لامين يامال… لماذا يُغمى على البعض من مجرد ابتسامته؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


هاي كورة (رأي خاص بالصحفي رافا كابيليرا – As)

لا أستطيع أن أُبعد عن ذهني صور لامين يامال في حفله الأخير، مرتديًا زيًّا يشبه رجال العصابات، بعصاه التي تُكمل المشهد وكأنها تصريح غير منطوق بأنه يعيش حياته كما يشاء.

الزيّ أثار الجدل، نعم، ولكن فقط في أوساط من لا يجدون شيئًا حقيقيًا ليقولوه.

لو كان مغني روك أو نجم تراب، لما انتقده أحد، ولو كان لاعبًا لريال مدريد، لكان زيه قد أصبح موضة رائجة للأطفال في احتفالاتهم الدينية.

لكن لامين اختار أن يكون نفسه، بلا اعتذارات، ولعله يدفع ثمن ذلك التفرّد.

هو شاب في الثامنة عشرة، موهوب، يملك ما يكفي من المال والهدوء ليعيش كمراهق عادي، لا كقديس.

مشكلته الوحيدة أنه لا يخجل من شخصيته، لا يتظاهر بالتواضع المصطنع، ولا يطلب إذنًا ليعيش.

من يهاجمونه اليوم، هم أنفسهم من كانوا سيُصفقون له لو ارتدى قميصًا مختلفًا.

لم ينس أحد تلك الحملة العنصرية التي طالت لامين ونيكو ويليامز في اليورو.

كان واضحًا حينها، وما زال، أن المشكلة ليست في ما يفعله بل في من هو.

تزعجهم ابتسامته، شعره المصبوغ، خطواته التي تشبه الغزلان، بل وحتى ثقته بنفسه.

تزعجهم أصوله التي لا تتطابق مع “ألقابهم السبعة” من كاستييا أو كتالونيا.

اللعب لبرشلونة يزيد الطين بلة، في إسبانيا، يبدو أن قميص البلوغرانا يُثقل كاهلك أكثر من أي علم وطني.

ومع ذلك، لا يبدو أن لامين يلتفت إليهم. لم يأتِ هذا الفتى ليطلب الصفح، بل ليصنع الفارق ويبقى.

ولهذا، أظن، يغمى على البعض لمجرد رؤيته يبتسم.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً