غزة (الاراضي الفلسطينية) – (أ ف ب) – الاناضول- أعلن الدفاع المدني في غزة الأحد استشهاد 57 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات باطلاق القوات لإسرائيلية النار باتّجاه أشخاص ينتظرون الحصول على مساعدات في منطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل لفرانس برس “حتى هذه اللحظة.. 57 شهيدًا وعشرات الاصابات منها اصابات خطيرة باطلاق الاحتلال النار صوب منتظري المساعدات بمنطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة وما زال عدد كبير من المفقودين في المنطقة والعدد مرشح للزيادة”.
وأعلن بصل في وقت سابق استشهاد 44 شخصا في الهجوم.
وحمّلت حركة حماس في بيان “الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم” التي وصفتها بأنها “إمعانٌ في حرب الإبادة الوحشية، واستخدام المساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم”.
وطالبت الحركة بفتح بتحقيقٍ دولي عاجل “في الآلية الأميركية الإسرائيلية المشبوهة لتوزيع المساعدات، والتي تحوّلت إلى آلية للقتل الممنهج للمدنيين”.
وأصيب أكثر من 100، منذ صباح الأحد، جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري المساعدات الإنسانية شمال غرب قطاع غزة.
ونقل مراسل الأناضول عن مصادر طبية وشهود عيان، أن قصفا مدفعيا وإطلاق نار من الآليات الإسرائيلية استهدف حشوداً من منتظري المساعدات في محيط منطقة السودانية شمال غرب القطاع، ما أسفر عن وقوع العشرات بين شهيد وجريح.
وأضاف المراسل أنه جرى نقل العديد من الضحايا والمصابين عبر العربات ووسائل نقل بدائية، إضافة إلى مركبات الإسعاف.
وأفادت مصادر طبية للأناضول بأن الوضع بمستشفيات مدينة غزة “كارثي” نتيجة توافد عشرات الإصابات في وقت متزامن، “ما أثقل كاهل المنظومة الطبية التي تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وحالة شبه انهيار” نتيجة حرب الإبادة المستمرة منذ 22 شهرا.
هذا وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن القطاع أصبح على أعتاب مرحلة “الموت الجماعي”، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر إثر سياسة التجويع الإسرائيلية المتعمدة ضد الفلسطينيين البالغ عددهم في القطاع 2.4 مليون شخص.
جاء ذلك في بيان صدر، الأحد، عن المكتب، الذي وصفه بأنه “خطير وعاجل”.
وحذر البيان من أن غزة “على أعتاب مرحلة الموت الجماعي بسبب إغلاق الاحتلال (الإسرائيلي) لجميع المعابر منذ أكثر من 140 يوما”.
وأشار إلى تعمد إسرائيل ممارسة سياسة التجويع كجزء من حرب الإبادة التي تشنها ضد سكان غزة عبر “منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وحليب الأطفال، والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، في ظل نفاد الغذاء والدواء”.
وجدد البيان التذكير بأن القطاع “يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل”.
وأضاف مستنكرا: “العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها بالتجويع والإبادة دون أن يحرك ساكنا”، مبينة أن القطاع الفلسطيني “أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث”، بحسب المصدر ذاته.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة مساء السبت وصول أعداد غير مسبوقة من الفلسطينيين من مختلف الأعمار إلى المستشفيات بحالة إعياء شديدة.
ومنذ 2 مارس/ آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
ولم يعد بمقدور الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء، حيث فقد غالبيتهم الدقيق اللازم لصناعة الخبز، بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء، بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوّعين الحصول عليه.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة ، السبت، من أن القطاع يمر “بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة”.
وبدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الجمعة، إن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 طفلا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لافتا أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضا إلى 620 شخصا منذ التاريخ ذاته.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.