إيرلينج هالاند.. الطفل النحيف يحتكر ريموت الروبوت

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


“يعيش إيرلينج هالاند من أجل الأهداف، إذا لم يُسجل، وهو أمر نادر الحدوث، فإنه يسهر الليل متسائلاً عن السبب، متشوقًا للمباراة التالية، عندما يركض ولا تصل إليه الكرة، يكره ذلك بشدة ويغضب، عندما يُسجل هدفًا، لا مجال للراحة. إنه يتوق لهدف آخر، إنه يعيش ويتنفس الأهداف، إنها قوت يومه، وأكسجينه” الأسطورة آلان شيرر عن إرلينج هالاند.

لم تكن كرة القدم وحدها هي شغف إيرلينج هالاند في طفولته، بل مارس رياضات أخرى مثل كرة اليد والجولف وألعاب القوى. وبرغم تنوع اهتماماته، إلا أن موهبته كانت لافتة منذ الصغر، حتى أنه حقق رقمًا قياسيًا عالميًا في القفز الطويل من الثبات لفئته العمرية، في إنجاز يؤكد أن هذا الطفل كان مهيأً ليصبح شيئًا استثنائيًا، أيًا كانت الرياضة التي اختارها.

بالفعل، أصبح هالاند واحدا من أعظم المهاجمين في العالم بعد تألقه مع مانشستر سيتي وتحطيمه العديد من الأرقام القياسية.

ويستعرض “تليجراف مصر” مسيرة إيرلينج هالاند مهاجم مانشستر سيتي الذي يتم عامه الـ25 اليوم كالتالي”:

وُلد إيرلينج هالاند في ليدز عام 2000، عندما كان والده لاعبًا في صفوف ليدز يونايتد، وكان ألف إنجي هالاند قد انتقل إلى إنجلترا قبل 7 سنوات.

بعد 3 سنوات فقط من ولادة إيرلينج، اضطر ألف-إنجي إلى اعتزال كرة القدم في سن الثلاثين بسبب مشاكل في الركبة بعد تعرضه لتدخل عنيف من روي كين أدى إلى إصابة ركبته اليمنى، لكنه كان يعاني أيضا من مشاكل في ركبته اليسرى.

بعد انتهاء مسيرته الكروية، قرر ألف-إنجي العودة إلى وطنه النرويج مع عائلته، وترك هالاند الأب كرة القدم ليصبح مطورًا عقاريًا، وشجع ابنه على ممارسة الرياضة التي يحبها، وسار إيرلينج على خطى والده بالانضمام إلى أكاديمية براين للشباب.

لمسات تتحول إلى أهداف

أعجب المدرب ألف إنجفي بيرنتسن فورًا بالطفل الصغير، الذي لعب في الهجوم بدلًا من الدفاع أو خط الوسط كما فعل ألف إنج خلال مسيرته مع أندية نوتنجهام فورست وليدز ومانشستر سيتي.

وقال بيرنتسن عن هالاند “رأيت إيرلينج لأول مرة عندما كان في الخامسة من عمره عندما انضم إلى التدريب مع مجموعة أكبر منه بعام واحد”.

“أدت لمساته الأولى إلى أهداف، كان جيدًا جدًا منذ اللحظة الأولى، على الرغم من أنه لم يلعب في النادي من قبل”.

“بدأ اللعب في مجموعته العمرية، ولكن لأنه كان أفضل بكثير من الآخرين، قمنا على الفور بضمه إلى فريق تحت 6 سنوات”.

“كان أقصر قامةً بقليل من الآخرين لأنه كان أصغر منه بعام، ولكن حتى مع أن الآخرين كانوا أطول قامةً بكثير، فقد استمر في تسجيل الأهداف”.

“عندما كان في الـ12 من عمره، كنا نعلم أنه سيصل إلى أبعد مدى، كنا نعلم حينها أنه يمتلك المؤهلات اللازمة ليكون لاعبًا دوليًا”.

قصير القامة ونحيف

كانت أول تجربة دولية لهالاند مع منتخب النرويج تحت 15 عامًا، خلال موسم 2015-2016، إذ تألق مع الفريق مسجلاً 18 هدفًا في 14 مباراة.

