الصين تخفض شحناتها من معدنين رئيسيين على الرغم من انتعاش سوق المعادن النادرة.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


أظهرت بيانات رسمية تراجع صادرات الصين من معدنين أساسيين يستخدمان في الأسلحة والاتصالات والخلايا الشمسية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وسط ضوابط حكومية صارمة.

ووفق بيانات الجمارك الصينية، انخفضت صادرات الأنتيمون والجرمانيوم في يونيو بنسبة 88% و95% على التوالي، مقارنة بشهر يناير، وكما هو الحال مع المعادن النادرة، تعد الصين أكبر مُعدّن ومُكرّر لهذين العنصرين النادرين.

ويعد الجرمانيوم عنصرا بالغ الأهمية في تصنيع الخلايا الشمسية، وكابلات الألياف الضوئية، وأجهزة الرؤية الليلية، بينما يستخدم الأنتيمون في إنتاج سبائك مقاومة للحرارة، ومواد إشعاعية، إلى جانب استخدامات في الذخائر والتقنيات العسكرية .. وأصبح هذان العنصران يمثلان مكونات أساسية في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية المتقدمة.

وكانت الصين قد أدرجت كلا العنصرين على قوائم التحكم في الصادرات، الأول في يوليو 2023 والثاني في أوائل 2024، ضمن سياسة تصعيد متبادل مع الولايات المتحدة بشأن القيود التكنولوجية، وفق منصة ياهو فايننس.

وفي ديسمبر، أعلنت بكين حظر تصدير هذين العنصرين إلى الولايات المتحدة، ردا على قيود فرضتها واشنطن على تصدير الرقائق المتقدمة للصين، مما زاد من التوتر في سلاسل الإمداد المرتبطة بالمعادن الاستراتيجية.

وعلى عكس عناصر الأرض النادرة، التي شهدت انتعاشا في حجم التصدير الشهر الماضي بعد اتفاق بين بكين وواشنطن، استمرت صادرات الجرمانيوم والأنتيمون في التراجع، حيث سجلت مستويات شبه متوقفة رغم الطلب العالمي المتزايد.

وكشفت تقارير صحفية مؤخرا عن محاولات التفاف على القيود، من خلال عمليات تصدير غير مباشرة للأنتيمون إلى الولايات المتحدة عبر تايلاند والمكسيك، إلا أن البيانات تشير إلى تراجع صادرات الصين من الأنتيمون إلى تايلاند بنسبة 90 % منذ أبريل، بينما لم تسجل أي شحنات إلى المكسيك منذ ذلك الشهر.

وأدت هذه التطورات إلى ارتفاع كبير في أسعار السوق .. فسعر الجرمانيوم النقي تضاعف منذ يوليو 2023، بينما ارتفعت أسعار الأنتيمون بنحو أربعة أضعاف مقارنة بما كانت عليه في مايو من العام الماضي، مدفوعة بندرة الإمدادات وقيود التصدير الصينية.

ويرى محللون أن بكين تستخدم هذه القيود وسيلة ضغط في نزاعها مع الغرب حول التقنية والتجارة، ما يسلّط الضوء على هشاشة سلاسل الإمداد العالمية في بعض المواد الخام الحيوية.

كما يضع هذا الوضع ضغوطًا على الشركات الغربية للبحث عن بدائل صعبة، سواء عبر تنويع مصادر الاستيراد أو تطوير قدرات إعادة التدوير.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً