برشلونة تحت حكم العمولات… من يقف خلف السماسرة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


هاي كورة (رأي خاص بالصحفي توني فريروس – SPORT)

لا يمكنني كصحفي مطلع على ما يدور داخل نادي برشلونة إلا أن أعبّر عن دهشتي، لا، عن غضبي، مما يجري في أروقة هذا النادي العريق.

الأحداث الأخيرة كثيرة: من جراحة تير شتيغن، إلى الجولة الآسيوية، إلى الاتفاق المثير مع الكونغو، وفشل العودة إلى الكامب نو… لكن وسط كل هذه الفوضى، مرّت معلومة في غاية الأهمية دون أي ضجيج، رغم أنها تكشف جوهر أزمة برشلونة الحقيقية.

منذ أن غادر فيران ريفيرتر منصبه كرئيس تنفيذي للنادي، ومعه عدد كبير من الكفاءات، بسبب خلافه مع أسلوب لابورتا، أصبح واضحًا لي أن الأمور لن تسير في الاتجاه الصحيح.

تأملت مؤخرًا في مقارنة عقد نايكي برشلونة مع عقد بوما مانشستر سيتي.

الأخير أصبح الأعلى في السوق: مليار جنيه إسترليني لعشر سنوات، دون وسطاء، دون عمولات، مفاوضات مباشرة بين مديرَي الشركتين، انتهت باتفاق محترم.

أما في برشلونة، فقد دخل دارين دين فجأة على خط التجديد مع نايكي، بقرار مباشر من لابورتا.

والنتيجة؟ 50 مليون يورو عمولة! على ماذا؟ على توسط بين شركتين تعملان معًا منذ 30 عامًا؟ أمر غير أخلاقي، مهما تم تبريره.

دارين دين، الذي جلب سبوتيفاي، قد يحصل على أكثر من 100 مليون يورو من النادي، نعم، أكثر مما يكسبه بعض نجوم الفريق خلال خمس سنوات!

وهنا بيت القصيد: كل هذه العمولات المبالغ فيها ما كانت لتوجد لو أن النادي يُدار بمهنية، عبر رئيس تنفيذي مستقل ومحترم، لكن لابورتا لا يسمح بذلك، هو المدير، وهو المتحكم، وهو من يُقصي كل من لا يساير توجهه.

الأمر لم يتوقف على نايكي وسبوتيفاي، بل طال حتى بيع حقوق البث التلفزيوني، حيث دفع النادي عمولة ضخمة لأنس لغري، رجل بيريز، بعد صفقة أنهكت ميزانية برشلونة.

هل أذكر العقد مع الكونغو؟ حتى المدير المؤسسي الحالي لم يكن يعلم عنه شيئًا! هل نمر مرور الكرام على أسماء مثل بيني زهافي، خورخي مينديز، ISL، New Era، قطر، السعودية، منغوليا، قيرغيزستان؟

الحقيقة واضحة: برشلونة بات جنة السماسرة، لأن رئيسه سمح بذلك، بل يرعاه.

والضحايا؟ النادي، والتاريـخ، والجماهير.في نادٍ يرزح تحت أزمة مالية حادة، أن تُهدر الملايين على عمولات عبثية هو أمر لا يُغتفر.

وبينما ننشغل في صراعات تويترية وهمية… هناك من يعدّ الملايين ويضحك في الخفاء.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً