المغرب سيتراجع عن التطبيع والدولة واعية للاستراتيجيات الإسرائيلية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


توقع الكاتب والمحلل السياسي، إدريس الكنبوري، أن يتراجع المغرب عن “التطبيع” مع إسرائيل عاجلا أو آجلاً حين تنتفي الظروف التي أدت إليه، معتبراً أن المملكة كانت ذكية حين أدرجت الولايات المتحدة في الاتفاق الثلاثي.

واعتبر الكنبوري، في حوار ضمن برنامج “تنوير21″، الذي يُبث على منصات جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن المغرب أحسَنَ حين أقنع الولايات المتحدة الأمريكية بالانخراط في الاتفاق الثلاثي وجعلها وسيطا بينه وبين إسرائيل.

وأوضح أن ذلك يبرز أن الدولة في المغرب “واعية بخطورة الاستراتيجيات الصهيونية وما يُطبخ في العالم الآن، لا سيما في ظل الطرح الذي يجعل من التطبيع مع إسرائيل نظيراً لحسم نزاع الصحراء المغربية”، مضيفاً؛ “نحن نرى التهديدات التي يتعرض لها النظام المصري من قبل الكيان الصهيوني رغم كل التنازلات التي قدمها، ورغم الأدوار التي لعبها ضد القضية الفلسطينية”.

وقال المتخصص في علم مقارنة الأديان إن المغرب يعرف أن هذا الوضع غير مستقر وفي تحولات مستمرة، و”لا بأس أن تنحني للعاصفة حتى تمر، لكن الانحناء ليس هو الانبطاح”؛ مذكراً بالتغيرات التي طرأت على العلاقات المغربية الإسرائيلية في الماضي، حين قرر المغرب إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي.

وأوضح أن المغرب هو “الوحيد الذي أدخل الولايات المتحدة في الاتفاقية، فوقع “الاتفاق الثلاثي”، لأن جميع اتفاقيات التطبيع منذ كامب ديفيد مع مصر كانت ثنائية ومباشرة مع إسرائيل”.

وانتقد الكنبوري مروجي فكرة اعتبار أن التطبيع في صالح المغرب؛ “هؤلاء يتجاهلون الاتفاق المركزي الثلاثي مع الولايات المتحدة الأمريكية ويركزون على الاتفاق الجانبي، لأن همهم هو الدفاع عن التطبيع مع إسرائيل”.

وأكد أن التطبيع فُرض لأسباب خاصة وسوف يرفع حين تُرفع الظروف التي فرضته، “لا بد أن المغرب سيتراجع عن الاتفاق، وقد تراجع عنه سابقاً في عهد الراحل الحسن الثاني حين أغلق مكتب الاتصال، كما أن الملك محمد السادس، بوصفه رئيسا للجنة القدس، عبر عن مواقف قوية للغاية لم يجرؤ عليها أي حاكم عربي آخر”.

وشدد على أن المغرب يقوم بالحد الأدنى من الواجب تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، ويقدم مساعدات كبيرة، عن طريق بيت مال القدس الشريف مثلا، لأن “ما لا يدرك كله لا يترك جله، كما أن الصراع مع إسرائيل هو صراع عربي إسلامي وليس صراع دولة واحدة”. وتابع: “إذا كانت دول خليجية غنية تستطيع أن تشتري أنظمة برمتها لا تحرك ساكنا، ودول المواجهة التي تقع في الحدود مع إسرائيل قد طبعت وأبرمت السلام مع الكيان الصهيوني، فهل من المعقول أن نلوم المغرب على إبرام الاتفاق الثلاثي؟”.

وخلص إلى أنه لما يكون هناك إجماع عربي للضرب بيد من حديد على السياسات الصهيونية، ويشذ المغرب عن الإجماع “حينها يمكننا انتقاد المغرب”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً