 35 دقيقة عبر تداول سريع للكرة وسيطرة نسبية (53% مقابل 47%).
برز بيدري ودي يونغ في صناعة الإيقاع، فيما قدّم إريك غارسيا صلابة لافتة بتمريرات شبه مثالية (52 من 56)، إضافة إلى أداء مثالي من جيرارد مارتين (29 من 29 تمريرة ناجحة).
لكن كل شيء تغيّر بعد الاستراحة. فقد رفع إنريكي منسوب الضغط، ليجد برشلونة نفسه عاجزًا عن الخروج بالكرة، فيما استغل باريس المساحات بذكاء.
أرقام التمرير كشفت الفارق: برشلونة تراجع من 242 تمريرة ناجحة في الشوط الأول إلى 118 فقط في الثاني، بينما قفز باريس من 176 إلى 241.
النتيجة: استحواذ شبه مطلق للباريسيين (62% مقابل 38%) في النصف الثاني من اللقاء.
رغم أن برشلونة ركض أكثر، إلا أن الجهد البدني لم يكن بنفس الكفاءة.
الفريق الكتالوني بدا مرهقًا في الحفاظ على التوازن بدون كرة، بينما أظهر لاعبو باريس انتعاشًا أوضح وقدرة على فرض الإيقاع حتى النهاية.
برشلونة بدأ المباراة بجودة وشخصية، لكن باريس سان جيرمان عرف كيف يعيد صياغة خطته ويقلب المعادلة بين الشوطين.
الغيابات كانت موجودة لدى الفريقين، إلا أن الفارق حُسم بقدرة أحدهما على التكيّف والتجديد، وعجز الآخر عن الاستمرار بنفس النسق.
