جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية على الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس”، مشككاً في قدرة التحالف على التحول إلى كيان فاعل على الساحة الدولية، ومتوعداً بانهياره السريع في حال تحقق ذلك.
وقال ترامب إنه عندما سمع عن هذه المجموعة استهدفهم بقوة بالغة، موضحًا أنها إذا شكلت يومًا كيانًا مؤثرا، فستنهار بسرعة كبيرة، وذلك بدون أن يحدد أسماء دول بعينها.
وأكد ترامب تمسكه بالموقع العالمي للدولار الأمريكي كعملة احتياط دولية، رافضاً فكرة إنشاء بنوك مركزية للعملات الرقمية داخل الولايات المتحدة، ومتعهدًا بمنعها تمامًا.
تصعيد جمركي على خلفية التوتر السياسي
وقبل أسبوعين، أعلن ترامب نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى ما وصفها بالسياسات المعادية للولايات المتحدة ضمن إطار “بريكس”، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات ستطبق دون أي استثناءات.
روسيا ترد على ترامب
شدد الكرملين على أن مجموعة “بريكس” لم تنشأ بقصد تقويض مصالح أي طرف دولي، حيث أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا اطلعت على تصريحات ترامب، موضحًا أن طبيعة هذا التجمع قائمة على التعاون المشترك القائم على المصالح المتبادلة.
رفض جماعي لسياسات الحماية الأمريكية
تزامنت تصريحات ترامب مع انعقاد قمة “بريكس” في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث وجه القادة المشاركون انتقادات حادة للسياسات الجمركية الأمريكية، معتبرين أنها تضر بالتجارة العالمية والاستقرار الاقتصادي.
وجاء في البيان الختامي للقمة: “نشعر بقلق بالغ من تصاعد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التي تشوه التجارة العالمية”، مشددين على أن هذه السياسات تعسفية وتُعرض سلاسل التوريد الدولية للخطر، وتزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
تأثير رسوم ترامب على الاقتصاد المصري
اعتبر خبير أسواق المال أحمد معطي أن التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية على دول بريكس ستكون تأثيراتها محدودة على الاقتصاد المصري في الوقت الحالي، مرجعًا ذلك إلى أن حجم التبادل التجاري بين القاهرة وواشنطن ليس كبيرًا بالدرجة التي تستدعي القلق.
وقال معطي، في تصريحات لـ”تليجراف مصر”، إن الصادرات المصرية إلى السوق الأمريكية تتركز في قطاعات مثل المنسوجات والمنتجات الزراعية وبعض الصناعات الخفيفة، وهي قطاعات يمكنها التكيف مع أي زيادة محتملة في الرسوم أو البحث عن أسواق بديلة.
وأشار إلى أن مصر لا تزال في مرحلة مبكرة من اندماجها العملي داخل تحالف بريكس، وبالتالي فإن أي إجراءات أمريكية محتملة ستكون رمزية أكثر منها اقتصادية، ما لم تشمل تفاصيل تنفيذ واسعة النطاق.
وأوضح معطي أن مدى التأثير الحقيقي سيتوقف على ما إذا كانت الرسوم ستشمل كل المنتجات أم ستُفرض على قطاعات محددة فقط، مشددًا على أهمية أن تواصل مصر جهودها لتنويع أسواقها التصديرية، خاصة في ظل تنامي علاقاتها التجارية مع الصين والهند وروسيا.
وتضم مجموعة “بريكس” حالياً 11 دولة، بينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتمثل مجتمعة نحو نصف سكان العالم، كما تُساهم بـ40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يجعلها رقماً صعبًا في معادلة التوازنات الاقتصادية الدولية.