مع منتخب النرويج، التقى بجونار هالي، الذي كان زميلًا لوالده في ليدز في أواخر التسعينيات.

وقال هالي عن هالاند في مرحلة الناشئين “أول مرة رأيت فيها هالاند يلعب كرة القدم كانت في سن الخامسة عشرة، كان قصير القامة ونحيفًا ويعاني من ضعف بدني”.

“كان بلا شك لاعبًا جيدًا سجل العديد من الأهداف، لكنه لم يكن متميزًا بأي حال من الأحوال، كان لا يزال يتعين عليه تطوير لياقته البدنية، “لم يكن أحد ليتخيل ما سيكون عليه يومًا ما”.

في مايو 2016، لعب هالاند أول مباراة له كأساسي مع الفريق الأول لبراين رغم أن اللاعب كان يبلغ من العمر 15 عامًا فقط.

لعب هالاند في البداية بمركز الجناح، قبل أن يلعب في الوسط، وعلى الرغم من أنه لم يسجل في موسمه الأول مع برين، عُرض على هالاند فرصة خوض الاختبارات مع نادي هوفنهايم قبل أن ينتقل إلى مولده ليلعب تحت أولي جونار سولشاير.

البداية الحقيقية

بدأ إرلينج هالاند مشواره الاحترافي الحقيقي مع نادي مولده النرويجي عندما انضم للفريق في فبراير عام 2017 وهو في السادسة عشرة من عمره، ليلعب في مركز المهاجم.

 وشارك لأول مرة في مباراة بكأس النرويج وسجل هدفا ثم شارك في الدوري للمرة الأولى في يونيو من نفس العام وسجل أول أهدافه في الدوري في أغسطس أمام ترومسو قبل أن يضيف هدفا آخر ضد فيكينج لينهي موسمه الأول بـ4 أهداف في 20 مباراة.

في موسم 2018، بدأ هالاند في لفت الأنظار بقوة، إذ سجل رباعية في أول واحد وعشرين دقيقة من مباراة أمام بران المتصدر وقتها ثم سجل هدفين في المباراة التالية ضد فالرينجا.

 وسجل أول أهدافه الأوروبية من ركلة جزاء أمام لاشي الألباني في تصفيات الدوري الأوروبي.

 ورغم تعرضه لإصابة في الكاحل حرمته من آخر 3 مباريات في الموسم، فإنه أنهى الموسم كهدّاف أول للفريق بـ16 هدفا في 30 مباراة وتوج بجائزة أفضل لاعب صاعد في الدوري النرويجي.

في أغسطس 2018، أعلن نادي ريد بول سالزبورج النمساوي تعاقده مع هالاند على أن ينضم في يناير 2019 بعقد يمتد لخمس سنوات.

 

 ورغم أن البداية كانت تدريجية إلا أن موسمه التالي كان استثنائيا، في دوري أبطال أوروبا صنع التاريخ بتسجيله ثلاثية في أول مباراة له بالبطولة أمام جينك، ثم سجل ضد ليفربول في أنفيلد وسجل هدفين أمام نابولي ليصبح ثاني لاعب شاب في تاريخ البطولة يسجل في أول 3 مباريات له.

وواصل التسجيل في مباراتي العودة ليصبح أول لاعب شاب يسجل في أول 5 مباريات متتالية بالبطولة وسادس لاعب يحقق ذلك بشكل عام.

وأنهى هالاند مشواره مع سالزبورج بتسجيله 29 هدفا منها 8 في دوري الأبطال خلال نصف موسم فقط مما جعله هدفا للعديد من كبار أوروبا قبل أن ينتقل لبوروسيا دورتموند ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته.

صعود صاروخي

انضم هالاند إلى النادي الألماني في ديسمبر 2019 قادمًا من ريد بول سالزبورج، وبدأ مسيرته مع الفريق بأداء استثنائي، حيث سجل ثلاثية في أول مباراة له بالدوري الألماني خلال 23 دقيقة فقط بعد نزوله كبديل أمام أوجسبورج.

 تبعتها ثنائيات متتالية جعلته أول لاعب يسجل 5 أهداف في أول مباراتين بالبوندسليجا، ونال على إثرها جائزة لاعب الشهر رغم مشاركته لمدة ساعة فقط.

في دوري أبطال أوروبا، واصل تألقه وسجل هدفين أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16، ليصل إلى 10 أهداف أوروبية في موسم واحد، لكنه ودّع البطولة بعد الخسارة في الإياب. أنهى موسم 2019–20 بإجمالي 44 هدفًا في 40 مباراة مع سالزبورغ ودورتموند.

في موسم 2020–21، بدأ بثنائية أمام مونشنجلادباخ وسجل 4 أهداف في شباك هيرتا برلين خلال نوفمبر، ليحصد جائزة لاعب الشهر مجددًا.

 في دوري الأبطال، سجل 6 أهداف في أول 4 مباريات، وأصبح أسرع لاعب يصل إلى 15 هدفًا في تاريخ البطولة. 

عاد من إصابة ليسجل مجددًا ثنائيات أمام لايبزيغ وإشبيلية، وبلغ ربع النهائي بعدما أصبح أول لاعب يسجل أكثر من مرة في 4 مباريات متتالية في البطولة.

 أنهى الموسم بـ41 هدفًا، وتُوّج بجائزة أفضل مهاجم في دوري الأبطال وأفضل لاعب في الدوري الألماني.

في موسم 2021–22، افتتح الموسم بثلاثية في الكأس وثنائية في الدوري، لكنه عانى من إصابات في العضلة الخلفية والفخذ، غاب على إثرها لفترات طويلة.

 رغم ذلك، عاد ليسجل هدفه الـ50 في البوندسليجا، كأصغر لاعب وأسرع من يصل لهذا الرقم، في مايو 2022، أعلن دورتموند رحيله إلى مانشستر سيتي.

الروبوت هالاند

إيرلينغ هالاند انضم إلى النادي الإنجليزي في يوليو 2022 بعقد مدته 5 سنوات، ونجح في تسجيل هدفين في أول مباراة بالدوري أمام وست هام. 

وحطم العديد من الأرقام القياسية في موسمه الأول، أبرزها تسجيل 36 هدفًا في الدوري الإنجليزي وهو رقم قياسي، وقاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية ليفوز السيتيزنز الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد، ودوري أبطال أوروبا، كما حصل على الحذاء الذهبي الإنجليزي والأوروبي وجائزة أفضل لاعب في أوروبا.

في موسم 2023-2024 واصل التألق وسجل 27 هدفًا في الدوري وتوج بالحذاء الذهبي للمرة الثانية على التوالي. 

تعرض لإصابة في ديسمبر أبعدته لفترة طويلة لكنه عاد بقوة وسجل خماسية أمام لوتون ورباعية ضد وولفرهامبتون، أحرز هدفين حاسمين أمام توتنهام في الجولة قبل الأخيرة وساهم في فوز السيتي باللقب الثالث تواليًا، لكن الفريق خسر نهائي كأس الاتحاد أمام مانشستر يونايتد.

في موسم 2024-2025 واصل تحطيم الأرقام بتسجيله 7 أهداف في أول 3 مباريات منها هاتريك في مباراتين متتاليتين. 

وأصبح أسرع لاعب يسجل 100 مساهمة تهديفية في البريميرليدد ووقع عقدًا تاريخيًا حتى 2034 ليصبح الأعلى أجرًا في تاريخ الدوري.

 بعد إصابة في الكاحل عاد وسجل هدفه الـ300 في مسيرته ضد يوفنتوس بكأس العالم للأندية.

وأنهى الموسم بـ22 هدفًا في الدوري وحل ثالثًا خلف محمد صلاح وإيزاك مهاجم نيوكاسل.

من طفل صغير في النرويج يسجل الأهداف رغم صغر سنه وقامته، إلى ماكينة أهداف لا تعرف التوقف في أقوى دوريات العالم، الروبوت النرويجي لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره فقط، والسنوات القادمة قد تحمل المزيد من الأرقام القياسية، البطولات، وربما الكرة الذهبية ولما لا.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً