من ملاعب السويد الباردة إلى حرارة القاهرة، ومن ارتداء قميص شباب منتخب السويد إلى صناعة الفارق مع المنتخب الفلسطيني، بدأ آدم كايد رحلته الكروية في الملاعب الإسكندنافية قبل أن يحط الرحال في الدوري الهولندي، ومن ثم انتقل إلى النادي الأكثر تتويجا بالبطولات الأفريقية في القرن العشرين.
آدم كايد، الجناح الفلسطيني الذي يمتلك مهارة مميزة وسرعة على الأطراف، هو أحدث الصفقات الجديدة المنضمة إلى القلعة البيضاء.
وأعلن نادي الزمالك التعاقد مع اللاعب الفلسطيني آدم كايد لاعب بريدا الهولندي السابق، في صفقة انتقال حر لمدة 3 سنوات.
ويستعرض “تليجراف مصر” مسيرة اللاعب آدم كايد نجم الزمالك الجديد كالتالي:
حلم برشلونة
التحق آدم كايد بأكاديمية نادي هلسينجبورج السويدي في سن العاشرة، وواصل تطوره في جميع الفئات العمرية إلى أن تم تصعيده للفريق الأول.
وشارك كايد لأول مرة مع الفريق الأول في 7 مارس 2021 ضمن كأس السويد أمام هاكين، إذ بدأ اللقاء وتم استبداله في الدقيقة 81.
وقال عن مشاركته الأولى “تقنيتي هي نقطة قوتيتدربتَ كثيرًا مع الفريق الأول، أعتقد أن مشاركتي مهمة جدًا، بالطبع. إنها خطوة كبيرة بين مباريات الفريق الأول ومباريات الشباب”.
“إنها أكثر بدنيًا، ولكن أيضًا تكتيكيًا، قد لا تركض كثيرًا في مباريات الفريق الأول كما في مباريات الشباب، لكنها أكثر تكتيكية”.
“ربما يرغب كل مدرب في أشياء مختلفة، لذا من المهم فهم ما يريده المدرب وتنفيذه، أريد الاستمرار في اللعب مع اللعب مع الفريق الأول، أحلم باللعب مع برشلونة والفوز بدوري أبطال أوروبا”.
في الملاعب الإسكندنافية
وفي 15 مايو من نفس العام، خاض أولى مبارياته في دوري الدرجة الثانية السويدي “سوبر إيتان” في مواجهة أمام أوستيرز، ثم شارك في التشكيلة الأساسية في الأسبوع التالي أمام جايس، وسجّل هدفه الأول في الدوري أمام لاندسكرونا بويز.
خلال موسم 2021، خاض 25 مباراة (18 منها كأساسي)، وساهم في وصول الفريق إلى ملحق الصعود، إذ خسر الفريق ذهابًا أمام هالمستاد (0-1)، قبل أن يفوزوا إيابًا (3-1) ويتأهلوا إلى الدوري السويدي الممتاز.
شارك كايد لأول مرة في الدوري السويدي في أبريل 2022 ضد هاماربي، قبل أن يفقد مركزه الأساسي بعد الجولة الرابعة.
ومن أجل العمل على تطور اللاعب الفلسطيني، قرر المدرب أندرياس جرانكفيست إعارته، ولعب 12 مباراة قبل انتقاله إلى ستابيك النرويجي على سبيل الإعارة.
انضم كايد إلى ستابيك في النرويج لبقية الموسم مع خيار الشراء، وقدّم تمريرة حاسمة في الجولة الأخيرة أمام ميوندالن، وساهم في صعود الفريق إلى دوري النخبة “Eliteserien”، لكنه عاد إلى السويد بعد انتهاء الإعارة دون تفعيل خيار الشراء.
من الدخول كبديل إلى الاستبعاد
في يناير 2023، وقع كايد عقدًا مع بريدا الهولندي لمدة عامين ونصف مع خيار التمديد.
ظهر لأول مرة مع الفريق في الخسارة 2-1 أمام أدو دين هاج، وشارك كبديل في مباراتين تاليتين، قبل أن يُستبعد من التشكيلة تحت قيادة المدرب بيتر هيبالا، ولعب 5 مباريات مع فريق تحت 21 عامًا، سجل خلالها هدفين.
استعدادًا لموسم 2023–24، خاض 6 مباريات من أصل 9 وديّات وسجل ثلاثة أهداف، في إحدى المباريات الودية أمام نادي أوفي كريت، شارك كبديل ثم تم استبداله مجددًا بعد 20 دقيقة، إذ أبدى المدرب اعتراضه على أدائه.
في الجولة الأولى من الدوري، دخل كبديل في الدقائق الأخيرة أمام نادي دوردريخت، ومنحه المدرب المؤقت تون لوخوف فرصة اللعب أساسيا في الجولة السابعة أمام إمين.
سجل كايد هدفه الأول مع بريدا في الدوري الهولندي خلال الفوز 2-1 أمام نادي تفينتي، إذ افتتح التسجيل في الدقيقة 14.

ضعف دفاعي
اعتمد كارل هوفكينز، مدرب بريدا، على آدم كايد في مركز الجناح الخلفي (Wing Back)، وهو مركز يتطلب التزامًا دفاعيًا أكبر مقارنةً بالجناح الصريح، ما وضع اللاعب في تحدٍ واضح لتأدية أدوار جديدة لم يعتد عليها.
وقد واجه كايد صعوبة في التكيف مع هذه الأدوار، واعترف بأن الجانب الدفاعي في أدائه لا يزال بحاجة إلى تطوير. وكانت أبرز لحظات تراجعه عندما ارتكب خطأ أدى إلى ركلة جزاء أمام هيراكليس في الجولة 11، بعد تدخل متأخر على أحد لاعبي الخصم، ليساهم في خسارة فريقه بهدفين دون رد.
كايد تحدث بصراحة لموقع BN DeStem الهولندي، قائلًا: “أحتاج للعمل على الأدوار الدفاعية. في لحظة ارتكابي لركلة الجزاء كنت خارج مركزي قليلًا، ولهذا جاء تدخلي متأخرًا جدًا”.

وأضاف: “بالطبع يمكن للجميع أن يعتبرها خطأي، وهو كذلك، لكنه جزء من اللعبة. الأمر مؤسف، وعلينا العمل لتفادي مثل هذه الأخطاء”.
وتابع: “لعبت في نفس المركز أيضًا أمام زفوله، وكان المطلوب مني الضغط على ظهيرهم الأيسر لمنعه من بناء اللعب. هذا ليس مركزي الطبيعي، لكنه كان جزءًا من خطة الإعداد للموسم”.
وختم قائلًا: “لا أجد مشكلة في اللعب بهذا المركز إطلاقًا، لكنني أدرك تمامًا أنني بحاجة إلى تحسين أدواري الدفاعية، وسأعمل على ذلك مع الجهاز الفني”.
وإجمالا، لعب النجم الفلسطيني كايد مع الفريق الهولندي في 24 مباراة وسجل هدفًا واحدًا، ولعب 12 مباراة مع فريق بريدا تحت 21 عامًا، وتمكن من تسجيل 5 أهداف وصناعة هدف واحد.
حلم والدي
انضم النجم الفلسطيني إلى الزمالك في الميركاتو الصيفي الجاري قادما من بريدا الهولندي لمدة 3 سنوات.
وقال كايد إنه لم يتردد في قبول عرض الزمالك للانضمام إلى الفريق، خاصة وأنه فريق كبير في أفريقيا والشرق الأوسط، وله شعبية كبيرة في فلسطين.
وأضاف آدم كايد أنه حرص على اصطحاب والده معه إلى القاهرة أثناء توقيع العقود لنادي الزمالك، خاصة وأن الانتقال للقلعة البيضاء كان من أحلام والده.

وشدد اللاعب على أنه يتمنى أن يكون إضافة للفريق، موضحاً أنه سيبذل قصارى جهده من أجل الظهور بأفضل صورة.
واختتم آدم كايد تصريحاته قائلاً:” أطمح لتحقيق كافة البطولات التي سأشارك فيها مع الزمالك من أجل إسعاد الجماهير الزملكاوية، التي تضرب أفضل الأمثلة في مساندة الفريق باستمرار”
من السويد إلى فلسطين
في عام 2018، تم استدعاء كايد إلى معسكر تدريبي لمنتخب السويد تحت 16 عامًا. وظهر لأول مرة في الهزيمة الودية بنتيجة 0-3 أمام بلجيكا.
وشارك في مباراتين مع منتخب السويد تحت 17 عامًا، وظهر لأول مرة في الهزيمة بنتيجة 3-1 أمام منتخب التشيك.
وفي 16 يناير 2020، لعب مباراته الوحيدة مع منتخب السويد تحت 18 عامًا، حيث دخل في الدقيقة 66 خلال الفوز بنتيجة 2-0 على منتخب قبرص.
كما لعب مباراتين وديتين مع منتخب السويد تحت 21 عامًا، كلتاهما ضد فنلندا، ولعب كايد 7 مباريات دولية مع منتخبات السويد للشباب، لم يسجل خلالها أي هدف.
متخصص الركلات الثابتة
في 20 مارس 2025، شارك كايد لأول مرة مع المنتخب الفلسطيني في مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2026 ضد الأردن، والتي انتهت بالخسارة بنتيجة 1-3.
وفي المباراة التالية، بتاريخ 25 مارس أمام العراق، قدم تمريرتين حاسمتين، مما ساعد منتخب فلسطين على تحقيق الفوز بنتيجة 2-1.
قال آدم كايد إن مدرب فلسطين، مكرم أبو جزر طلب منه قبل مباراة أسود الرافدين أن يتولى تنفيذ الركلات الركنية خلال التدريبات، رغم أنها لم تكن من ضمن مهامه المعتادة.
وخلال المباراة، ناداه أبو جزر صارخا مطالبًا إياه بتنفيذ الركلة الركنية التي أسفرت عن هدف التعادل والذي أحرزه وسام أبو علي.

وأضاف كايد أنه توجه لتنفيذ ركلة ركنية ثانية وسأل الحكم المساعد عن الوقت المتبقي، فأجابه أنها الثواني الأخيرة من اللقاء، ليقرر إرسال كرة دقيقة سجل منها عميد محاجنة هدف الفوز برأسية.
وختم حديثه قائلا: “فرحة الجماهير في تلك اللحظة لا توصف. شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. لم أعش إحساسًا وطنيًا بهذا الشكل من قبل، كانت سعادة عظيمة لن أنساها أبدًا”.
واليوم، يجد كايد نفسه في منعطف جديد؛ تحدٍ مختلف داخل القارة الأفريقية، وتحت أنظار جماهير لا ترضى إلا بالبطولات، فهل يكون الجناح الفلسطيني أحد صناع الفارق في القلعة البيضاء؟ وهل يحقق أحلام والده؟ هذا ما سيجيب عليه آدم كايد بنفسه.