وداعاً الدكتورة بيان عجاج نويهض الحوت

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


أمد/ الدكتورة / بيان عجاج نويهض الحوت مناضلة وصحافية وأستاذة جامعية ومؤرخة قديرة، ارتبطت بالقضية الفلسطينية منذ شبابها في كنف والدها المناضل القومي والمؤرخ/ عجاج نويهض، وعمقت هذا الارتباط من خلال زواجها بالقائد الفلسطيني وأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم/ شفيق الحوت (أبو هادر) وعكسته في نضالها من أجل تحرر فلسطين وفي مؤلفاتها العديدة عن القضية الفلسطينية، وعلى الأخص في توثيقها أحداث مجزرة صبرا وشاتيلا.

ولدت بيان عجاج نويهض في مدينة القدس عام 1937. والدها: عجاج نويهض يعود بأصوله إلى رأس المتن في لبنان.

بدأت بيان نويهض دراستها في مدرسة “شميدت” الألمانية للراهبات في القدس، حيث كان والدها من رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية ومن مؤسسي “حزب الاستقلال العربي” في آب/أغسطس 1932، وأغنت معارفها بفضل مكتبة والدها الزاخرة بالكتب المتنوعة، والتي تركت بصمة في عقلها لا تُنسى.

لكنها اضطرت، في 26 نيسان/أبريل 1948، إلى مغادرة مدينة القدس، مع والدتها وأخواتها، والانتقال إلى لبنان بانتظار تحسن الأوضاع في فلسطين. بينما بقي والدها عجاج نويهض في منزله في البقعة الفوقا، وكان يتردد يومياً على مقر “الهيئة العربية العليا” في البقعة التحتا للتباحث والعمل مع أحمد حلمي باشا عبد الباقي المسؤول الوحيد من الهيئة في فلسطين، ولما سقطت القدس الغربية في منتصف أيار/ مايو عام1948م استقرا يعملان في دار الأيتام الإسلامية في القدس القديمة. وفي أعقاب النكبة سكن نويهض رام الله بعد تعيينه مديراً للإذاعة الأردنية، ثم استقر في عمّان منذ مطلع الخمسينيات.

تابعت بيان نويهض دراستها، بعد انتقالها إلى لبنان، في الكلية العلمية للبنات في الشويفات، وهي مدرسة داخلية، وتُعرف باسم رئيستها “مس مالك”، ثم انتقلت، في سنة 1951، إلى عمّان حيث استقر والدها، والتحقت بالصف الثاني الثانوي في مدرسة “الملكة زين الشرف”. وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، درست في كلية دار المعلمات في مدينة رام الله، وبدأت تنظم قصائدها الأولى على خطى والدتها الشاعرة جمال سليم. وكانت مدة الدراسة في دار المعلمات عامين تعرفت خلالهما على مدن الضفة الغربية وقراها ومؤسساتها الاجتماعية ، كما أتاحتا لها زيارة القدس والمسجد الأقصى مرات لا تحصى.

بعد تخرجها من دار المعلمات في سنة 1956 عملت بيان نويهض معلمة في مدرسة “سكينة بنت الحسين” في عمّان، وانتسبت إلى “حزب البعث العربي الاشتراكي”، بعدما وجدت في مبادئه تعبيراً عن إيمانها بالعروبة. وصارت تنشط بصورة سرية، في ظل نظام الأحكام العرفية الذي فرض في الأردن في ربيع سنة 1957، في ميدان التوعية العامة، وتنقل الرسائل من عمان، من مجموعة من الضباط الأردنيين الأحرار إلى مجموعة من المناضلين من أردنيين وعرب مقيمين في دمشق، وهي من كانت كثيرة التردد على العاصمة السورية بعد انتسابها إلى كلية التربية في جامعة دمشق، فالأردن لم تكن فيه جامعة بعد.

قرر والدها في سنة 1959، أن تنتقل العائلة للعيش نهائياً في لبنان، حيث كان يملك بيتاً قديماً في رأس المتن، فالتحقت بالجامعة اللبنانية في بيروت لمتابعة دراستها الجامعية في كلية الحقوق والعلوم السياسية.،

وبدأت نشاطها الصحفي، في مطلع سنة 1960، بكتابة مقالات في مجلة “دنيا المرأة” التي أصدرتها أختها نورا نويهض حلواني ، وكانت رئيسة التحرير الأديبة إدفيك شيبوب، فكان عملها في هذه المجلة فرصة كي تتعرّف إلى عدد كبير من الشعراء والمثقفين والأدباء العرب واللبنانيين من أمثال نزار قباني، ونازك الملائكة، وفدوى طوقان، وبدوي الجبل، ويوسف الخال وغيرهم.

في ربيع سنة 1960، انتقلت بيان نويهض للعمل محررة في مجلة “الصياد”، وتعرّفت في مكتب صاحبها سعيد فريحة إلى الشاعر سعيد عقل، الذي كان يساهم بمقالات أسبوعية في “الصياد”، وربطتها صداقة وثيقة مع الأديبة الروائية إميلي نصر الله التي كانت تعمل في المجلة نفسها. ولما كانت ثورة الجزائر هي روح النضال العربي فقد نشرت عنها في عام واحد 17 موضوعاً معظمها في “الصياد” وبعضها في جريدة “الأنوار” اليومية التي كانت تصدر عن “دار الصياد” .

كما أجرت بيان نويهض، خلال عملها في “دار الصياد” الذي استمر حتى سنة 1966، مقابلات صحفية مع شخصيات فكرية وسياسية عربية عديدة، كان من ضمنها المفكران القوميان ساطع الحصري وزكي الأرسوزي، والمناضل المغربي الشهير المهدي بن بركة، والزعيم الجزائري محمد خيضر، والسفير علي الكافي.

استمرت بيان نويهض في متابعة نشاطها الحزبي في إطار “حزب البعث العربي الاشتراكي”، الذي تسلمت فيه مسؤولية قيادة “شعبة الشياح” التي كانت تضم ثمانين بعثياً معظمهم من العمّال. وعندما قررت قيادة حزب البعث، إنشاء “شعبة فلسطين”، انتقلت للعمل في هذه الشعبة التي كان المسؤول عنها توفيق الصفدي. أما الحدث الجلل الذي اعتبرته نكبة قومية أشد هولا من نكبة فلسطين فكان الانفصال بين مصر وسوريا في أيلول/ سبتمبر 1961، وكان ألمها شديداً من عدم وقوف حزبها موقفاً حاسماً ونضاليا ضد الانفصال، وأبلغت رفيقها الصفدي بأنها ليس في استطاعتها الاستمرار في صفوف الحزب، وأعطته مذكرة أوضحت فيها موقفها من بيان القيادة القومية بشأن “الانفصال”، فالبيان تأخر في الصدور في تلك الأيام الحرجة فضلاُ عن انه لم يكن حاسماً.

على الصعيد النضالي انضمت إلى “جبهة تحرير فلسطين – طريق العودة “، وهي الجبهة التي أنشأها، في نهاية سنة 1963، شفيق الحوت ونقولا الدر وإبراهيم أبو لغد وسميرة عزام الكاتبة والأديبة وهي من كانت المسؤولة عن القسم النسائي في الجبهة.

بيد أن زواجها من شفيق الحوت لم يوقفها عن متابعة دراستها للعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، وقد حازت على الإجازة في العلوم السياسية في سنة 1963، وكانت ابنتها حنين طفلة في شهرها الثالث. ولما كانت كلية الحقوق تفتقر يومذاك للدراسات العليا فقد انصرفت في الستينيات للصحافة .

في صيف 1969 قررت الجامعة اللبنانية إنشاء قسم للدراسات العليا في كلية الحقوق والعلوم السياسية، وكانت بيان نويهض الحوت قد أصبحت أماً لثلاثة أطفال، حنين وسيرين وهادر، غير أنها بتشجيع من زوجها عادت إلى الجامعة، وقد اضطرت إلى ترك نشاطها في الحقل النسائي في “الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية”، بينما كان نشاطها السياسي قد توقف بعد أن اتخذت قيادة “جبهة التحرير الفلسطينية” قراراً بحلها سنة 1968. انصبت على الدراسة ونالت شهادة الدراسة العالية في القانون العام سنة 1970، وشهادة الدراسة العالية في العلوم السياسية سنة 1971.

