ملايين أم مواهب؟ المعادلة الحقيقية للنجاح في كرة القدم الحديثة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


هاي كورة (رأي خاص بالصحفي بويان كركيك – SPORT)

مع حلول كل صيف، تعود الموجة المعتادة في كرة القدم: صفقات ضخمة، إعارات، تغييرات في الجهاز الفني، وزيادة مستمرة في استثمارات الأندية الكبرى، خصوصًا في الدوري الإنجليزي الممتاز.

صفقات الـ100 مليون يورو لم تعد استثناءً، لكنها أثارت سؤالًا مهمًا: هل المال وحده يضمن النجاح، أم أن معرفة الفريق والشباب المحلي أهم؟

من خلال متابعة أبرز الصفقات، نجد أمثلة كثيرة على أن الاستثمار الكبير لا يضمن الأداء المتوقع: فيليب كوتينيو، غاريث بيل، بول بوغبا، نيمار، مبابي، وغيرهم، أُنفقت عليهم مئات الملايين ولم يقدموا المستوى المطلوب.

القائمة تطول لتشمل لاعبين مثل أنتوني، مودريك، كايسيدو، ماجواير، وغيرهم، الذين لم يحققوا العائد المتوقع، ما يوضح أن الاستثمار الأعمى قد يكون مضيعة للمال.

على الجانب الآخر، الشباب المحلي يقدم قيمة لا تُقدّر بثمن.

برشلونة مثال حي: الموسم الماضي، تعاقد الفريق مع داني أولمو فقط، ومع ذلك حقق الفريق الدوري، كأس الملك، والسوبر، وكان قريبًا من نهائي دوري الأبطال، مقدمًا أجمل كرة في أوروبا.

هذا الموسم، الإضافات كانت محدودة: جوان غارسيا، راشفورد، وباردجي، ومع ذلك استمر الفريق في تقديم أداء رائع وأجواء مليئة بالتفاؤل والحماس.

أندية أخرى مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان تقدم دروسًا أيضًا: فالاستثمار الكبير لا يضمن دائمًا النجاح الأوروبي، بينما لاعبو الأكاديميات المحلية أحيانًا يتألقون بعد الانتقال إلى فرق أخرى، كما حدث مع كول بالمر.

في النهاية، الإدارة الرياضية الذكية هي الحل: مدير رياضي ملم بالسوق، يعرف مواهب الفريق والشباب، ويختار المدرب المناسب، ويجيد التوازن بين اللاعبين الكبار والمحليين.

اللاعب يجب أن يرفع مستوى الفريق، وليس فقط أن يكون مشهورًا أو مكلفًا، ويجب أن يساهم في جو الفريق الإيجابي.

برشلونة اليوم نموذج عالمي على هذا النهج، حيث الإدارة والفريق يتعاونان لخلق توازن بين الاستثمار الذكي والاستفادة من الشباب المحلي.

الدرس واضح: المال مهم، لكنه ليس كل شيء، الخبرة، المعرفة بالشباب المحلي، والاختيار الصحيح للمدرب واللاعب، هي المفتاح الحقيقي للنجاح المستدام في كرة القدم الحديثة.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً