مع بدء «الكنيست» دراسة خطة لتحويلها إلى «هونغ كونغ»، دخلت غزة المرحلة الأخطر منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية قبل 22 شهراً، في ظل الإجماع الدولي على أن القطاع بات يواجه مجاعة فعلية، في حين يذهب الأطباء إلى تأكيد أن المجاعة بلغت ذروتها، وأن الساعات المقبلة ستشهد وفيات جماعية، خاصة بين الأطفال والنساء.
وأحصت مستشفيات القطاع وفاة 4 بينهم رضيعان أمس، نتيجة سوء التغذية وانعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية والمياه الصالحة للشرب. وأفادت وزارة الصحة بأن عدد الوفيات نتيجة سوء التغذية ارتفع إلى 23 شخصاً في الساعات الأخيرة، مما يرفع الحصيلة إلى 101، نتيجة سوء التغذية، بينهم 81 طفلاً.
وأشارت مصادر طبية إلى أن 900 ألف طفل في غزة يعانون الجوع، 70 ألفاً منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية الشديد.
وأكدت أن حياة مرضى السكري والكلى مهددة مع تعرّضهم لنوبات شديدة جراء التجويع الذي يمارسه الاحتلال ضد أهالي القطاع.
وأكد المفوض العام لـ «أنروا»، فيليب لازاريني، تلقيه يومياً ما وصفها بـ «الرسائل اليائسة» من موظفين أممين داخل القطاع، مشيراً إلى أن الطعام متوافر على بعد 4 كيلومترات فقط من القطاع، إلا أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخوله منذ بداية شهر مارس الماضي.
ووصف المسؤول الأممي غزة بأنها أصبحت جحيماً على الأرض، ولا يوجد بها مكان آمن.
في غضون ذلك، أفاد الدفاع المدني بمقتل 15 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة، بعد تنديد منظمة الصحة العالمية بقصف مقرها ومستودعها الرئيسي في دير البلح، مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالمنطقة.
ووسط سيل من الانتقادات الدولية للأوضاع الكارثية، قررت سلطات الاحتلال إعادة التيار الكهربائي لمحطة تحلية مياه في دير البلح وسط غزة التي اجتاحها العطش.
في هذه الأثناء، واصلت قوات الاحتلال هجومها المكثف على مدينة دير البلح، حيث توغلت الدبابات، تحت غطاء جوي مكثف، في المنطقة المكتظة بالنازحين، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة.
وبالتزامن مع مواصلة العملية البرية الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في دير البلح، تحدثت مصادر عبرية عن عدم تمكّن مفاوضي «حماس» بالدوحة من الوصول إلى قادة الحركة بغزة منذ الأسبوع الماضي، مما حال دون تقدّم مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار بالقطاع التي تستضيفها الدوحة منذ 6 الجاري.
وأمس ، أفادت «سي إن إن»، نقلا عن مصدرين مطلعين على مفاوضات غزة، قولهما إن الولايات المتحدة أبلغت «حماس» أن صبرها بدأ ينفد، وأن عليها تقديم الرد على المقترح المحدّث لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني في أقرب وقت.
في السياق، ناقشت لجنة في «الكنيست»، خطة مفصلة لتحويل غزة إلى «هونغ كونغ» الشرق الأوسط للإسرائيليين، على غرار «الريفييرا» التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وغداة إصدار 25 دولة غربية بيانا مشتركا للمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار دون شروط، والسماح بإدخال المساعدات، لوّحت بريطانيا وأستراليا بفرض عقوبات على الدولة العبرية جراء الانتهاكات المرتكبة بغزة، في حين دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إسرائيل إلى السماح للصحافة الأجنبية بدخول القطاع لتوثيق ما يحدث فيه.
من جانب آخر، أعلنت جماعة «أنصار الله» الحوثية استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ «باليستي من نوع فلسطين 2»، مما تسبب في إغلاق جزئي للميناء الجوي غداة ضربات بمسيّرات إسرائيلية على ميناء الحديدة.