موضوع رسالتها التي شرعت في تحضيرها، بإشراف المؤرخ الفلسطيني أنيس الصايغ، هو “القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 – 1948”. وخلال مرحلة تحضيرها قابلت أكثر من أربعين شخصية من السياسيين والمناضلين الذين عاصروا مرحلة الانتداب، كان من أبرزهم المفتي محمد أمين الحسيني،.

بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، في نيسان / أبريل 1975، انتقلت بيان نويهض الحوت مع ابنتيها وابنها إلى مدينة القاهرة، حيث سجّلتهم في المدرسة الألمانية، وأمضت معهم سنة مكّنتها من زيارة مكتبات العاصمة المصرية وإغناء مراجع رسالتها الجامعية. وفي سنة 1978، نالت شهادة دكتوراه الدولة في العلوم السياسية، وبدأت، في سنة 1979، عملها في حقل التدريس الجامعي في الجامعة اللبنانية، حيث صارت تدرّس مادتَي “القضية الفلسطينية” و”قضايا شرق أوسطية” في كلية الحقوق والعلوم السياسية – الفرع الأول، وسعت في تعاملها مع طلابها للسير على نهج الأساتذة الكبار الذين تتلمذت على أيديهم، ومن بينهم إدمون نعيم، وبطرس ديب، وأنور الخطيب وصلاح الدبّاغ. وترافق تدريسها الجامعي مع عملها في ميدان البحث التاريخي، إذ أعدّت للنشر في سنة 1979 أوراق أكرم زعيتر التي صدرت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

بعد نحو عشرين يوماً على الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران/يونيو 1982، توفي والدها عجاج نويهض في 25 من ذلك الشهر، وكان قد أوصى بأن يدفن في الضريح الذي بناه لنفسه في حديقة منزله في رأس المتن، وبما أن الوصول إلى رأس المتن كان متعذراً في تلك الفترة، بسبب الحواجز وانقطاع الطرقات، فقد بقي جثمانه في براد كلية الطب حوالي الأسبوع، إلى أن قام أحد الأقارب بتأمين سيارة إسعاف تولت نقله إلى رأس المتن، من دون أن تتمكن ابنته بيان من مرافقة جثمانه.

ونظراً إلى وقوع منزل شفيق وبيان الحوت في حي “وطى المصيطبة”، الذي كان يتعرض للقصف الإسرائيلي، فقد قرر الزوجان ترك منزلهما والانتقال إلى شقة يملكها أحد أصدقائهما في ساقية الجنزير، وفي أثناء وجودهما في هذه الشقة، كان ياسر عرفات يتردد عليهما باستمرار، كما كان يلتقي عندهما مجموعة من الأدباء والمثقفين، يتداولون في الأوضاع السياسية وآفاق تطورها، منهم محمود درويش وإبراهيم أبو لغد.

وبعد عودتهما إلى منزلهما في وطى المصيطبة، وكانت قد مضت أيام قليلة على احتلال الجيش الإسرائيلي لبيروت الغربية، داهمت مجموعة من أربعة عسكريين إسرائيليين على رأسهم ضابط، في 17 أيلول/سبتمبر 1982، منزلهما بحثاً عن شفيق الحوت، ولما لم يعثروا عليه غادروا المنزل بعد أن قاموا بتفتيش كل غرفه، وبحثوا في الملفات القديمة التي كانت على الرفوف.

خلفت مجزرة “صبرا وشاتيلا” في أيلول/ سبتمبر حزناً كبيراً في صدر بيان نويهض الحوت، فقررت أن تجمع أسماء ضحاياها وأن تسجل شهادات ذويهم، وبدأت هذا الجهد في منتهى السرية مع مجموعة من صديقاتها، حالما خرج المحتل الإسرائيلي من بيروت، وكان هدفها الأول أن تثبت، رداً على التقرير الإسرائيلي الذي صدر عن المجزرة وحمل اسم “تقرير كاهانا”، أن ما جرى هو مجزرة حقيقية ذهب ضحيتها الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء وليس معركة، وتكلل هذا الجهد فيما بعد بصدور كتاب ضخم عن تلك المجزرة أصدرته، في سنة 2003، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

وإلى جانب تفرغها للتدريس الجامعي والبحث التاريخي، تعاونت بيان نويهض الحوت مع مركز الأبحاث الفلسطيني، ومع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ومع مركز دراسات الوحدة العربية، واختيرت عضواً في هيئة تحرير مجلة “المستقبل العربي” الصادرة عن هذا المركز الأخير، وفي مجلس التحرير الاستشاري لمجلة الدراسات الفلسطينية.

شاركت بيان نويهض الحوت في عضوية الاتحاد العام للكتاب اللبنانيين، وفي عضوية المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، ومجلس إدارة مؤسسة القدس. وقدمت المحاضرات والمساهمات في العديد من المؤتمرات العلمية والتاريخية التي نُظّمت في مدن عربية وأجنبية.

في الكتابة الإبداعية بدأت بيان نويهض نشر قصائدها في الصحف الأردنية منذ منتصف الخمسينيات، كما نشرت القصص القصيرة في لبنان، ولما أعلنت مجلة الحوادث عن مسابقة في القصة القصيرة سنة 1964 شاركت بالمسابقة وفازت قصتها “كانوا أربعة..”، بالجائزة الأولى، لكنها توقفت عن كتابة الشعر والقصة منذ نهاية الستينيات وكان خيارها الانصراف للدراسة الجامعية وكتابة الأبحاث الأكاديمية.

كرمت من قبل سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور بتاريخ22/9/2014م في منزل والدها في رأس المتن بتقديم درع خاص لها تقديرا لدورها الوطني والقومي…

ونالت جائزة القدس للثقافة والإبداع التقديرية للعام 2015 وورد في نص القرار أنها لإنجازاتها المميزة في الثقافة الوطنية الملتزمة التي تنتصر للقدس وللفضية الفلسطينية ولقضايا الإنسان والمجتمع، وما كان ممكناً لها الذهاب لحضور حفل توزيع الجوائز في رام الله، غير أنها تسلمت الجائزة من رئيس اللجنة عثمان أبو غربية في منزلها في بيروت، بحضور الوفد المرافق من فلسطينيين مناضلين.

عام2009م فقدت زوجها ورفيق دربها القائد/شفيق الحوت(أبو هادر) وهو ما ترك أثرا بليغا في نفسها…

تقاعدت من التدريس الجامعي عام2001م وتفرغت بصوره كليه للبحث التاريخي…

كانت واحده من اكثر مؤرخينا إنتاجاً وإبداعاً، وستترك أعمالها آرثراً دائما علي الدراسات الفلسطينية الحديثة خاصه تاريخ فلسطين والفلسطينيين في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين..

لقد حافظت الدكتورة بيان نويهض على الرواية كأبنه للتغريبة الفلسطينية وهي أول من ترجم للعربية (برتوكولات حكماء صهيون)..

من آثارها:

“وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918-1939: من أوراق أكرم زعيتر” (إعداد). بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1979.

“القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.

“الشيخ المجاهد عز الدين القسام في تاريخ فلسطين”. بيروت: دار الاستقلال، 1987.

“فلسطين: القضية. الشعب. الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917)”. بيروت: دار الاستقلال، 1991.

“مذكرات عجاج نويهض: ستون عاماً مع القافلة العربية” (إعداد). بيروت: دار الاستقلال، 1993.

“صبرا وشاتيلا: أيلول 1982”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2003.

“إشكالية الوعي والذاكرة العربية على ضوء الصراع العربي-الإسرائيلي”. بيروت: دار المعارف الحكمية، 2012.

“أحاديث ومراسلات عجاج نويهض: الحركة العربية ( 1905- 1935)”. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2022…

يوم السبت الموافق12/7/2025م فقدت فلسطين احدي السيدات الاستثنائية في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة المفكرة والأستاذة الجامعية والكاتبة والأديبة الدكتورة / بيان عجاج نويهض (أم هادر) أرملة القائد الكبير المرحوم/ شفيق الحوت احد مؤسسي (م.ت.ف) وعضو لجنتها التنفيذية سابقا وأول سفير لدولة فلسطين في لبنان..

تمت الصلاة على جثمانها الطاهر في مسجد الخاشقجي ظهرا، وشيعت إلى مأواها الأخير في مقبرة ش/ه/داء الثورة الفلسطينية في مستديرة شاتيلا..

لقد حملت الهم الفلسطيني وتركت إرثاً يدرس للأجيال القادمة…

ساهمت في بلورة وعي وطني نصرة للقضية الفلسطينية،

رحيلها خسارة كبيرة للثقافة الفلسطينية والعربية…

رحم الله الدكتورة / بيان عجاج نويهض (أم هادر) واسكنها فسيح جناته.

بيان نعي صادر عن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح و بإسم اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني كافة

المناضلة والأديبة الفلسطينية الدكتورة بيان نويهض الحوت زوجة المناضل القائد الراحل شفيق الحوت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي رحلت بعد مسيرة حافلة بالعطاء الوطني والفكري.

ولدت الفقيدة في القدس عام 1937 وتخصصت في التاريخ والعلوم السياسية وكرست قلمها لتوثيق القضية الفلسطينية وكان من أبرز أعمالها القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين و صبرا وشاتيلا شغلت مواقع مهمة في منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت من أوائل الأصوات النسائية الفلسطينية في النضال الوطني والدفاع عن حقوق شعبنا في المحافل الثقافية والأكاديمية.

وبهذا المصاب الجلل يتقدم رئيس المجلس بأحر التعازي من عائلة الفقيدة ومن أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن راجيا من الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

بيان نويهض الحوت: رحيل ضمير فكري في زمن الإبادة

Dr Ghania Malhees

دكتور غانية ملحيس

12/7/2025

في زمن الإبادة المستمرة في قطاع غزة، حيث تتهاوى الجدران على الأجساد، وتغتال المدن كما تغتال الذاكرة، يثقل الفقد، وتتعاظم الخسارة حين يرحل من حمل الكلمة سلاحا، والتاريخ أمانة، والقضية بوصلة.

645 يوما من الإبادة المستمرة، وقطاع غزة ينزف، وفلسطين تقاوم، وفي القلب من كل هذا، ترحل الصديقة بيان نويهض الحوت، الصوت الذي لم يتعب من قول الحقيقة، والضمير الذي رفض المساومة، والمؤرخة التي جعلت من الذاكرة عملا مقاوما.

غادرتنا بيان في لحظة فارقة، حيث تنكشف أبشع وجوه المشروع الاستعماري الغربي الصهيوني الإحلالي. وتختبر الكلمة من جديد: هل ما تزال قادرة على الصمود أمام النار؟

لقد أثبتت بيان، حتى الرمق الأخير، أن الكلمة موقف، وأن المؤرخ شاهد لا موظف، وأن المعركة على السرد لا تقل عن المعركة على الأرض.

القدس وبيروت وعمان: أوطان في قلب مثقفة…

مراد السوداني…

نفقد اليوم قامة وطنية وثقافية عالية برحيل المبدعة بيان عجاج نويهض

رام الله – 11/7/2025 – نعى الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني، الإعلامية والأديبة والمناضلة القديرة بيان عجاج نويهض، زوجة المناضل والأديب المفكر الراحل شفيق الحوت، عضو اللجنة التنفيذية الأسبق في منظمة التحرير الفلسطينية، وجاء في بيان النعي:

“من كبير خساراتنا أن نفقد اليوم المناضلة والأديبة والإعلامية الجديرة باحترامنا الواسع، المؤصلة لتاريخ فلسطين بيان عجاج نويهض، زوجة المناضل والأديب والسياسي البارع المفكر شفيق الحوت، رحمه الله، وسليلة الأدب والنضال. كانت واحدة من الأمهات البارعات في تربية جيل المواجهة بالإبداع والتميّز، وصاحبة المنازلات الكبرى في الذود عن فلسطين، أرضًا وشعبًا وقضية.

