بقلمي الكاتبة والباحثة الدكتورة جعدوني حكيمة
الأمة المنحطّة، التي لا تستحق الحياة، هي التي ترضى بذلّها، وتتنازل عن حريّتها واستقلالها، وتقبل أن تضع يدها فى يد غاصبها؛ فمثل هذه الأمة أحطّ الأمم، وأدناها منزلة، وهي أَولى بالزوال والفناء… والله لا يظلم مثقال ذرّة
عالم الجواري الأزرق بات يجهـل مـا يجـري والأغبى منـه أنها لا تـدري،
أزقّتــــه تشوبها لفحات نيران الفراااااغ
تأكل أخضر العقول وتجفّف مياه الوعي …
ولا صدقٌ دامغ ولا علمٌ و لاعفّـــة ولا تفكير…
كلّه تمثيل على تمثيل …
ترى معهن سوى #أشباه_المسخ
يترنّحون هنا و هنااااااك،
يتسكّعون بينهم ويمرحون ويضحكون ويجرفون مع تربتهم الضحلة
ذوي العقول الفاسدة، دون بوصلة ولا وِجهة، لا تربية ولا مستوى، سوى التهرّب من الحق.
لا كلام مفهوم إلا الصمت حتى لا تُكشف الخبايا العفنة خلف الظل …
هذه هي نهاااية المطاف وليس كما تظنون …
ليتكم تُدركون حجم الخسارة، وتنتشلون عقولكم من هاوية الهلاك المحتوم،وتلحقوا بالركب،
فـساعةُ الحقيقة… عقاربُها باتت تجري كلمحِ البصر،
من إمرأة قائمة بالعدل، تذوّق الظالم طعم السوء الذي اقترفته يداه منذ عقود مضت،
فبعدما كان المغتصب السري كالطاعون يغرس سيف الغدر في الظهر،
وفـي بلد ووقت مجهول يؤنس وجهـه الصخـري بمناديـل الهـوى المحرم القهـري وفـي ســروال أسـتـاذ وتحـت عمامـة المتخفي وفي أقراص مخدر ومنـع الحمـل.
أسير يختبئ في العتمة بزغت في عالمه شمس غريبة كشفت القناع عن الفحش.
كمن كان شاهد على جريمة قتل طفل بريء
وإعتداء وإغتصاب وطقوس وزور وكتم ..
كمنافق انغمس في الرذيلة ممدِدًا رغبته
في ركوب الفضول؛ ليرى المزيد من الضحايا للأجيال الغلف…
فجاءه من بعد الارتياح سجنا طويل الأمد،
مجموعة أشخاص مجانين بالفطرة تقاسموا ..
نيّة التفكير في الحيلة والمكر والخيانة والسحر والفجور
والأذيّــــة بأرخص أنواع الظلم …
خداع منافقٍ لصاحبه المنافق، وأخٌ كاذبٌ لأخيه الكاذب، وزوجةٌ متاحةٌ لزوجها المخمور.
ليس في إدّعاء الكلام المتصنّع المتلوّن فقط،
بل حتى بالإستهتار والوشاية بالخصوصية
وزوال وأد السلامة وقطع الأمان والبطش وإساءة الظن
والتنقيص من القيم والخلق القويم وإتباع القطيع،
والإتهام المخلّ بالحياء، دون خجلٍ وتقزيمٍ للمسؤولية والواجب والنهب المتواصل وسفكِ دم العذراء بخنجر التهديد والفضح
كالإيقاع بالمرأة المخدوعة في مكيدة العبودية الصريحة،
وسلب العفّـــة من قلبها، كما سُلِب منها الشرف والعقل معا والفهم،
فانعدمت الثقة وظهر الغُلوّ في الطباع وساد الغشّ والاعتماد على الرشوة والإشادة بالفاسق المتّكل على مال المجنون وعلى سكوت الأخت الضحية والعبث ..
إرتُكِبت المجازر الشنيعة بين أفراد العائلات الواحدة،
فخرج لهم أولادٌ سفهاء، بُلَهاءٌ لا يؤتمن لهم جانبٌ عن مسار الحدود والمعقول والمألوف والعُرف …
وأذّن السارق بينهم أنه صار مبجّلًا وفعله البغيض، صنّف شجاعةً وإقدامًا وعن قصد …
وفتيات لهم أضحوا لهؤلاء المعتوهين مَغنَمًا وفرص ومتعة متاحة، وبعدها إدمان ودفن أسرار الفضاعة والمقت.
فضاع بعدها الوعد والعهد والمبدأ والسبيل والدين …
فقام القتل بينهم وشاع فيهم، ليكون هرْجًا ومرجًا،
فلم يعد يكفيهم إهلاك الجسد وحسب،
بل تمادى اللؤم في صدورهم للتنكيل والتمثيل والتغنّي به والتستّر على المجرم وراء قناع رجلٍ مخدوع يغطي على الجريمة وعلى الهتك،
أسَرُوا كل بريء ليتحوّل عالمهم إلى شرٍ مطاع وخيرٌ مُبعد، فصُبِغ قانون الفساد عندهم بالحقيقة الواهية المزيّنة بالباطل والشرّ،
وكل ما إرتكبوه تمثّل وتجسّد في عالمهم كغذاء لا ينقطع،
وفي جو كهواء ونسيم محقون بالذلّ والتلبّس، ورُدَّ الظلم على الظالم،
جارية فـي المنـفـى ومنفيـون فـي الصمت،
جذام شذوذ فـي البيت وكالأعـمـام والأخــوال فـي الإخفاء والـتربّص، خطـى أكتوبر انقلـبـت حزينة الـكـفـن
ترقـى العـار مـن بيـع جسد مستعمل من رجل إلى رجل إلـى بيـع ثياب ممزقة منتهية الصلاحية إلى غباء بــلا ثمن .. ومـن مغتصبٍ شاذٍ إلـى متواطئٍ يلعب دور المتخوّف على سلامة المسلوخة بعد الذبح،
ومنه إرتوت أنفاسهم وضُخّت في الأجساد شعب الموت …
ظهرت المقالة تحيا فلسطين أولاً على جريدة الصوت المصرية.