محمد حسين: البريكس ركيزة رئيسية لتمثيل دولي أكثر عدالة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


قال اللواء محمد حسين، رئيس قطاع الخدمات المركزية بالهيئة العامة للاستعلامات، إن تكتل البريكس بات يشكّل أحد أهم التكتلات المؤثرة في الاقتصاد العالمي.

وأكد حسين، في كلمته خلال منتدى التنمية العالمية، أن المجموعة تمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ التعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء وتعزيز التنمية المستدامة الشاملة، لافتًا إلى أهمية ما تقوم به دول البريكس في دعم دول الجنوب وتمكينها اقتصاديًا وماليًا.

تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي

واستهل حسين حديثه بتوجيه الشكر إلى القائمين على تنظيم المنتدى لما بذلوه من جهد في إعداد هذا المحفل الهام، كما قدّم شكره للمكتب الإعلامي الإقليمي لوكالة أنباء شينخوا في الشرق الأوسط على الدعوة الكريمة.

وأشار إلى أن تكتل البريكس تأسس من الدول الخمس الكبرى (البرازيل، الصين، روسيا، الهند، جنوب إفريقيا)، وقد شهد في عام 2024 انضمام مجموعة جديدة من الدول من بينها: مصر، السعودية، الإمارات، إيران، إثيوبيا، مشيرًا إلى أن المجموعة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء ودفع عجلة التنمية المستدامة الشاملة.

تنويع الاقتصاد العالمي

وأوضح أن عمل التكتل يكون عبر خمسة محاور رئيسية؛ المحور الأول يتمثل في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجنوب – الجنوب، حيث تسعى المجموعة إلى توسيع سبل التعاون بين الدول الناشئة والنامية، ما ساهم بشكل ملموس في تقوية الروابط الاقتصادية والمالية بين هذه الدول.

أما المحور الثاني، فيتجسد في تنويع الاقتصاد العالمي، من خلال دعم دور الدول الناشئة وتقليل الاعتماد على اقتصادات الدول المتقدمة، بما يعزز فرص التنمية المستدامة عالميًا.

اللواء محمد حسين

تعزيز الاستثمارات بين الدول 

وفي حديثه عن المحور الثالث، أكد أن التكتل يضع تعزيز الاستثمارات بين الدول الأعضاء في صلب اهتمامه، بما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي والتنمية المحلية، ويتمثل المحور الرابع في دعم أهداف التنمية المستدامة، بينما يركز المحور الخامس على تعزيز دور الدول الناشئة في صنع القرار العالمي، بما يضمن تمثيلًا دوليًا أكثر عدالة وإنصافًا في المؤسسات العالمية.

وأضاف حسين، أن لغة الأرقام تعكس بوضوح حجم تأثير البريكس، حيث يساهم التكتل بنحو 36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (وفقًا لتعادل القوة الشرائية)، أي ما يعادل نحو 58 مليون دولار، كما تمثل دول البريكس حوالي 25% من التجارة العالمية، وتنفرد الصين وحدها بجزء كبير من هذه النسبة كونها ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

التكتل يضم أكثر من 45% من سكان العالم

ونوّه إلى أن التكتل يضم أكثر من 45% من سكان العالم، ما يجعله قوة سوقية ضخمة ذات تأثير مباشر على التنمية العالمية، خصوصًا فيما يتعلق بالاحتياجات النقدية والذهبية، إذ تفوق الأصول النقدية والاحتياطيات الذهبية لدول البريكس 6 تريليونات دولار، مع امتلاك الصين والهند الحصة الأكبر منها، إضافة إلى امتلاك التكتل لنصيب كبير من إنتاج وتصدير النفط والغاز، حيث تصل مساهماته إلى نحو 40% من إجمالي الإنتاج العالمي للطاقة.

ورغم هذه النجاحات، أشار اللواء حسين إلى وجود تحديات بارزة تواجه التكتل، من بينها هيمنة الدول الغربية على المؤسسات المالية العالمية، حيث يشكل الدولار الأمريكي حوالي 58% من الاحتياطي العالمي، كما يهيمن الغرب على نظام التحويلات المالية العالمية SWIFT.

تطوير بدائل فاعلة

ولمواجهة هذه التحديات، أوضح أن دول البريكس تعمل على تطوير بدائل فاعلة من خلال مؤسساتها الخاصة، مثل بنك التنمية الجديد، الذي يحظى بدعم قوي من القيادة الصينية، حيث تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بدعم البنك خلال زيارته إلى مقره في شنغهاي يوم 29 أبريل الماضي، مؤكدًا على ضرورة مساهمة هذه المؤسسة متعددة الأطراف في نهوض دول الجنوب العالمي.

كما أشار إلى أن التكتل وضع ترتيبات لاحتياطي طوارئ لدعم الدول الأعضاء وقت الأزمات، بما يشكل بديلًا جزئيًا لصندوق النقد الدولي، إلى جانب مقترحات بإنشاء عملة موحدة أو نظام دفع بديل، وهو ما يسهم في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، ويعزز النفوذ الجيو اقتصادي لتكتل البريكس.

تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب

وفي ختام كلمته، أوضح اللواء محمد حسين أن هناك جهودًا حثيثة لتوسيع دائرة التعاون مع تكتلات أخرى مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، من أجل تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب في مواجهة الحواجز التجارية الأمريكية والاتجاهات الحمائية المتصاعدة، بما يضمن بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر توازنًا وعدالة.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً