ترامب يفرض تعريفات جمركية على أكثر من 60 دولة.. الصين في الصدارة وقلق عالمي من تداعيات اقتصادية خطيرة

دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيّز التنفيذ منذ لحظات، مستهدفة أكثر من 60 دولة حول العالم، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد خطير في الحرب التجارية العالمية.

وأكد البيت الأبيض بدء تطبيق الرسوم الجديدة، التي بلغت 104% على الواردات الصينية، على أن تُستكمل موجة ثانية من الجباية بدءًا من يوم الأربعاء، في خطوة تهدف إلى معالجة العجز في الميزان التجاري الأمريكي، واستعادة ما وصفه ترامب بـ “العصر الذهبي للاقتصاد الأمريكي”.

وفي منشور له على منصة “تروث سوشيال”، قال ترامب إن الولايات المتحدة باتت تجني مليارات الدولارات أسبوعيًا من هذه الرسوم، مؤكدًا أن بلاده كانت تُستغل تجاريًا من قبل الصين لعقود طويلة. 

كما جدد انتقاداته لبكين، مشددًا على ضرورة تصحيح “الاختلال التاريخي” في التبادل التجاري بين البلدين.

وقد أثارت هذه الرسوم موجة من الغضب والقلق العالمي، خصوصًا مع تهديد الصين برفع رسومها الانتقامية إلى 50%، بعدما فرضت مسبقًا تعريفات بنسبة 34% و20% على المنتجات الأمريكية، مما فاقم التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ولم تقتصر الرسوم الجديدة على الصين وحدها، بل امتدت إلى مجموعة واسعة من الدول، منها:

سوريا بنسبة 41%

العراق بنسبة 39%

ليبيا بنسبة 31%

الجزائر بنسبة 30%

مصر ودول الخليج بنسبة 10%

تايوان بنسبة 32%

الهند بنسبة 26%

الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%

كندا والمكسيك بنسبة 25%

فيتنام بنسبة 46%

هذا وقد طالت الرسوم جميع القطاعات، بما في ذلك الصناعات التكنولوجية والمنتجات الزراعية والمواد الخام، الأمر الذي أثار موجة من الصدمات في الأسواق العالمية.

 وكشفت تقارير اقتصادية أن عددًا من أغنى أثرياء العالم قد خسروا جزءًا كبيرًا من ثرواتهم خلال الساعات الأولى من تطبيق الرسوم، نتيجة الانخفاض الحاد في قيمة أسهم شركاتهم المدرجة في البورصات العالمية.

وفي الوقت الذي يرى فيه ترامب أن هذه الإجراءات تصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل، يرى محللون اقتصاديون أن هذه السياسات الحمائية قد تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، في ظل تعقيد العلاقات التجارية وزيادة تكاليف الإنتاج والتوريد.

من جهة أخرى، وجّه رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك نداءً مباشرًا إلى ترامب لإلغاء هذه الرسوم، محذرًا من تداعياتها على الشركات الأمريكية ذات المصانع بالخارج، وخصوصًا في الصين والهند وأوروبا.

ورغم التحذيرات الدولية من مغبة هذه الإجراءات، لا يبدو أن الإدارة الأمريكية بصدد التراجع عنها، في ظل تعهد ترامب بمواصلة الضغط التجاري على جميع الدول التي يرى أنها تستغل الاقتصاد الأمريكي.