لم تترك مسافةً بينها وبين القمم المشرّفة بالوطنية والعلم والمهنة، بل واصلت السير مع رفيق دربها، القائد الوطني والمفكر السياسي الكبير شفيق الحوت، حتى أداء الأمانة بما يليق بالمحبين لفلسطين.

وإذ نودّع اليوم السيّدة بيان نويهض، فإننا لا نطوي صفحةً مشرقة من عطاء المرأة الفلسطينية فحسب، بل نمرّرها إلى الأجيال القادمة بما توجبه العزّة بالفداء، والاعتزاز بالمرأة المناضلة، والمبدعة، والأديبة، والأم المرموقة، والزوجة المكافحة في سبيل حرية شعبها.

لروحها الطمأنينة والسلام، ولعائلتها الكريمة الصبر والاحتساب، والخير بعد هذا الفقد العظيم.

رام الله 12/7/2025م.

العميد/فضل ابو مصطفي….

الدكتورة المناضلة والمفكرة المعروفة السيدة بيان عجاج نويهض في ذمة الله.

السيدة بيان ابنة المؤرخ والمناضل الوطني الكبير عجاج نويهض وزوجة القائد الفلسطيني الكبير شفيق الحوت ابو هادر رحمه لعبت دورا كبيرا في الحفاظ على السردية الفلسطينية ولو لم يكن لها إلا الموسوعة الوثيقة حول مجزرة صبرا وشاتيلا لقلنا انها بلغت قمة العطاء وحفظ تاريخ لشعب حاول البعض التلاعب ليس بمصيره فقط بل بتزوير الحقائق كلها التي مرت بها القضية،

رحمها الله ورحم زوجها القائد ابو هادر ورحم الله والدها العظيم عجاج نويهض.

سمير ابو عفش…

فقدت فلسطين ولبنان اليوم احدى اهم السيدات الاستثنائية بتاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة المفكرة والأستاذة الجامعية والكاتبة الأديبة الدكتورة بيان عجاج نويهض أرملة القائد الكبير احد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية وعضو لجنتها

التنفيذية وأول سفير لفلسطين في لبنان المرحوم بإذن الله الأخ شفيق الحوت

تغمد الله الفقيدة الغالية بواسع رحمته واسكنها فسيح جنانه وتقبلها مع الشهداء والصديقين والهمنا وذويها ومحبيها جميل الصبر والسلوان

تعازينا القلبية الحارة لذويها و عائلتي الحوت

ونويهض الكرام

انا لله وانا اليه راجعون

قدري قيس….

باسمي وعائلتي أتقدم بخالص العزاء والمواساة للأعزاء هادر وحنين وسرين الحوت برحيل والدتهم الكاتبة والمناضلة الكبيرة الدكتورة بيان نويهض الحوت حرم الراحل الكبير وأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم شفيق الحوت وهي ابنة الكاتب والاعلامي الكبير الأستاذ عجاج نويهض الذي كان أول من ترجم الى العربية كتاب “برتوكولات حكماء صهيون” ووالدتها المرحومة الكاتبة جمال سليم.

نرجو الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يلهم أبنائها ومحبيها الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة الا بالله.

سليمان بختي…

رحلت الدكتورة والمناضلة بيان نويهض الحوت. حملت دائما هم فلسطين والارث الثقافي لوالدها عجاج نويهض ووالدتها جمال سليم وخالها فؤاد سليم وزوجها شفيق الحوت . كانت ترى ان هذه القافلة لا بد ان تصل الى ما ندرت روحها اليه. كتابها عن مجزرة صبرا وشاتيلا ١٩٨٢ وثيقة قل نظيرها.وايمانها بالثقافة هو نفسه إيمانها بالإنسان والروح والحق



‫0 تعليق

اترك تعليقاً